285
مكاتيب الأئمة ج5

الميثاق ، نرجو أن يجوز بها الصّراط ظهرها وبطنها بحرم سيّدنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله بين الرّوضة والمنبر ، على رؤوس الأشهاد ، بمرأى ومسمع من وجوه بني هاشم وسائر الأولياء والأجناد ، بعد استيفاء شروط البيعة عليهم بما أوجب أمير المؤمنين الحجّة به على جميع المسلمين ، و لتبطل الشّبهة الّتي كانت اعترضت آراء الجاهلين ، وما كان اللّه ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه ، و كتب الفضل بن سهل بأمر أمير المؤمنين بالتّاريخ فيه . ۱
و في بحار الأنوار بيان : أقول : أخذنا أخبار كشف الغمّة من نسخة قديمة مصحّحة كانت عليها إجازات العلماء الكرام ، و كان مكتوبا عليها في هذا الموضع على الهامش أشياء نذكرها ، و هي هذه : و كتب بقلمه الشّريف تحت قوله و الخلافة من بعده : « جعلت فداك » ، و كتب تحت ذكر اسمه عليه السلام «و صلتك رحم و جزيت خيرا» ، وكتب عند تسميته بالرضا «رضي اللّه عنك وأرضاك وأحسن في الدّارين جزاك » ، و كتب بقلمه الشّريف تحت الثّناء عليه « أثنى اللّه عليك فأجمل و أجزل لديك الثّواب فأكمل » . ثمّ كان على الهامش بعد ذلك : « العبد الفقير إلى اللّه تعالى الفضل بن يحيى عفى اللّه عنه : قابلت المكتوب الّذي كتبه الإمام عليّ بن موسى الرّضا صلوات اللّه عليه وعلى آله الطّاهرين مقابلة بالّذي كتبه الإمام المذكور عليه السلام حرفا فحرفا ، و ألحقت ما فات منه و ذكرت أنّه من خطّه عليه السلام ، و ذلك في يوم الثّلثاء مستهلّ المحرّم من سنة تسع و تسعين و ستّ مئة الهلاليّة بواسط ، و الحمد للّه على ذلك و له المنّة » . انتهى . ۲

1.كشف الغمّة : ج۳ ص۱۲۳ ، بحار الأنوار : ج۴۹ ص۱۵۲ و راجع : عيون أخبار الرّضا عليه السلام : ج۱ ص۱۵۸ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۴۷۳ ، الفصول المهمّة لابن الصّبّاغ : ص۱۰۱۰ ، صبح الأعشى : ج۹ ص۳۶۲ .

2.بحار الأنوار : ج۴۹ ص۱۵۴.


مكاتيب الأئمة ج5
284

وَرَصدِ فرصَةً تُنتَهَزُ وَبائِقَةً تُبتَدَرُ . وَقَد جَعَلتُ اللّهَ عَلى نفسي إِن استَرعاني أَمرَ المُسلِمينَ وَقَلَّدَني خِلافَتَهُ ، العَمَلَ فيهِم عامَّةً ، وَفي بَني العَبَّاسِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ خاصَّةً ، بِطاعَتِهِ وَطاعَةِ رَسولِهِ صلى الله عليه و آله ، وَأَلّا أَسفُكُ دَما حَراما ، وَلا أُبيحُ فَرجا وَلا مالاً ، إِلَا ما سَفَكتهُ حُدودُ اللّهِ ، وَأباحَتهُ فَرائِضُهُ ، وَأَن أَتَخَيَّرَ الكُفاةَ ۱ جُهدي وَطاقتي ، وَجَعَلتُ بِذلِكَ عَلى نَفسي عَهدا مُؤَكَّدا يَسأَلُني اللّهُ عَنهُ ، فَإِنَّه عز و جل يَقولُ : « وَ أَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَ الْعَهْدَكَانَ مَسْـئولًا »۲ ، وَإِن أَحدَثتُ أَو غَيَّرتُ أَو بَدَّلتُ كُنتُ لِلغَيرِ مُستَحِقَّا ، وَلِلنِكالِ مُتَعَرِّضا ، وَأَعوذُ بِاللّهِ مِن سَخَطِهِ وَإِلَيهِ أَرغَبُ في التَّوفيقِ لِطاعَتِهِ ، وَالحَولِ بَيني وَبَينَ مَعصيَتِهِ في عافيةٍ لي وَلِلمُسلِمينَ .
وَالجامِعَةُ وَالجَفر يَدُلَان عَلى ضِدِّ ذلِكَ ، وَما أَدري مَا يُفعَلُ بي وَلا بِكُم ، إِنَّ الحُكمَ إِلَا للّهِ يَقضي بِالحَقِّ وَهوَ خَيرُ الفاصِلينَ ، لكِنِّي امتَثَلتُ أَمرَ أَميرِ المُؤمِنينَ وَآثَرتُ رِضاهُ ، واللّهُ يَعصِمُني وَإيَّاهُ ، وَأَشهَدتُ اللّهَ عَلى نَفسي بِذلِكَ ، وَكَفى بِاللّهِ شَهيدا.
وَكَتبتُ بِخَطِّي بِحَضرَةِ أَميرِ المُؤمِنينَ ـ أَطالَ اللّهُ بَقاءَهُ ـ وَالفَضلِ بنِ سَهلٍ ۳ ، وَسهلِ بنِ الفَضلِ ، وَيَحيى بنِ أَكثَمٍ ، وَعَبدِ اللّهِ بنِ طاهِرٍ ، وَثُمامَةُ بنِ أَشرَسِ ، وَبِشرِ بنِ المُعتَمِرِ ، وَحَمَّادِ بنِ النُّعمانِ ، في شَهرِ رَمَضانِ سَنَةَ إِحدَى وَمِئَتَين.

[الشّهود على العهد] :

۰.شَهَدَ يَحيى بنُ أَكثَمَ عَلى مَضمونِ هذا المَكتوبِ ظَهرَهُ وَبَطنَهُ ، وَهوَ يَسأَلُ اللّهَ أَن يُعَرِّفَ أَميرَ المُؤمِنينَ وَكافَّةَ المُسلِمينَ بِبَرَكَةِ هذا العَهدِ وَالميثاقِ. وَكَتَبَ بِخَطِّهِ في التاريخِ المُبيّنِ فيهِ ، عَبدُ اللّهِ بنُ طاهِرٍ بنُ الحُسينِ ، أَثبَتَ شَهادَتَهُ فيهِ بِتاريخِهِ ، شَهَدَ حَمَّادُ بَنُ النُّعمانِ بِمَضمونِهِ ظَهرَهُ وَبَطنَهُ وَكَتَبَ بِيَدِهِ في تاريخِهِ بِشرُ بَنُ المُعتَمِرِ يَشهَدُ بِمِثلِ ذلِكَ .

رسم ۴ أمير المؤمنين ـ أطال اللّه بقاءه ـ قراءة هذه الصّحيفة الّتي هي صحيفة

1.قوله عليه السلام : «أن أتخيّر الكفاة» : أي أختار لكفاية اُمور الخلق وإمارتهم من يصلح لذلك .

2.الإسراء: ۳۴.

3.راجع : ص ۱۰۷ الرقم ۴۹ .

4.أي : كتب وأمر أن يقرأ هذه الصّحيفة في حرم الرّسول صلى الله عليه و آله .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمة ج5
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1387
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 119321
الصفحه من 464
طباعه  ارسل الي