291
مكاتيب الأئمة ج5

عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ » 1 .
وَ كَتَبَ الحَسَنُ بنُ سَهلٍ تَوقيعَ المَأمونِ فيهِ :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
قَد أَوجَبَ أَميرُ المُؤمِنينَ عَلى نَفسِهِ جَميعَ ما في هذا الكِتابِ ، وَ أَشهَدَ اللّهَ تَعالى ، وَ جَعَلَهُ عَلَيهِ داعيا وكفيلاً .
وَ كَتَبَ بِخَطِّهِ في صَفَرٍ سَنَةَ اثنَينِ وَ مِئَتَينِ تَشريفا لِلحِباءِ وَ تَوكيدا لِلشُّروطِ .
تَوقيعُ الرِّضا عليه السلام فيه :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
قَد أَلزَمَ عَليُّ بنُ موسى الرِّضا نَفسَهُ بِجَميعِ ما في هذا الكِتابِ عَلى ما أُكِّدَ فيهِ في يَومِهِ وَ غَدِهِ ما دامَ حَيَّا ، وَ جَعَلَ اللّهَ تَعالى عَلَيهِ داعيا وكفيلاً «وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا» 2 .
وَكَتَبَ بِخَطِّهِ في هذا الشّهرِ مِن هذهِ السَّنَةِ : وَ الحَمدُ للّهِ رَبِّ العَالَمينَ وَ صَلَّى اللّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسلَّمَ « حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ » 3 . 4

184

كتابه عليه السلام إلى المأمون

۰.في كشف الغمّة : قال الفقير إلى اللّه تعالى عليّ بن عيسى أثابه اللّه : ورأيت خطّه عليه السلام في واسط سنة سبع وسبعين وستّمئة جوابا عمّا كتبه إليه المأمون :

1.النحل : ۹۱.

2.النساء : ۷۸.

3.آل عمران : ۱۷۳.

4.عيون أخبار الرّضا عليه السلام : ج۲ ص۱۵۴ ح۲۳.


مكاتيب الأئمة ج5
290

وَكانَ ما دعَوناكَ إِليهِ وَ هوَ مَعونَةٌ لَكَ مِئَةَ ألفِ أَلفِ دِرهَمٍ ، وَغَلَّةَ عَشَرَةِ أَلفِ أَلفِ دِرهَمٍ جَوهَرا سِوى ما أَقطَعَكَ أَميرُ المُؤمِنينَ قَبلَ ذلِكَ ، وَقيمَةُ مِئَةِ أَلفِ أَلفِ دِرهَمٍ جَوهَرا يَسيرا ، عِندَنا ما أَنتَ لَهُ مُستَحِقٌّ ، فَقَد تَرَكتَ مِثلَ ذلِكَ حَينَ بَذَلَهُ لَكَ المَخلوعُ ، وَ آثَرتَ اللّهَ وَ دينَهُ ، وَ أَنَّكَ شَكَرتَ أَميرَ المُؤمِنينَ وَ وَليَّ عَهدِهِ ، وَ آثَرتَ تَوفيرَ ذلِكَ كُلَّهُ عَلى المُسلِمينَ ، وَجُدتَ لَهُم بِهِ ، وَ سَأَلتَنا أَن نَبلُغَكَ الخَصلَةُ الَّتي لَم تَزَل إِلَيها تائِقا مِنَ الزُّهدِ وَ التَّخَلِّي ، ليَصِحَّ عِندَ مَن شَكَّ في سَعيِكَ لِلآخِرَةِ دونَ الدُّنيا وَ تَركُكَ الدُّنيا ، وَ ما عَن مِثلِكَ يُستَغني في حالٍ وَ لا مِثلُكَ رُدَّ عَن طَلَبِهِ .
وَ لَو أَخرَجَتنا طَلِبَتُكَ عَن شَطرِ النَّعيمِ عَلَينا ، فَكَيفَ بِأَمرٍ رُفِعَت فيهِ المَؤُنَةُ ، وَ أَوجَبَت بِهِ الحُجَّةُ عَلى مَن كانَ يَزعُمُ أَنَّ دُعاكَ إِلَينا لِلدُّنيا لا لِلآخِرَةِ ، وَ قَد أَجَبناكَ إِلى ما سَأَلتَ بِهِ ، وَ جَعَلنا ذلِكَ لَكَ مُؤَكَّدا بِعَهدِ اللّهِ وَميثاقِهِ الّذي لا تَبديلَ لَهُ وَلا تَغييرَ ، وَ فَوَّضنا الأَمرَ في وَقتِ ذلِكَ إِلَيكَ ، فَما أَقمتَ فَغَريزٌ مُزاحُ العِلَّةِ مَدفوعٌ عَنكَ الدُّخولُ فيما تَكرَهُهُ مِنَ الأَعمالِ كائِنا ما كانَ ، نَمنَعُكَ مِمَّا نَمنَعُ أَنفُسَنا في الحالاتِ كُلِّها ، وَإِذا أَرَدتَ التَّخَلِّيَ فَمُكَّرَمٌ مِزاحُ البَدَنِ وَ حَقٌّ لِبَدَنِكَ بِالرَّاحَةِ وَ الكَرامَةِ ، ثُمَّ نُعطيكَ مِمَّا تَتَناوَلُهُ مِمَّا بَذلناهُ لَكَ في هذا الكِتابِ فَتَرَكتُهُ اليَومَ ، وَ جَعَلنا لِلحَسَنِ بنِ سَهلٍ مِثلَ ما جَعَلناهُ لَكَ فَنِصفَ ما بَذَلناهُ مِنَ العَطيَّةِ وَ أَهلُ ذلِكَ هوَ لَكَ ، وَ بِما بَذَلَ مِن نَفسي في جِهادِ العُتاةِ وَ فَتحِ العِراقِ مَرَّتَينِ ، وَ تَفريقِ جُموعِ الشَّيطانِ بِيَدِهِ حَتَّى قَوِيَ الدِّينُ ، وَ خاضَ نيرانَ الحُروبِ ، وَ وَقانا عَذابَ السُّمومِ بِنَفسِهِ وَ أَهلِ بَيتِهِ ، وَ مَن ساسَ مِن أَولياءِ الحَقِّ .
وَ أَشهَدنا اللّهَ وَ ملائِكَتَهُ وَ خيارَ خَلقِهِ ، وَ كُلَّ مَن أَعطانا بَيعَتَهُ وَ صَفقَةَ يَمينِهِ في هذا اليَومِ وَ بَعدَهُ عَلى ما في هذا الكِتابِ . وَ جَعَلنا اللّهَ عَلَينا كَفيلاً ، وَأَوجَبنا عَلى أَنفُسِنا الوَفاءَ بِما اشتَرَطنا مِن غَيرِ استِثناءٍ بِشَيءٍ يَنقُضُهُ في سِرٍّ وَلا عَلانيِّةٍ ، وَ المُؤمِنونَ عِندَ شُروطِهِم ، وَ العَهدُ فَرضٌ مَسؤولٌ وَ أَولى النَّاسِ بِالوَفاءِ مَن طَلَبَ مِنَ النَّاسِ الوَفاءَ وَكانَ مَوضِعا لِلقُدرَةِ ، قالَ اللّهُ تَعالى : « وَ أَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَـهَدتُّمْ وَ لَا تَنقُضُواْ الْأَيْمَـنَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمة ج5
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1387
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 119328
الصفحه من 464
طباعه  ارسل الي