63
مكاتيب الأئمة ج5

فكتب المأمون إلى أبي الحسن يسأله ذلك . فكتب إليه أبو الحسن عليه السلام :لَستُ بِداخِلٍ الحَمَّامَ غَدا ، وَلا أَرى لَكَ وَلا لِلفَضلِ أَن تَدخُلا الحَمَّامَ غَدا.
فأعاد عليه الرّقعة مرّتين . فكتب إليه أبو الحسن عليه السلام :
يا أَميرَ المُؤمِنينَ ، لَستُ بِداخِلٍ غَدا الحَمَّامَ ؛ فإِنِّي رَأَيتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله في هذِهِ اللَّيلَةِ في النَّومِ فَقالَ لي : يا عَلِيُّ لا تَدخُلِ الحَمَّامَ غَدا . وَ لا أَرى لَكَ وَ لا لِلفَضلِ أَن تَدخُلا الحَمَّامَ غَدا .
فكتب إليه المأمون : صدقت يا سيّدي و صدق رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، لست بداخلٍ الحمّام غدا و الفضل أعلم .
قال : فقال ياسرٌ : فلمّا أمسينا و غابت الشّمس قال لنا الرّضا عليه السلام :
قولوا نَعوذُ بِاللّهِ مِن شَرِّ ما يَنزِلُ في هذِهِ اللَّيلَةِ .
فلم نزل نقول ذلك ، فلمّا صلّى الرّضا عليه السلام الصّبح قال لي :
اصعَد عَلى السَّطحِ فاستَمِع هَل تَسمَعُ شَيئا ؟
فلمّا صعدت سمعت الضجّة و التَحَمَت و كثرت ، فإذا نحن بالمأمون قد دخل من الباب الّذي كان إلى داره من دار أبي الحسن و هو يقول : يا سيّدي يا أبا الحسن آجرك اللّه في الفضل ، فإنّه قد أبى و كان دخل الحمّام ، فدخل عليه قومٌ بالسّيوف فقتلوه . و أُخِذَ ممّن دخل عليه ثلاث نفر كان أحدهم ابن خاله الفضل بن ذي القلمين .
قال : فاجتمع الجند و القوّاد و من كان من رجال الفضل على باب المأمون فقالوا : هذا اغتاله و قتله ـ يعنون المأمون ـ و لنطلبنّ بدمه . و جاؤوا بالنّيران ليحرقوا الباب .
فقال المأمون لأبي الحسن عليه السلام : يا سيّدي ! ترى أن تخرج إليهم و تفرّقهم ؟
قال : فقال ياسر : فركب أبو الحسن و قال لي : اركَب . فركبت ، فلمّا خرجنا من


مكاتيب الأئمة ج5
62

الخروج إلى مصر أتّجر إليها . فكتب إليَّ :أَقِم ما شاءَ اللّهُ .
قال : فأقمت سنتين ثمّ قَدِمَ الثّالثة فكتبت إليه أستأذنه . فكتب إليّ :
اخرُج مُبارَكا لَكَ صَنَعَ اللّهُ لَكَ ، فَإِنَّ الأَمرَ يَتَغَيَّرُ .
قال : فخرجت فأصبت بها خيرا ، و وقع الهرج ببغداد فسلمت من تلك الفتنة . 1

26

كتابه عليه السلام إلى المأمون

0.عليّ بن إبراهيم عن ياسر ، قال : لمّا خرج المأمون من خراسان يريد بغداد و خرج الفضل ذو الرّياستين و خرجنا مع أبي الحسن عليه السلام ، ورد على الفضل بن سهل ذي الرّياستين 2 كتاب من أخيه الحسن بن سهل و نحن في بعض المنازل : إنّي نظرت في تحويل السَّنَة في حساب النّجوم ، فوجدت فيه أنّك تذوق في شهر كذا و كذا يوم الأربعاء حرّ الحديد و حرّ النّار ، و أرى أن تدخل أنت و أمير المؤمنين و الرّضا الحمّام في هذا اليوم و تحتجم فيه و تصبّ على يديك الدّم ليزول عنك نحسه . فكتب ذو الرّياستين إلى المأمون بذلك و سأله أن يسأل أبا الحسن ذلك .

1.عيون أخبار الرّضا عليه السلام : ج۲ ص۲۲۲ ح۴۱ ، دلائل الإمامة : ص۱۸۷ ، بحار الأنوار : ج۴۹ ص۴۳ ح۳۳.

2.راجع : ص ۱۰۷ الرقم ۴۹ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمة ج5
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1387
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 119310
الصفحه من 464
طباعه  ارسل الي