299
مكاتيب الأئمة ج5

أن قال لي آخر كلامه : ويحك! فتبطل هذه الأحاديث الّتي روينا. ۱

187

كتابه عليه السلام إلى يونس و هشام

في قصّة موسى عليه السلام حين لقي الخضر عليه السلام

۰.محمّد بن عليّ بن بلال عن يونس ، قال : اختلف يونس و هشام بن إبراهيم في العالم الّذي أتاه موسى عليه السلام أيّهما كان أعلم ، و هل يجوز أن يكون على موسى حجّة في وقته و هو حجّة اللّه على خلقه ؟ فقال قاسم الصّيقل۲: فكتبوا ذلك إلى أبي الحسن الرّضا عليه السلام يسألونه عن ذلك . فكتب في الجواب :أَتى موسى العالِمَ فَأَصابَهُ وَ هوَ في جَزيرَةٍ مِن جَزائِرِ البَحرِ ، إِمَّا جالِسا وَ إمَّا مُتَّكِئا ، فَسَلَّمَ عَلَيهِ موسى فَأَنكَرَ السَّلامَ ، إِذ كانَ بِأَرضٍ لَيسَ فيها سَلامٌ ، قالَ : مَن أَنتَ؟ قالَ : أَنا موسى بنُ عِمرانَ ، قالَ : أَنتَ موسى بنُ عِمرانَ ، الّذي كَلَّمَهُ اللّهُ تَكليما؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فَما حاجَتُكَ؟ قالَ : جِئتُ أَن لِتُعَلِّمَني مِمَّا عُلِّمتَ رُشدا . قالَ : إِنِّي وُكِّلتُ بِأَمرٍ لا تُطيقُهُ ، وَ وُكِّلتَ أَنتَ بِأَمرٍ لا أُطيقُهُ .
ثُمَّ حَدَّثَهُ العالِمُ بِما يُصيبُ آلَ مُحَمَّدٍ مِنَ البَلاءِ وَ كَيدِ الأَعداءِ حَتَّى اشتَدَّ بُكاؤُهُما . ثُمَّ حَدَّثَهُ العالِمُ عَن فَضلِ آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّى جَعَلَ موسى يَقولُ : يا لَيتَني كُنتُ مِن آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ حَتَّى ذَكَرَ فُلانا وَ فُلانا وَ فُلانا وَ مَبعَثَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله إِلى قَومِهِ ، وَ ما يَلقى مِنهُم وَ مِن تَكذيبِهِم إِيَّاهُ ، وَ ذَكَرَ لَهُ مِن تَأويلِ هذهِ الآيَةِ : « وَنُقَلِّبُ أَفْـئدَتَهُمْ وَأَبْصَـرَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ »۳ حينَ أَخَذَ الميثاقَ عَلَيهِم .

1.رجال الكشّي : ج۲ ص۷۶۷ الرقم ۸۸۷ ، بحار الأنوار : ج۴۸ ص۲۷۲ ح۳۲ .

2.راجع : ص ۱۱۶ الرقم ۶۱ .

3.الأنعام : ۱۱۰.


مكاتيب الأئمة ج5
298

حاجّا ، و لم نكن نفترق ليلاً و لا نهارا في طريق مكّة و بمكّة و في الطواف ، ثمّ قصدته ذات ليلة فلم أره حتّى طلع الفجر ، فقلت له : غمّني إبطاؤك ، فأيّ شيء كانت الحال ؟ قال لي : ما زلت بالأبطح مع أبي الحسن ـ يعني أبا إبراهيم و عليّ ابنه عليهماالسلامعن يمينه ـ فقال :يا أَبا الفَضلِ ـ أو يا زيادُ ـ هذا ابني عَلِيٌّ ، قَولُهُ قَولي وَ فِعلُهُ فِعلي ، فَإِن كانَت لَكَ حاجَةٌ فَأَنزِلها بِهِ وَاقبَل قَولَهُ ، فَإِنَّه لا يَقولُ عَلى اللّهِ إِلَا الحَقَّ .
قال ابن أبي سعيد : فمكثنا ما شاء اللّه حتّى حدث من أمر البرامكة ما حدث ، فكتب زياد إلى أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا عليهماالسلام يسأله عن ظهور هذا الأمر الحديث ، أو الاستتار. فكتب إليه أبو الحسن عليه السلام :
أَظهِر ، فَلا بَأسَ عَلَيكَ مِنهُم .
فظهر ، زياد ، فلمّا حدَّث الحديثَ ، قلت له : يا أبا الفضل ، أيّ شيء يعدل بهذا الأمر ؟ فقال لي : ليس هذا أوان الكلام فيه .
قال : فألححت عليه بالكلام بالكوفة و ببغداد ، كلّ ذلك يقول لي مثل ذلك ، إلى

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمة ج5
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1387
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 119350
الصفحه من 464
طباعه  ارسل الي