37
مكاتيب الأئمة ج5

وَنَحنُ الَّذينَ شَرَعَ اللّهُ لَنا دِينَهُ فَقالَ في كِتابِهِ : «شَرَعَ لَكُم» يا آلَ مُحَمَّدٍ «مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا» قَد وَصَّانا بِما وَصَّى بِهِ نُوحا «وَ الَّذِى أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ» يامُحَمَّدٍ «وَ مَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَ هِيمَ وَ مُوسَى وَ عِيسَى» فَقَدَ عَلَّمَنا وَبَلَّغَنا عِلمَ ما عَلِمنا ، واستَودَعَنا عِلمَهُم نَحنُ وَرَثَةُ أُولي العَزمِ مِنَ الرُّسُلِ «أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ» يا آلَ مُحَمَّدٍ «وَ لَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ» وَكُونوا على جَمَاعَةٍ «كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ» مَن أَشرَكَ بِوَلايَةِ عَليٍّ «مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ» مِن وَلايَةِ عَليٍّ ، إِنَّ «اللَّهُ» . . . يامُحَمَّدُ «يَهْدِى إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ»۱ مَن يُجيبُكَ إِلى وَلايَةِ عَليٍّ عليه السلام . ۲
وفي تفسير فرات : جعفر بن محمّد الفزاريّ معنعنا عن الحسين بن عبد اللّه بن جندب ، قال : أخرج [خرج ] إلينا صحيفة ، فذكر أنّ أباه كتب إلى أبي الحسن عليه السلام : جُعلت فداك ، إنّي قد كبرت و ضعفت و عجزت عن كثير ممّا كنت أقوى عليه ، فأحبّ جُعلت فداك أن تعلّمني كلاما يقرّبني من ربّي [ بربّي ] ، و يزيدني فهما و علما . فكتب إليه :
قَد بَعَثتُ إِليكَ بِكِتابٍ فَاقرَأَهُ وَ تَفَهَّمَهُ ؛ فإِنَّ فيهِ شِفاءٌ لِمَن أَرادَ اللّهُ شِفاه ، وَ هُدىً لِمَن أَرادَ اللّهُ هُداهُ ، فأَكثِر مِن ذِكرِ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيم ، لا حَولَ وَ لا قُوَّةَ إِلَا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيم ، وَ اقرأها عَلى صَفوانَ وَ آدَمَ . قالَ عَليُّ بنُ الحُسَينِ عليهماالسلام : إنَّ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله كانَ أَمينُ اللّهِ في أَرضِهِ ، فَلَمَّا قُبِضَ مُحَمَّدٌ [ صلى الله عليه و آله ] كُنَّا أَهلَ البَيتِ أُمَناءَ اللّهِ في أَرضِهِ ، عِندَنا عِلمُ البَلايا وَ المَنايا وَ أَنسابُ العَرَبِ وَ مَولِدُ الإسلامِ ، وِ إِنَّا لَنَعرِفُ الرَّجُلَ إِذا رأَيناهُ بِحَقيقَةِ الإِيمانِ وَ بِحقَيقَةِ النِّفاقِ ، وَ إِنَّ شيعَتَنا لَمَكتوبونَ بِأَسمائِهِم وَ أَسماءِ آبائِهِم ، أَخَذَ اللّهُ الميثاقَ عَلَينا [ وَ عَلَيهِم ] ، يَرِدونَ مَوارِدَنا وَ يدخُلونَ مَداخِلَنا ، لَيسَ عَلى مِلَّةِ إِبراهيمَ خَليلُ الرَّحمنِ غَيرُنا وَ غَيرُهُم ، إِنَّا يَومَ القِيامَةِ آخِذِينَ بِحُجزَةِ نَبِيِّنا وَ نَبِيُّنا آخِذٌ بِحُجزَةِ رَبِّه ، وَ إِنَّ الحُجزَةَ النُّورُ ، وَ شيعَتُنا آخِذينَ بِحُجزَتِنا ، مَن فارَقَنا هَلَكَ وَ مَن تَبِعَنا نَجا ، [ مُفارِقُنا ] وَ الجاحِدُ لِوَلايَتِنا كافِرٌ ، وَ شيعَتُنا وَ تابِعُ وَلايَتِنا [ وَمُتَّبِعُنا وَ تابِعُ أَوليائِنا لِوَلايَتِنا ]

1.الشورى : ۱۳ .

2.الكافي : ج۱ ص۲۲۳ ح۱ ، بصائر الدرجات : ص۱۱۹ ح۳.


مكاتيب الأئمة ج5
36

كَلامَهُ وَ يُنزَلُ عَلَيهِ الوَحيُ ، وَ رُبَّما رَأَى في مَنَامِهِ نَحوَ رؤيا إبراهيم عليه السلام ، و النَّبيُّ رُبَّما سَمِعَ الكَلامَ وَ رُبَّما رأَى الشَّخصَ وَ لَم يَسمَع ، وَ الإِمامُ هوَ الّذي يَسمَعُ الكَلامَ وَ لا يَرى الشَّخصَ . ۱

10

كتابه عليه السلام إلى عبد اللّه بن جُندَب

في أنّ الأئمّة ورثوا علم النّبيّ وجميع الأنبياء والأوصياء

۰.في الكافي : عليّ بن إبراهيم عن أبيه ، عن عبد العزيز بن المُهتدي۲، عن عبد اللّه بن جندب۳، أنّه كتب إليه الرّضا عليه السلام :أَمَّا بَعدُ ، فَإِنَّ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله كانَ أَمينَ اللّهِ في خَلقِهِ ، فَلَمَّا قُبِضَ صلى الله عليه و آله كُنَّا أَهلَ البَيتِ وَرَثَتَهُ ، فَنَحن أُمَناءُ اللّهِ في أَرضِهِ ، عِندَنا عِلمُ البَلايا وَالمَنايا وأَنسابُ العَرَبِ وَمَولِدُ الإِسلامِ ، وإِنَّا لَنَعرِفُ الرَّجُلَ إِذا رَأَيناهُ بِحَقيقَةِ الإِيمانِ وَحَقيقَةِ النِّفاقِ ، وإِنَّ شيعَتَنا لَمَكتوبونَ بِأَسمائِهِم وَأَسماءِ آبائِهِم ، أَخَذَ اللّهُ عَلَينا وَعَلَيهِمُ الميثاقَ ، يَرِدُونَ مَورِدَنا وَيَدخُلونَ مَدخَلَنا ، لَيسَ عَلى مِلَّةِ الإِسلام غَيرُنا وَغَيرُهُم ، نَحنُ النُّجَباءُ النُّجَاةُ ، وَنَحنُ أَفراطُ الأَنبياءِ وَنَحنُ أَبناءُ الأَوصياءِ ، وَنَحنُ المَخصوصونَ في كِتابِ اللّهِ عز و جل ، وَنَحنُ أَولى النَّاسِ بِكِتابِ اللّهِ ، وَنَحنُ أَولى النَّاسِ بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله .

1.الكافي : ج۱ ص۱۷۶ ح۲ ، الاختصاص : ص۳۲۸ وفيه «الهيثم بن أبي مسروق النّهديّ و إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مهران ، قال : كتب الحسن بن العبّاس المعروفيّ إلى أبي الحسن الرّضا عليه السلام : جُعلت فداك . . . » ، بصائر الدرجات : ص ۱۰۸ .

2.راجع : الرقم ۱۴۰ .

3.عبد اللّه بن جُنْدَب ـ بضمّ الجيم وسكون النّون وفتح الدّال ـ : هو عبد اللّه بن جندب البجليّ الكوفيّ ، ثقة جليل القدر ، من أصحاب الصّادق والكاظم والرّضا عليهم السلام ، وأنّه من المخبتين ، وكان وكيلاً لأبي إبراهيم وأبي الحسن عليهماالسلام ، وكان عابدا رفيع المنزلة لديهما على ما ورد في الأخبار . ولمّا مات قام مقامه عليّ بن مهزيار ( راجع : رجال الطوسي : ص ۲۳۲ الرقم۳۱۴۳ وص ۳۴۰ الرقم ۵۰۵۹ وص ۳۵۸ الرقم ۵۳۱۶ . رجال العلّامة : ص ۱۰۵۰ الرقم ۱۶ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمة ج5
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1387
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 119363
الصفحه من 464
طباعه  ارسل الي