في الدُّنيا فَإِنَّها تَخرُجُ مِن تَحتِ الرُّكنِ الشَّاميِّ ، وَ هي أَوَّلُ بُقعَةٍ وُضِعَت في الأَرضِ ؛ لِأَنَّها الوَسَطُ ، لِيَكونَ الفَرضُ لِأَهلِ الشَّرقِ وَ الغَربِ في ذلِكَ سَواءً . ۱
[علّة تسمية مكّة]
۰.وَ سُمِّيَت مَكَّةُ مَكَّةُ ؛ لاِنَّ النّاسَ كانوا يَمكونَ فيها ، وَ كانَ يُقالُ لِمَن قَصَدَها : قَد مَكا ، وَ ذلِكَ قَولُ اللّهِ عز و جل : « وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَا مُكَآءً وَتَصْدِيَةً »۲ ، فَالمُكاءُ : التَّصفيرُ ، وَ التَّصديَةُ : صَفقُ اليَدَينِ . ۳
[علّة الطواف بالبيت]
۰.وَ عِلَّةُ الطَّوافِ بِالبَيتِ ؛ أَنَّ اللّهَ تَبارَكَ وَ تَعالى قالَ لِلمَلائِكَةِ : « إِنِّى جَاعِلٌ فِى الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَ يَسْفِكُ الدِّمَآءَ »۴ فَرَدُّوا عَلى اللّهِ تَعالى هذا الجَوابُ ، فَنَدِموا وَ لاذوا بِالعَرشِ وَ استَغفَروا ، فَأَحَبَّ اللّهُ عز و جل أَن يَتَعَبَّدَ بِمِثلِ ذلِكَ العِبادُ ، فَوَضَعَ في السَّماءِ الرَّابِعَةِ بَيتا بِحِذاءِ العَرشِ يُسَمَّى الضُّراحَ ، ثُمَّ وَضَعَ في السَّماءِ الدُّنيا بَيتا يُسَمَّى المَعمورَ بِحِذاءِ الضُّراحَ ، ثُمَّ وَضَعَ هذا البَيتُ بِحِذاءِ البَيتِ المَعمورِ ، ثُمَّ أَمَرَ آدَمَ عليه السلام فَطافَ بِهِ فَتابَ اللّهُ عز و جل عَلَيهِ ، وَ جَرى ذلِكَ في وُلدِهِ إِلى يَومِ القيامَةِ . ۵
[علّة استلام الحجر الأسود]
۰.وَ عِلَّةُ استِلامِ الحَجَرِ ؛ أَنَّ اللّهَ تَبارَكَ وَ تَعالى لَمَّا أَخَذَ ميثاقَ بَني آدَمَ التَقَمَهُ الحَجَرُ ، فَمِن ثَمَّ كُلِّفَ النّاسُ تَعاهُدِ ذلِكَ الميثاقِ ، وَ مِن ثَمَّ يُقالُ عِندَ الحَجَرِ : أَمانَتي أَدِّيتُها وَ ميثاقٌ تَعاهَدتُهُ لِتَشهَدَ لي بِالموافاةِ ، وَ مِنهُ قَولُ سَلمانَ رضى الله عنه : لَيَجيئَنَّ الحَجَرُ يَومَ القيامَةِ مِثلَ ( جَبَلِ ) أَبي قُبَيسٍ لَهُ لِسانٌ وَ شَفَتانِ ، يَشهَدُ لِمَن وافاهُ بِالمُوافاةِ . ۶
1.راجع : علل الشرائع : ص۳۹۶ ح۱.
2.الأنفال : ۳۵ .
3.راجع : علل الشرائع : ص۳۹۷ ح۱.
4.البقرة : ۳۰ .
5.راجع : الكافي : ج۴ ص۱۸۷ ح۱ ، علل الشرائع : ص۴۰۶ ح۷ ، بحار الأنوار : ج۱۱ ص۱۱۰ ح۲۴ وج۵۵ ص۵۸ ح۵ وج۶۹ ص۳۳ ح۱۰.
6.راجع : علل الشرائع : ص۴۲۴ ح۲ ، وسائل الشيعة : ج۱۳ ص۳۱۸ ح۱۷۸۳۷ .