41
مكاتيب الأئمة ج5

شِفاءٌ لِما في الصُّدورِ وَ نورٌ ، وَ الدَّليلُ عَلى أَنَّ هذا مَثَلٌ لَهُم. ۱
وفي بصائر الدّرجات : عبد اللّه بن عامر عن عبد الرّحمن بن أبي نجران ، ۲ قال : كتب أبو الحسن الرّضا عليه السلام رسالة و أقرأنيها ، قال :
قالَ عَليُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : إِنَّ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله كانَ أَمينَ اللّهِ في أَرضِهِ ، فَلَمَّا قُبِضَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله كُنَّا أَهلَ البَيتِ وَرَثَتَهُ ، وَ نَحن أُمَناءُ اللّهُ في أَرضِهِ ، عِندَنا عِلمُ البَلايا وَ المَنايا وَ أَنسابُ العَرَبِ وَ مَولِدُ الإِسلامِ ، وَ إِنَّا لَنَعرِفُ الرَّجُلَ إِذا رَأَيناهُ بِحَقيقَةِ الإِيمانِ وَ حَقيقَةِ النِّفاقِ ، وَ إِنَّ شيعَتَنا لَمَكتوبونَ بِأَسمائِهِم ، و أَسماءِ آبائِهِم ، أَخَذَ اللّهُ عَلَينا وَ عَلَيهِمُ الميثاقَ ، يَرِدونَ مَورِدَنا وَ يَدخُلونَ مَدخَلَنا .
نَحنُ النُّجَباءُ وَ أَفراطُنا أَفراطُ الأَنبياءِ ، وَ نَحنُ أَبناءُ الأَوصياءِ ، وَ نَحنُ المَخصوصونَ في كِتابِ اللّهِ ، وَ نَحنُ أَولى النَّاسِ بِاللّهِ ، وَ نَحنُ أَولى النَّاسِ بِكِتابِ اللّهِ ، وَ نَحنُ أَولى النَّاسِ بِدينِ اللّهِ ، وَ نَحنُ الَّذينَ شَرَعَ لَنا دينَهُ فَقالَ في كِتابِهِ : « شَرَعَ لَكُم » يا آلَ مُحَمَّدٍ «مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا» وَ قَد وَصَّانا بِمَا أَوصى بِهِ نَوحا «وَ الَّذِى أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ» يا مُحَمَّدُ «وَ مَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَ هِيمَ» و إِسماعيل «وَ مُوسَى وَ عِيسَى» وَ إِسحاقَ وَ يَعقوبَ ، فَقَد عَلَّمَنا وَ بَلَّغَنا ما عَلِمنا وَ استَودَعَنا عِلمَهُم . نَحنُ وَرَثَةُ الأَنبياءِ .
وَ نَحنُ وَرَثَةُ أُولي العَزمِ مِنَ الرُّسُلِ « أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ » يا آلَ مُحَمَّدٍ «وَ لَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ» وَ كونوا عَلى جَماعَةٍ «كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ» مَن أَشرَكَ بِوَلايَةِ عَلِيٍّ «مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ» مِن وَلايَةِ عَلِيٍّ إنّ «اللَّهُ» يا مُحَمَّدُ «يَهْدِى إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ»۳ مَن يُجيبُك إلى وَلاية عَليٍّ عليه السلام . ۴

1.الشورى : ۱۳ .

2.تفسير القمّي : ج۲ ص۱۰۴ ، بحار الأنوار : ج۲۶ ص۲۴۱ ح۵.

3.عبد الرّحمن بن أبي نجران التّميميّ ، مولى كوفيّ ، كان من أصحاب الإمام الرّضا و الجواد عليهماالسلام ( رجال الطوسي : ص۳۶۰ الرقم۵۳۲۳ وص۳۷۶ الرقم۵۵۶۷ ، الفهرست للطوسي : ص ۱۷۷ الرقم۴۷۵ ) . وقال النجاشي : كان عبد الرّحمن ثقة ثقة ، معتمدا على ما يرويه ( راجع : رجال النجاشي : ص۲۳۵ الرقم ۶۲۲ ) .

4.بصائر الدرجات : ص۱۱۸ ح۱ ، بحار الأنوار : ج۲۶ ص۱۴۲ ح۱۶ .


مكاتيب الأئمة ج5
40

وَ بِنا فَتَحَ اللّهُ الدِّينَ وَ بِنَا يَختِمُهُ ، وَ بِنا أَطعَمَكُم اللّهُ عُشبَ الأَرضِ ، وَ بِنا أَنزَلَ اللّهُ قَطرَ السَّماءِ ، وَ بِنا آمَنَكُم اللّهُ مِن الغَرَقِ في بَحرِكُم وَ مِنَ الخَسفِ في بَرِّكُم وَ بِنا نَفَعَكُم اللّهُ في حَياتِكُم وَ في قُبورِكُم وَ في مَحشَرِكُم وَ عِندَ الصِّراطِ وَ عِندَ المِيزانِ وَ عِندَ دُخولِكُم الجِنانَ .
مَثَلُنا في كِتابِ اللّهِ كَمَثَلِ مِشكاةٍ وَ المِشكاةُ في القِنديلِ ، فَنَحنُ المِشكاةُ فيها مِصباحٌ ، المِصباحُ مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله « الْمِصْبَاحُ فِى زُجَاجَةٍ » مِن عُنصُرَةٍ طاهِرَةٍ « الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَـرَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَ لَا غَرْبِيَّةٍ » لا دَعيَّةٍ وَ لا مُنكِرَةٍ «يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِىءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ » القُرآنُ « نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِى اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَآءُ وَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَـلَ لِلنَّاسِ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَلِيمٌ » فَالنُّورُ عَلِيٌّ عليه السلام ، يهدي اللّه لِوَلايَتِنا مَن أَحَبَّ .
وَ حَقٌّ عَلى اللّهِ أَن يَبعَثَ وَلِيَّنا مُشرِقا وَجهُهُ مُنيرا بُرهانُهُ ظاهِرَةٌ عِندَ اللّهِ حُجَّتُهُ ، حَقٌّ عَلى اللّهِ أَن يَجعَلَ أَولياءَنا المُتَّقينَ وَ الصِّدِّيقينَ وَ الشُّهداءَ وَ الصَّالِحينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفيقا ، فَشُهداؤنا لَهُم فَضلٌ عَلى الشُّهداءِ بِعَشرِ دَرَجاتٍ ، وَ لِشَهيدِ شيعَتِنا فَضلٌ عَلى كُلِّ شَهيدٍ غَيرنا بِتِسعِ دَرَجاتٍ .
نَحنُ النُّجَبَاءُ ، وَ نَحنُ أَفراطُ الأَنبياءِ ، وَ نحنُ أَولادُ الأَوصياءِ ، وَ نحن المَخصوصونَ في كِتابِ اللّهِ ، وَ نحنُ أَولى النَّاسِ بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَ نَحنُ الَّذينَ شَرَعَ اللّهُ لَنا دينَهُ فَقَالَ في كِتابِهِ : « شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَ الَّذِى أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ » يا مُحَمَّدُ « وَ مَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَ هِيمَ وَ مُوسَى وَ عِيسَى » .
قَد عَلَّمَنا وَ بَلَّغَنا ما عَلَّمنا وَ استَودَعَنا عِلمَهُم ، وَ نَحنُ وَرَثَةُ الأَنبياءِ ، وَ نَحنُ وَرَثَةُ أُولي العِلم وَ أُولي العَزمِ مِن الرُّسلِ « أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ » وَ « لَا تَمُوتُنَّ إِلَا وَ أَنتُم مُّسْلِمُونَ »۱ كَما قَالَ اللّهُ : « وَ لَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ » مِن الشِّركِ مَن أَشرَكَ بِوَلايةِ عَلِيٍّ عليه السلام « مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ » مِن وَلايةِ عَليٍّ عليه السلام يا مُحَمَّد فيهِ هُدَىً « وَ يَهْدِى إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ »۲ مِن يُجيبُكَ إِليَّ بِوَلايةِ عَلِيٍّ عليه السلام . وَقَد بَعَثتُ إِليكَ بِكتابٍ فَتَدَبَّرهُ و افهَمهُ ؛ فإِنَّهُ

1.البقرة : ۱۳۲.

2.الشورى : ۱۳.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمة ج5
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1387
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 119758
الصفحه من 464
طباعه  ارسل الي