317
مكاتيب الأئمة ج5

كلّ ليلة ، ليعرف خبر علّة أبي جعفرٍ عليه السلام ، و كان الرّسول الّذي يختلف بين أبي جعفرٍ عليه السلام و بين أبي إذا حضر قام أحمد و خلا به أبي ، فخرجت ذات ليلةٍ و قام أحمد عن المجلس و خلا أبي بالرّسول ، و استدار أحمد فوقف حيث يسمع الكلام ، فقال الرّسول لأبي : إنّ مولاك يقرأ عليك السّلام و يقول لك : إِنّي ماضٍ وَ الأمرُ صائِرٌ إلى ابني عَليِّ ، وَ لَهُ عَلَيكُم بَعدي ما كانَ لي عَلَيكُم بَعدَ أَبي .
ثمّ مضى الرّسول و رجع أحمد إلى موضعه و قال لأبي : ما الّذي قد قال لك ؟
قال : خيراً . قال : قد سمعت ما قال ، فلِمَ تكتُمُه ؟ و أعاد ما سمع .
فقال له أبي: قد حرّم اللّه عليك ما فعلت ؛ لأنّ اللّه تعالى يقول : «وَ لَا تَجَسَّسُوا»۱ ، فاحفَظ الشّهادة ، لعلّنا نحتاج إليها يوماً ما ، و إيّاك أن تُظهرها إلى و قتها .
فلمّا أصبح أبي كتب نسخة الرّسالة في عشر رِقاعٍ ، و ختمها و دفعها إلى عشرةٍ من وجوه العصابة ، و قال: إن حدث بي حدث الموت قبل أن اُطالبكم بها فافتحوها و أعلِموا بما فيها .
فلمّا مضى أبو جعفر عليه السلام ، ذكر أبي أنّه لم يخرج من منزله حتّى قطع على يديه نحوٌ من أربعمئة إنسان ، و اجتمع رُؤساء العصابة عند محمّد بن الفرج يتفاوضون هذا الأمر ، فكتب محمّد بن الفرج إلى أبي يُعلمه باجتماعهم ، عنده و أنّه لولا مخافة الشّهرة لصار معهم إليه ، و يسأله أن يأتيه . فركب أبي و صار إليه ، فوجد القوم مجتمعين عنده ، فقالوا لأبي : ما تقول في هذا الأمر ؟
فقال أبي لمن عنده الرّقاعُ : أَحضِروا الرّقاع . فأحضروها ، فقال لهم : هذا ما اُمرتُ به .
فقال بعضهم : قد كُنّا نُحِبُّ أن يكون معك في هذا الأمر شاهدٌ آخَر ؟
فقال لهم : قد أتاكم اللّهُ عزّ و جلّ به هذا أبو جعفر الأشعريّ يشهد لي بسماع هذه

1.الحجرات : ۱۲ .


مكاتيب الأئمة ج5
316

صيّر عبد اللّه بن المُسَاور ذلك اليوم إليه يقوم بأمر نفسِه و أخواته ۱ ، و يُصيّر أمر موسى إليه يقومُ لنفسه بعدهما على شرط أبيهما في صدقاته الّتي تصدّق بها ، و ذلك يوم الأحد لثلاث ليالٍ خلون من ذي الحجّة سنة عشرين و مئتين ، و كتب أحمد بن أبي خالد شهادته بخطّه ، و شهد الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن الحسن بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام وهو الجَوّانيّ ، على مثل شهادة أحمد بن أبي خالد في صدر هذا الكتاب ، و كتب شهادته بيده ، و شهد نصرٌ الخادم ، و كتب شهادته بيده . ۲

193

كتابه عليه السلام في الوصيّة

النّصّ على أبي الحسن الثّالث

الحسين بن محمّد ، عن الخَيرانيّ ۳ ، عن أبيه أنّه قال : كان يلزم باب أبي جعفرٍ عليه السلام للخدمة الّتي كان وُكِّل بها ، و كان أحمدُ بن محمّد بن عيسى ۴ يجيء في السّحر في

1.و الصّحيح: إخوانه .

2.الكافي : ج۱ ص۳۲۵ ح۳ ، بحار الأنوار : ج۵۰ ص۱۲۱ ح۴ .

3.الخيراني ووالده في السند المبحوث عنه من الأعاجم،ومجهول ( معجم رجال الحديث:ج۳ ص۸۸ وج۲۴ ص۱۰۱) . يحتمل أن يكون من أولاد خيران الخادم ( راجع : قاموس الرجال : ج۱۲ ص۳۲ الرقم۷۵ ، شرح اُصول الكافي : ج۶ ص۲۰۹ ، طرائف المقال : ج۱ ص۳۸۹ ، جامع الرّواة : ج۱ ص۳۰۰ ) . وأمّا أباه خيران الخادم ، عدّه الشّيخ من أصحاب الهاديّ ووثّقه ، و كان جليلاً و معتمدا عليه ( رجال الطوسي : ص۳۸۶ الرقم۵۶۸۷ ) . وذكره الكشّي في أصحاب الجواد و العسكريّ عليهماالسلام ( رجال الكشّي : ج۲ ص۸۶۷ الرقم ۱۱۳۲ ) . و أمّا ابنه لم نجد له مدحا و لا ذمّا في المصادر الرّوائيّة و الرّجاليّة . قال المحقّق الأردبيلي في ترجمة خيران الخادم : « يأتي في ترجمة ابنه الخيراني أنّه كان و كيلاً لأبي جعفرٍ عليه السلام ، و أنّ ابنه روى عنه » ( جامع الرواة : ج۱ ص۳۰۰ ) .

4.راجع : ص ۴۱ الرقم ۱۴ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمة ج5
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1387
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 119445
الصفحه من 464
طباعه  ارسل الي