أَوَّلُ الدِّيانَةِ مَعرِفَتُهُ ، وَ كَمَالُ المَعرِفَةِ تَوحيدُهُ ، وَ كَمَالُ التَّوحيدِ نَفيُ الصِّفاتِ عَنهُ ، لِشَهادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّها غَيرُ المَوصوفِ ، وَ شَهادَةِ المَوصوفِ أَنَّهُ غَيرُ الصِّفَةِ ، وَ شَهادَتِهِما جَمِيعا عَلى أَنفُسِهِما بِالبَيِّنَةِ المُمتَنِعِ مِنها الأَزَلُ ، فَمَن وَصَفَ اللّهَ فَقَد حَدَّهُ ، وَ مَنَ حَدَّهُ فَقَد عَدَّهُ ، وَ مَن عَدَّهُ فَقَد أَبطَلَ أَزَلَهُ ، وَ مَن قالَ : كَيف فَقَدِ استوصَفَهُ ، وَ مَن قالَ : عَلى مَ فَقَد حَمَلَهُ ، وَ مَن قالَ : أَينَ فَقَد أَخلى مِنهُ ، وَ مَن قالَ : إلى مَ فَقَد وَقَّتَهُ ، عالِمٌ إِذ لا مَعلومَ ، وَ خالِقٌ إذ لا مَخلوقَ ، وَ رَبٌّ إِذ لا مَربوبَ ، وَ إِلهٌ إِذ لا مَألوهَ ، وَ كَذلِكَ يُوصَفُ رَبُّنا ، وَ هوَ فَوقَ ما يَصِفُهُ الواصِفونَ. ۱
6
إملاؤه عليه السلام إلى أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي
في المشيئة والإرادة
0.في عيون أخبار الرّضا عليه السلام : حدّثنا أبي رضى الله عنه و محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه ، قالا : حدّثنا سعد بن عبد اللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ 2 ، عن أبي الحسن الرّضا عليه السلام ، قال : قلت له : إنّ أصحابنا