39
مكاتيب الأئمة ج5

أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ» يا مُحَمَّدُ وَ ما وَصَّى بِهِ إِبراهيمَ وَ إِسماعيلَ [ وَ إِسحاقَ ]وَيَعقوبَ ، فَقَد عَلَّمَنا وَبَلَّغَنا ماعَلَّمنا وَاستَودَعَنا عِلمَهُم .
نَحنُ وَرَثَةُ الأَنبياءِ وَ نَحنُ ذُرِّيَّةُ أُولي العِلمِ «أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ» بِآلِ مُحَمَّدٍ « وَ لَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ » وَ كونوا عَلى جَماعَتِكُم «كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ» مَن أَشرَكَ بِولَايَةِ عَليِّ بنِ أَبي طَالِبٍ عليه السلام «مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ» مِن وَلايةِ عَليٍّ « إنَّ اللّهَ » يا مُحَمَّدُ «يَجْتَبِى إِلَيْهِ مَن يَشَآءُ وَ يَهْدِى إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ» 1 ] قالَ ] مَن يُجيبُكَ إِلى وَلايةِ عليِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام . 2
وفي تفسير القمّي : عبد اللّه بن جندب 3 ، قال : كتبت إلى أبي الحسن الرّضا عليه السلام أسأل عن تفسير هذه الآية : « اللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الأَرْضِ . . . » 4 إلى آخر الآية . فكتب إليَّ الجواب :
أَمّا بَعدُ ، فإِنَّ مُحَمَّدَا كانَ أَمينَ اللّهِ في خَلقِهِ ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبيُّ صلى الله عليه و آله كُنَّا أَهلَ البَيتِ وَرَثَتَهُ ، فَنَحنُ أُمَناءُ اللّهِ في أَرضِهِ ، عِندَنا عِلمُ المَنايا وَ البَلايا وَ أَنسابُ العَرَبِ وَ مَولِدُ الإِسلامِ ، وَ ما مِن فِئَةٍ تُضِلُّ مِئَةً بِهِ وَ تَهدِي مِئَةً به إِلَا وَ نَحنُ نَعرِفُ سائِقَها وَ قائِدَها وَ ناعِقَها ، و إِنَّا لَنعرِفُ الرَّجُلَ إِذا رَأَيناهُ بِحَقيقَةِ الإِيمانِ وَ حَقيقَةِ النِّفاقِ ، و إِنَّ شيعَتَنا لَمَكتوبونَ بِأَسمائِهِم وَ أَسماءِ آبائِهِم ، أَخَذَ اللّهُ عَلَينا وَ عَلَيهِمُ الميثاقَ ، يَرِدُونَ مَورِدَنا وَ يَدخُلونَ مَدخَلَنا ، لَيسَ عَلى مِلَّةِ الإِسلامِ غَيرُنا وَ غَيرُهُم إِلى يَومِ القِيامَةِ .
نَحنُ آخِذونَ بحُجزَةِ نَبِيِّنا وَ نَبِيُّنا آخِذٌ بِحُجزَةِ رَبِّنا ، وَ الحُجزَةُ النُّورُ ، وَ شيعَتُنا آخذونَ بحُجزَتِنا ، مَن فارَقَنا هَلَكَ وَ مَن تَبِعَنا نَجا ، وَ المُفارِقُ لَنا وَ الجاحِدُ لِولَايَتِنا كافِرٌ ، وَ متّبعنا وَ تابع أوليائنا مؤمن ، لا يُحِبُّنا كافِرٌ وَ لا يُبغِضُنا مُؤمِنٌ ، وَ مَن ماتَ وَ هو يُحِبُّنا كانَ حَقَّا عَلى اللّهِ أَن يَبعَثَهُ مَعَنا .
نَحنُ نورٌ لِمَن تَبِعَنا ، وَ هُدَىً لِمَن اهتَدَى بِنا ، وَ مَن لَم يَكُن مِنّا فَلَيسَ مِن الإِسلامِ في شَيءٍ ،

1.الشورى : ۱۳ .

2.تفسير فرات : ص۲۸۳ ح۳۸۴ ، بحار الأنوار : ج۲۳ ص۳۱۲ ح۲۰ .

3.راجع : ص ۳۲ الرقم ۱۰ .

4.النور : ۳۵ .


مكاتيب الأئمة ج5
38

مُؤمِنٌ ، لا يُحِبُّنا كافِرٌ وَ لا يُبغِضُنا مُؤمِنٌ ، مَن ماتَ وَ هو مُحِبُّنا [ يُحِبُّنا ] كانَ حَقّا عَلى اللّهِ أَن يَبعَثَهُ مَعَنا .
نَحنُ نُورٌ لِمَن تَبِعَنا وَ نُورٌ لِمَن اقتَدَى بِنا ، مَن رَغِبَ عَنَّا لَيسَ مِنَّا ، وَ مَن لَم يَكُن مِنَّا [ مَعَنا ] فَلَيسَ مِن الإِسلامِ في شَيءٍ . بِنا فَتَحَ اللّهُ وَ بِنا يَختِمُهُ ، وَ بِنا أَطعَمَكُم اللّهُ عُشبَ الأَرضِ ، وَ بِنا أَنزَلَ اللّهُ عَلَيكُم قَطرَ السَّماءِ ، وَ بِنا آمَنَكُم اللّهُ مِنَ الغَرَقِ في بَحرِكُم وَ مِنَ الخَسفِ في بَرِّكُم ، وَ بِنا نَفَعَكُم اللّهُ في حَياتِكُم وَ في قُبورِكُم وَ في مَحشَرِكُم وَ عِندَ الصِّراطِ وَ عِندَ المِيزانِ وَ عِندَ دُخولِكُم الجِنانَ .
إِنَّ مَثَلَنا في كِتابِ اللّهِ كَمَثَلِ المِشكاةِ وَ المِشكاةُ في القِنديلِ ، فَنَحنُ المِشكاةُ « فِيهَا مِصْبَاحٌ » وَ المِصباحُ [ هوَ ]مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله «الْمِصْبَاحُ فِى زُجَاجَةٍ» نَحنُ الزُّجاجَةُ « كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَـرَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَ لَا غَرْبِيَّةٍ » لا مُنكِرَةٍ وَ لا دَعيَّةٍ «يَكَادُ زَيْتُهَا» نورُها « يُضِىءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ » نورُ الفُرقانِ «نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِى اللَّهُ لِنُورِهِ » لِوَلايَتِنا «مَن يَشَآءُ» 1 ، « وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ قَدِيرٌ » 2 عَلى أَن يَهدِي مَن أَحَبَّ لِوَلايَتِنا ، حَقّا عَلى اللّهِ أَن يَبعَثَ وَلِيَّنا مُشرِقا وَجهُهُ نَيِّرا بُرهانُهُ عَظيما عِندَ اللّهِ حُجَّتُهُ ، [ حَقّا عَلى اللّهِ أَن ]يَجيء عَدوُّنا يَومَ القِيامَةِ مُسوَدّا وَجهُهُ مُدحَضَةٌ عِندَ اللّهِ حُجَّتُهُ ، حَقّا [ حَقٌّ ] عَلى اللّهِ أَن يَجعَلَ وَلِيَّنا رفيق النَّبِيِّينَ و الصِّدِّيقينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفيقا ، وَحَقٌّ [ حَقّا ] عَلى اللّهِ أَن يَجعَلَ عَدوَّنا رَفيقا لِلشَّياطينِ وَ الكافِرينِ وَ بِئسَ أُولئِكَ رَفيقا .
لِشهيدِنا فَضلٌ [ أَفضل ] عَلى الشُّهَدَاءِ بِعَشرِ دَرَجاتٍ ، وَ لِشَهيدِ شيعَتِنا عَلى شَهيدِ غَيرِنا سَبعُ دَرَجاتٍ . نَحنُ النُّجَبَاءُ ، وَ نَحنُ أَبناءُ الأَوصياءِ ، وَنَحنُ أَولى النَّاسِ بِاللّهِ ، وَنَحنُ المُخلَصونَ [ المُختَصُّونَ المَخصوصونَ ] في كِتابِ اللّهِ ، وَ نَحنُ أَولى النَّاسِ بِدينِ اللّهِ ، وَ نَحنُ الَّذين شَرَعَ اللّهُ [ لَنا ]دِينَهُ فَقالَ اللّهُ : «شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَ الَّذِى

1.النور : ۳۵.

2.البقرة : ۲۸۴ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمة ج5
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1387
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 120300
الصفحه من 464
طباعه  ارسل الي