شِفاءٌ لِما في الصُّدورِ وَ نورٌ ، وَ الدَّليلُ عَلى أَنَّ هذا مَثَلٌ لَهُم. ۱
وفي بصائر الدّرجات : عبد اللّه بن عامر عن عبد الرّحمن بن أبي نجران ، ۲ قال : كتب أبو الحسن الرّضا عليه السلام رسالة و أقرأنيها ، قال :
قالَ عَليُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : إِنَّ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله كانَ أَمينَ اللّهِ في أَرضِهِ ، فَلَمَّا قُبِضَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله كُنَّا أَهلَ البَيتِ وَرَثَتَهُ ، وَ نَحن أُمَناءُ اللّهُ في أَرضِهِ ، عِندَنا عِلمُ البَلايا وَ المَنايا وَ أَنسابُ العَرَبِ وَ مَولِدُ الإِسلامِ ، وَ إِنَّا لَنَعرِفُ الرَّجُلَ إِذا رَأَيناهُ بِحَقيقَةِ الإِيمانِ وَ حَقيقَةِ النِّفاقِ ، وَ إِنَّ شيعَتَنا لَمَكتوبونَ بِأَسمائِهِم ، و أَسماءِ آبائِهِم ، أَخَذَ اللّهُ عَلَينا وَ عَلَيهِمُ الميثاقَ ، يَرِدونَ مَورِدَنا وَ يَدخُلونَ مَدخَلَنا .
نَحنُ النُّجَباءُ وَ أَفراطُنا أَفراطُ الأَنبياءِ ، وَ نَحنُ أَبناءُ الأَوصياءِ ، وَ نَحنُ المَخصوصونَ في كِتابِ اللّهِ ، وَ نَحنُ أَولى النَّاسِ بِاللّهِ ، وَ نَحنُ أَولى النَّاسِ بِكِتابِ اللّهِ ، وَ نَحنُ أَولى النَّاسِ بِدينِ اللّهِ ، وَ نَحنُ الَّذينَ شَرَعَ لَنا دينَهُ فَقالَ في كِتابِهِ : « شَرَعَ لَكُم » يا آلَ مُحَمَّدٍ «مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا» وَ قَد وَصَّانا بِمَا أَوصى بِهِ نَوحا «وَ الَّذِى أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ» يا مُحَمَّدُ «وَ مَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَ هِيمَ» و إِسماعيل «وَ مُوسَى وَ عِيسَى» وَ إِسحاقَ وَ يَعقوبَ ، فَقَد عَلَّمَنا وَ بَلَّغَنا ما عَلِمنا وَ استَودَعَنا عِلمَهُم . نَحنُ وَرَثَةُ الأَنبياءِ .
وَ نَحنُ وَرَثَةُ أُولي العَزمِ مِنَ الرُّسُلِ « أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ » يا آلَ مُحَمَّدٍ «وَ لَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ» وَ كونوا عَلى جَماعَةٍ «كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ» مَن أَشرَكَ بِوَلايَةِ عَلِيٍّ «مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ» مِن وَلايَةِ عَلِيٍّ إنّ «اللَّهُ» يا مُحَمَّدُ «يَهْدِى إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ»۳ مَن يُجيبُك إلى وَلاية عَليٍّ عليه السلام . ۴
1.الشورى : ۱۳ .
2.تفسير القمّي : ج۲ ص۱۰۴ ، بحار الأنوار : ج۲۶ ص۲۴۱ ح۵.
3.عبد الرّحمن بن أبي نجران التّميميّ ، مولى كوفيّ ، كان من أصحاب الإمام الرّضا و الجواد عليهماالسلام ( رجال الطوسي : ص۳۶۰ الرقم۵۳۲۳ وص۳۷۶ الرقم۵۵۶۷ ، الفهرست للطوسي : ص ۱۷۷ الرقم۴۷۵ ) . وقال النجاشي : كان عبد الرّحمن ثقة ثقة ، معتمدا على ما يرويه ( راجع : رجال النجاشي : ص۲۳۵ الرقم ۶۲۲ ) .
4.بصائر الدرجات : ص۱۱۸ ح۱ ، بحار الأنوار : ج۲۶ ص۱۴۲ ح۱۶ .