55
مكاتيب الأئمة ج5

20

جوابه عليه السلام لمكتوبة الحسن بن محبوب

۰.الحسن بن محبوب۱، قال : كتبت إلى الرّضا عليه السلام وسألته عن قول اللّه :« وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَ لِىَ مِمَّا تَرَكَ الْوَ لِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَـنُكُمْ »۲. قال :إنّما عَنى بِذلِكَ الأَئِمَّةَ ، بِهِم عَقَدَ اللّهُ أَيمانَكُم . ۳

21

كتابه عليه السلام لرجل في حبّ آل محمّد صلى الله عليه و آله

۰.في الدّعوات : وإليه ـ أي الحبّ في اللّه والبغض في اللّه ـ أشار الرّضا عليه السلام بمكتوبه :كُن مُحِبَّا لِالِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وَإِن كُنتَ فاسِقا ، وَمُحِبَّا لِمُحِبِّيهِم وَإِن كانوا فاسِقينَ . ۴

وزاد في بحار الأنوار : إنّ هذا المكتوب هو الآن عند بعض أهل « كرمند » ، قرية من نواحينا إلى أصفهان ما هي ورفعته ۵ أنّ رجلاً من أهلها كان جمّالاً لمولانا أبي الحسن عليه السلام عند توجّهه إلى خراسان ، فلمّا أراد الانصراف قال له : يابن رسول اللّه ، شرِّفني بشيء من خطّك أتبرَّك به ، وكان الرّجل من العامّة ، فأعطاه ذلك المكتوب . ۶

1.راجع : ص ۱۵۹ الرقم ۱۳۰ .

2.النساء : ۳۳ .

3.تفسير العياشي : ج۱ ص۲۴۰ ح۱۲۰ ، بحار الأنوار : ج۱۰۷ ص۳۶۴ ح۴ ، الكافي : ج۱ ص۲۱۶ ح۱ وفيه : « محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، قال : سألت أبا الحسن الرّضا عليه السلام . . . » ، وسائل الشيعة : ج۲۶ ص۲۴۷ ح۳۲۹۳۱ .

4.الدعوات : ص ۲۸ ح ۵۲ .

5.في مستدرك الوسائل : ج ۱۲ ص ۲۳۳ « ووقعتُه » و « كومند » بدل «كرمند » .

6.بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۲۵۳ .


مكاتيب الأئمة ج5
54

إلَيهِ وَ نَظَرَ إِلى اللّهِ . وَ لَولا ما قالَ أَبو جَعفَرٍ عليه السلام حينَ يَقولُ : لا تَعجَلوا عَلى شيعَتِنا ، إِن تَزِلَّ قَدَمٌ تَثبُتُ أُخرى ، وَ قالَ : مَن لَكَ بِأَخيكَ كُلِّهِ ، لَكانَ مِنِّي مِنَ القَولِ في ابنِ أَبي حَمزَةَ و ابنِ السَّرَّاجِ وَ أَصحابِ ابنِ أَبي حَمزَةَ .
أمَّا ابنُ السَّرَّاجِ ۱ فَإِنَّما دَعاهُ إِلى مُخالَفَتِنا وَ الخُروجِ عَن أَمرِنا ، أَنَّهُ عَدا عَلى مالٍ لِأَبي الحَسَنِ ـ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ ـ عَظيمٍ فَاقتَطَعَهُ في حَياةِ أَبي الحَسَنِ ، وَ كابَرَني عَلَيهِ وَ أَبى أَن يَدفَعَهُ ، وَ النَّاسُ كُلُّهُم مُسلِمونَ مُجتَمِعونَ عَلى تَسليمِهِم الأَشياءَ كُلَّها إِليَّ ، فَلَمَّا حَدَثَ ما حَدَثَ مِن هَلاكِ أَبي الحَسَنِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ ، اغتَنَمَ فِراقَ عَليِّ بنِ أَبي حَمزَةَ وَ أَصحابِهِ إِيَّايَ ، وَ تَعلَّلَ ، وَ لَعَمري ما بِهِ مِن عِلَّةٍ إِلَا اقتِطاعَهُ المالَ وَ ذَهابَهُ بِهِ .
وَ أَمَّا ابنُ أَبي حَمزَةَ فَإِنَّهُ رَجُلٌ تَأوَّلَ تَأويلاً لَم يُحسِنهُ ، وَ لَم يُؤتَ عِلمَهُ ، فَأَلقاهُ إِلى النَّاسِ ، فَلَجَّ فيهِ وَكَرِهَ إِكذابَ نَفسِهِ في إِبطالِ قَولِهِ بِأَحاديثَ تَأَوَّلَها وَ لَم يُحسِن تَأويلَها وَ لَم يُؤتَ عِلمَها ، وَرَأَى أَنَّه إِذا لَم يُصَدِّق آبائي بِذلِكَ ، لَم يَدرِ لَعَلَّ ما خَبَّرَ عَنهُ مِثلُ السُّفيانيِّ وَ غَيرُهُ أَنَّهُ كائِنٌ لا يَكونُ مِنهُ شَيءٌ ، وَ قالَ لَهُم : لَيسَ يَسقُطُ قَولُ آبائِهِ بِشَيءٍ ، وَ لَعَمري ما يَسقُطُ قَولَ آبائي شيءٌ ، وَ لكِن قَصَرَ عِلمُهُ عَن غاياتِ ذلِكَ وَ حَقائِقِهِ ، فَصارَ فِتنةٌ لَهُ وَ شُبِّهَ عَلَيهِ وَ فَرَّ مِن أَمرٍ فَوَقَعَ فيهِ .
وَ قالَ أَبو جَعفَرٍ عليه السلام : مَن زَعَمَ أَنَّه قَد فَرَغَ مِنَ الأَمرِ فَقَد كَذَبَ ؛ لِأَنَّ للّهِ عز و جل المَشيئَةَ في خَلقِهِ ، يُحدِثُ ما يَشاءُ وَ يَفعَلُ ما يُريدُ . و قال : « ذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ »۲
فآخِرُها مِن أَوَّلِها و أَوَّلُها مِن آخِرِها ، فَإِذا أُخبرَ عَنها بِشَيءٍ مِنها بِعَينِهِ أَنَّه كائِنٌ فَكانَ في غَيرِهِ مِنهُ ، فَقَد وَقَعَ الخَبَرُ عَلى ما أُخبِرَ ، أَلَيسَ في أَيديهِم أَنَّ أَبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام قالَ : إِذا قيلَ في المَرءِ شَيءٌ فَلَم يَكُن فيهِ ثُمَّ كانَ في وَلَدِهِ مِن بَعدِهِ ، فَقَد كانَ فيهِ . ۳

1.راجع : ص ۱۳۹ الرقم ۹۶ .

2.آل عمران : ۳۴.

3.قرب الإسناد : ص۳۴۸ ح۱۲۶۰ ، بحار الأنوار : ج۴۹ ص۲۶۴ ح۸ وراجع : الاُصول الستّة عشر : ص۵۹ وبحار الأنوار : ج۲۵ ص۳۵۳ ح۲ وج۲۶ ص۲۲۳ ح۳ وج۳۹ ص۹۱ ح۲ وج۲۷ ص۵۱ ح۲ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمة ج5
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1387
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 119703
الصفحه من 464
طباعه  ارسل الي