اللَّهِ» 1 يَعني مَن اتَّخَذَ دينَهُ رَأيَهُ بِغيرِ إِمامٍ مِن أَئِمَّةِ الهُدى .
فكتبت إليه : إنّه يعرض في قلبي ممّا يروي هؤلاء في أبيك . فكتب :
قَالَ أَبو جَعفَرٍ عليه السلام : ما أَحَدٌ أَكذَبَ عَلى اللّهِ وَ عَلى رَسولِهِ صلى الله عليه و آله مِمَّن كَذَّبَنا أَهلَ البَيتِ أَو كَذَبَ عَلَينا ؛ لأَنَّهُ إِذا كَذَّبَنا أَو كَذَبَ عَلَينا فَقَد كَذَّبَ اللّهَ وَ رَسولَهُ صلى الله عليه و آله ؛ لِأَنَّا إِنَّما نُحدِّثُ عَن اللّهِ تَبارَكَ وَ تَعالى وَ عَن رَسولِهِ .
قالَ أَبو جَعفَرٍ عليه السلام ، وَ أَتاهُ رَجُلٌ فَقالَ : إِنَّكُم أَهلُ بَيتِ الرَّحمَةِ ، اختَصَّكُمُ اللّهُ بِها . فَقالَ أَبو جَعفَرٍ عليه السلام : نَحنُ كَذلِكَ ـ وَ الحَمدُ للّهِ ـ لَم نُدخِل أَحَدا في ضَلالَةٍ وَ لَم نُخرِجهُ عَن هُدَىً ، وَ إِنَّ الدُّنيا لا تَذهَبُ حَتَّى يَبعَثَ اللّهُ مِنَّا ـ أَهلَ البَيتِ ـ رَجُلاً يَعمَلُ بِكِتابِ اللّهِ عز و جل ، لا يَرى مُنكَرا إِلَا أَنكَرَهُ .
فكتب إليه : جُعلت فداك ، إنّه لم يمنعني من التّعزية لك بأبيك إلّا أنّه كان يعرض في قلبي ممّا يروي هؤلاء ، فأمّا الآن فقد علمت أنّ أباك قد مضى صلوات اللّه عليه ، فآجرك اللّه في أعظم الرّزيّة ، و هنّاك أفضل العطيّة ، فإنّي أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا عبده و رسوله صلى الله عليه و آله . ثمّ وصفت له حتّى انتهيت إليه . فكتب :
قَالَ أَبو جَعفَرٍ عليه السلام : لا يَستَكمِل عَبدٌ الإِيمانَ حَتَّى يَعرِفَ أَنَّهُ يَجري لِاخِرِهِم ما يَجري لِأَوَّلِهِم في الحُجَّةِ وَ الطَّاعَةِ وَ الحَرامِ وَ الحَلالِ سَواءٌ ، وَ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وَ لأَميرِ المُؤمِنينَ فَضلُهُما . وَ قَد قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن ماتَ وَ لَيسَ عَلَيهِ إِمامٌ حَيٌّ يَعرِفُهُ ماتَ مِيتَةً جاهِلِيَّةً .
وَ قالَ أَبو جَعفَرٍ عليه السلام : إنَّ الحُجَّةَ لا تَقومُ للّهِ عز و جل عَلى خَلقِهِ إِلَا بِإِمامٍ حَيٍّ يَعرِفونَهُ .
وَ قالَ أَبو جَعفَرٍ عليه السلام : مَن سَرَّهُ أَلّا يَكونَ بَينَهُ وَبَينَ اللّهِ حِجابٌ حَتَّى يَنظُرَ إلى اللّهِ وَ ينظُرَ اللّهُ إِلَيهِ ، فَليَتَوَلَّ آلَ مُحَمَّدٍ وَ يَبرأَ مِن عَدُوِّهِم ، وَ يَأتَمَّ بِالإِمامِ مِنهُم ، فَإِنَّه إِذا كانَ كَذلِكَ نَظَرَ اللّهُ