[علّة غُسل المَيّت]
۰.وَ عِلَّةُ غُسلِ المَيِّتِ ؛ أَنَّهُ يُغَسَّلُ لِأَنَّهُ يُطَهَّرُ وَ يُنَظَّفُ مِن أَدناسِ أَمراضِهِ وَ ما أَصابَهُ مِن صُنوفِ عِلَلِهِ ؛ لِأَنَّهُ يَلقَى المَلائِكَةَ وَ يُباشِرُ أَهلَ الآخِرَةِ ، فَيُستَحَبُّ إِذا وَرَدَ عَلى اللّهِ وَ لَقيَ أَهلَ الطَّهارَةِ وَ يُماسُّونَهُ وَ يُماسُّهُم ، أَن يَكونَ طاهِرا نَظيفا موَجَّها بِهِ إِلى اللّهِ عز و جل ، لِيُطلَبَ بِهِ وَ يُشَفَّعَ له . وَ عِلَّةٌ أُخرى أَنَّهُ يَخرُجُ مِنهُ المَنيُّ الّذي مِنهُ خُلِقَ فَيُجنِبُ فَيَكونُ غُسلُهُ لَهُ .
وَ عِلَّةُ اغتِسالِ مَن غَسَّلَهُ أَو مَسَّهُ ؛ فَطَهارَةٌ لِما أَصابَهُ مِن نَضحِ المَيِّتِ ، لِأَنَّ المَيِّتَ إِذا خَرَجَت الرُّوحُ مِنهُ بَقيَ أَكثَرُ آفَتِهِ ، فَلِذلِكَ يُتَطَهَّرُ مِنهُ وَ يُطَهَّرُ . ۱
[علّة الوضوء]
۰.وَ عِلَّةُ الوُضوءِ الَّتي مِن أَجلِها صارَ غَسلُ الوَجهِ وَ الذِّراعَينِ وَ مَسحُ الرَّأسِ وَ الرِّجلَينِ ؛ فَلِقيامِهِ بَينَ يَدي اللّهِ عز و جل وَ استِقبالِهِ إِيَّاهُ بِجَوارِحِهِ الظَّاهِرَةِ ، وَ مُلاقاتِهِ بِها الكِرامَ الكاتِبينَ ، فَغُسلُ الوَجهِ لِلسُّجودِ وَ الخُضوعِ ، وَ غُسلُ اليَدَينِ ليَقلِبَهُما وَ يَرغَبَ بِهِما وَ يَرهَبَ وَ يَتَبَتَّلَ ، وَ مَسحُ الرَّأسِ وَ القَدَمَينِ لِأَنَّهُما ظاهِرانِ مَكشوفانِ يَستَقبِلُ بِهِما في كُلِّ حالاتِهِ ، وَ لَيسَ فيهِما مِنَ الخُضوعِ وَ التَّبَتُّلِ ما في الوَجهِ وَ الذِّراعَينِ . ۲
[علّة الزّكاة]
۰.وَ عِلَّةُ الزَّكاةِ مِن أَجلِ قُوتِ الفُقَراءِ وَ تَحصينِ أَموالِ الأَغنياءِ ؛ لِأَنَّ اللّهَ تَبارَكَ وَ تَعالى كَلَّفَ أَهلَ الصِّحَّةِ القيامَ بِشأنِ أَهلِ الزَّمانَةِ وَ البَلوى ، كَما قالَ اللّهُ تَعالى : « لَتُبْلَوُنَّ فِى أَمْوَ لِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ »۳ في أَموالِكُم بِإِخراجِ الزَّكاةِ ، وَ في أَنفُسِكُم بِتَوطينِ الأَنفُسِ عَلى الصَّبرِ ، مَعَ ما في ذلِكَ مِن أَداءِ شُكرِ نِعَمِ اللّهِ عز و جل ، وَ الطَّمَعِ في الزِّيادَةِ مَعَ ما فيهِ مِنَ الرَّأفَةِ وَ الرَّحمَةِ لِأَهلِ الضَّعفِ ، وَ العَطفِ عَلى أَهلِ المَسكَنَةِ ، وَ الحَثِّ لَهُم عَلى المُواساتِ ، وَ تَقوِيَةِ الفُقَراءِ ، وَ