99
مكاتيب الأئمة ج5

في الدُّنيا فَإِنَّها تَخرُجُ مِن تَحتِ الرُّكنِ الشَّاميِّ ، وَ هي أَوَّلُ بُقعَةٍ وُضِعَت في الأَرضِ ؛ لِأَنَّها الوَسَطُ ، لِيَكونَ الفَرضُ لِأَهلِ الشَّرقِ وَ الغَربِ في ذلِكَ سَواءً . ۱

[علّة تسمية مكّة]

۰.وَ سُمِّيَت مَكَّةُ مَكَّةُ ؛ لاِنَّ النّاسَ كانوا يَمكونَ فيها ، وَ كانَ يُقالُ لِمَن قَصَدَها : قَد مَكا ، وَ ذلِكَ قَولُ اللّهِ عز و جل : « وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَا مُكَآءً وَتَصْدِيَةً »۲ ، فَالمُكاءُ : التَّصفيرُ ، وَ التَّصديَةُ : صَفقُ اليَدَينِ . ۳

[علّة الطواف بالبيت]

۰.وَ عِلَّةُ الطَّوافِ بِالبَيتِ ؛ أَنَّ اللّهَ تَبارَكَ وَ تَعالى قالَ لِلمَلائِكَةِ : « إِنِّى جَاعِلٌ فِى الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَ يَسْفِكُ الدِّمَآءَ »۴ فَرَدُّوا عَلى اللّهِ تَعالى هذا الجَوابُ ، فَنَدِموا وَ لاذوا بِالعَرشِ وَ استَغفَروا ، فَأَحَبَّ اللّهُ عز و جل أَن يَتَعَبَّدَ بِمِثلِ ذلِكَ العِبادُ ، فَوَضَعَ في السَّماءِ الرَّابِعَةِ بَيتا بِحِذاءِ العَرشِ يُسَمَّى الضُّراحَ ، ثُمَّ وَضَعَ في السَّماءِ الدُّنيا بَيتا يُسَمَّى المَعمورَ بِحِذاءِ الضُّراحَ ، ثُمَّ وَضَعَ هذا البَيتُ بِحِذاءِ البَيتِ المَعمورِ ، ثُمَّ أَمَرَ آدَمَ عليه السلام فَطافَ بِهِ فَتابَ اللّهُ عز و جل عَلَيهِ ، وَ جَرى ذلِكَ في وُلدِهِ إِلى يَومِ القيامَةِ . ۵

[علّة استلام الحجر الأسود]

۰.وَ عِلَّةُ استِلامِ الحَجَرِ ؛ أَنَّ اللّهَ تَبارَكَ وَ تَعالى لَمَّا أَخَذَ ميثاقَ بَني آدَمَ التَقَمَهُ الحَجَرُ ، فَمِن ثَمَّ كُلِّفَ النّاسُ تَعاهُدِ ذلِكَ الميثاقِ ، وَ مِن ثَمَّ يُقالُ عِندَ الحَجَرِ : أَمانَتي أَدِّيتُها وَ ميثاقٌ تَعاهَدتُهُ لِتَشهَدَ لي بِالموافاةِ ، وَ مِنهُ قَولُ سَلمانَ رضى الله عنه : لَيَجيئَنَّ الحَجَرُ يَومَ القيامَةِ مِثلَ ( جَبَلِ ) أَبي قُبَيسٍ لَهُ لِسانٌ وَ شَفَتانِ ، يَشهَدُ لِمَن وافاهُ بِالمُوافاةِ . ۶

1.راجع : علل الشرائع : ص۳۹۶ ح۱.

2.الأنفال : ۳۵ .

3.راجع : علل الشرائع : ص۳۹۷ ح۱.

4.البقرة : ۳۰ .

5.راجع : الكافي : ج۴ ص۱۸۷ ح۱ ، علل الشرائع : ص۴۰۶ ح۷ ، بحار الأنوار : ج۱۱ ص۱۱۰ ح۲۴ وج۵۵ ص۵۸ ح۵ وج۶۹ ص۳۳ ح۱۰.

6.راجع : علل الشرائع : ص۴۲۴ ح۲ ، وسائل الشيعة : ج۱۳ ص۳۱۸ ح۱۷۸۳۷ .


مكاتيب الأئمة ج5
98

المَعونَةِ عَلى أَمرِ الدِّينِ ، وَهُم عِظَةٌ لِأَهلِ الغِنى ، وَ عِبرَةٌ لَهُم لِيَستَدِلُّوا عَلى فُقَراءِ الآخِرَةِ بِهِم ، وَ ما لَهُم مِنَ الحَثِّ في ذلِكَ عَلى الشُّكرِ للّهِ تَبارَكَ وَ تَعالى لِما خَوَّلَهُم وَ أَعطاهُم ، وَ الدُّعاءِ وَ التَّضَرُّعِ ، وَ الخَوفِ مِن أَن يَصيروا مِثلَهُم في أُمورٍ كَثيرَةٍ ، في أَداءِ الزَّكاةِ وَ الصَّدَقاتِ ، وَ صِلَةِ الأَرحامِ ، وَ اصطِناعِ المَعروفِ. ۱

[علّة وجوب الحجّ و الطواف]

۰.وَ عِلَّةُ الحَجِّ الوِفادَةُ إِلى اللّهِ تَعالى وَ طَلَبُ الزِّيادَةِ ، وَ الخُروجُ مِن كُلِّ ما اقتَرَفَ ، وَ ليَكونَ تائِبا مِمَّا مَضى مُستأنِفا لِما يَستَقبِلُ ، وَ ما فيهِ مِن استِخراجِ الأَموالِ ، وَ تَعَبِ الأَبدانِ ، و حَظرها عَنِ الشَّهَواتِ وَ اللَّذَّاتِ ، وَ التَّقَرُّبُ بِالعِبادَةِ إلى اللّهِ عز و جل ، وَ الخُضوعُ وَ الاستِكانَةُ و الذُّلُّ ، شاخِصا إِليهِ في الحَرِّ وَ البَردِ ، وَ الأَمنِ وَ الخَوفِ ، دائِبا في ذلِكَ دائِما ، وَ مَا في ذلِكَ لِجَميعِ الخَلقِ مِنَ المَنافِعِ .
وَ الرَّغبَةُ وَ الرَّهبَةُ إِلى اللّهِ عز و جل وَ مِنهُ تَركُ قَساوَةِ القَلبِ ، وَ جَسارَةِ الأَنفُسِ ، وَ نِسيانِ الذِّكرِ ، وَ انقِطاعِ الرَّجاءِ . وَ العَمَلُ وَ تَجديدُ الحُقوقِ ، وَ حَظرُ النَّفسِ عَنِ الفَسادِ ، وَ مَنفَعَةُ مَن في شَرقِ الأَرضِ وَ غَربِها ، وَ مَن في البَرِّ وَ البَحرِ مِمَّن يَحُجُّ وَ مِمَّن لا يَحُجُّ ، مِن تاجِرٍ وَ جالِبٍ وَ بائعٍ وَ مُشتَرٍ وَ كاسِبٍ وَ مِسكينٍ . وَ قَضاءُ حَوائِجِ أَهلِ الأَطرافِ وَ المَواضِعِ المُمكِنِ لَهُم الاجتِماعُ فيها كَذلِكَ لِيَشهَدوا مَنافِعَ لَهُم . ۲

[وجوب الحجّ مع الشّرائط]

۰.وَ عِلّةُ فَرضِ الحَجِّ مَرَّةً واحِدَةً ؛ لِأَنَّ اللّهَ تَعالى وَضَعَ الفَرائِضَ عَلى أَدنى القَومِ قُوَّةً ، فَمِن تِلكَ الفَرائِضِ الحَجُّ المَفروضُ واحِدا ، ثُمَّ رَغَّبَ أَهلَ القُوَّةِ عَلى قَدرِ طاقَتِهِم . ۳

[العلّة الَّتي من أجلها وضع البيت]

۰.وَ عِلَّةُ وَضعِ البَيتِ وَسَطَ الأَرضِ ؛ أنَّه المَوضِعُ الّذي مِن تَحتِهِ دُحيَتُ الأَرضُ ، وَ كُلُّ ريحٍ تَهُبُّ

1.راجع : علل الشرائع : ص۳۶۸ ح۳.

2.راجع : علل الشرائع : ص۴۰۴ ح۵.

3.راجع : وسائل الشيعة : ج۱۱ ص۲۰ ح۱۴۱۳۷.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمة ج5
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1387
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 119335
الصفحه من 464
طباعه  ارسل الي