11
رسالة المسجد

كما جاء في رواية اُخرى في بيان سيرة الإمام علي عليه السلام أنّه خرّب بعض المحاريب التي كانت تشبه مذابح اليهود :
كانَ يُكَسِّرُ المَحاريبَ إذا رَآها فِي المَساجِدِ ، ويَقولُ : كَأَنَّها مِذابَحُ اليَهودِ۱.۲
ومن البديهيّ فإنّه لا فرق بين اليهود والنصارى وبين غيرهما من سائر الفرق غير الإسلاميّة في ذمّ تقليد معابدهم .

4 . احترام المسجد

للمسجد احترام خاصّ في الإسلام باعتباره المركز الخاصّ لارتباط الإنسان باللّه ، ويسمّى بيت اللّه ۳ ، ومن أجل أن يتحوّل احترام المسجد إلى ثقافة عامّة بين أفراد المجتمع الإسلامي فضلاً عن الأحكام والآداب الخاصّة التي قرّرت في الإسلام للارتباط بهذا المكان ، ۴ فإنّ بعض الروايات نهت حتّى عن تصغير كلمة «المسجد» ، فقد روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال :
لا يَقولَنَّ أحَدُكُم لِلمَسجِدِ «مُسَيجِدٌ» ؛ فَإِنَّهُ بَيتٌ يُذكَرُ اللّهُ فيهِ .۵

1.راجع : ص ۳۲ (ما يكره في بناء المسجد / بناء المحراب) .

2.يقول الفقيه الكبير ، مؤلف جواهر الكلام بعد نقل آراء الفقهاء ـ رضوان اللّه عليهم ـ وبيان مرادهم من كراهة بناء المحاريب في المساجد : فيكون المكروه أحد اُمور ثلاثة : المقاصير ، والمحاريب الداخلة في الحائط كثيرا المشابهة للمقاصير ، والمحاريب المتّخذة مستقلة في المسجد ، التي هي كمذابح اليهود ، وإن كان المستفاد من خبر طلحة الأخير خاصة ، أما المحاريب التي هي مجرد أثر في الجدار ضبطا للقبلة ، أو داخلة فيه قليلاً ، فلا كراهة في شيء منها ، كما يؤيّده السيرة الآن على اتخاذها من غير نكير ، بل لا مسجد غالبا إلّا وفيه ذلك ( جواهر الكلام : ج ۵ ص ۲۸۲ ) .

3.راجع : ص ۳۷ (الفصل الرابع : توقير المسجد) .

4.راجع : ص ۷۷ (الفصل الثامن : أحكام المسجد وآدابه) .

5.راجع : ص ۳۷ ح ۶۰ .


رسالة المسجد
10

فَقالَ : أوسِعوهُ تَملَؤوهُ . 1

ب ـ رعاية البساطة

إن الروايات التي تصف بناء رسول اللّه صلى الله عليه و آله للمسجد ، ۲ أو تنهى عن تزيينه بالذهب والنقوش ، ۳ إنّما تشير في الحقيقة إلى لزوم رعاية البساطة في عمارة المساجد .
وبعبارة اُخرى ، إن كان الهدف من الفنّ في عمارة المساجد مجرّد المظاهر الجذّابة ولم يكن منسجما مع فلسفة تأسيس المساجد ، فهو أمرٌ مذموم .

ج ـ ذم تقليد معابد غير المسلمين

إنّ التشبّه بغير المسلمين منهيٌّ عنه أساسا من وجهة نظر الإسلام بسبب آثاره النفسية والاجتماعية السيئّة ، فقد رُوي عن الإمام علي عليه السلام :
قَلَّ مَن تَشَبَّهَ بِقَومٍ ، إلّا أوشَكَ أن يَكونَ مِنهُم .۴
وأمّا فيما يتعلّق بعمارة المساجد ، فإنّ بعض الروايات التي نهت عن بناء الشرفات للمساجد تدلّ على أنّ سبب هذا النهي هو الحيلولة دون حدوث شبه بين المساجد ومعابد اليهود والنصارى ، فقد روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
أراكُم سَتُشَرِّفونَ مَساجِدَكُم بَعدي كَما شَرَّفَتِ اليَهودُ كَنائِسَها ، وكَما شَرَّفَتِ النَّصارى بِيَعَها .۵

1.راجع : ص ۳۰ ح ۳۸ .

2.راجع : ص ۲۷ (بناء النّبيّ صلى الله عليه و آله مسجده) .

3.راجع : ص ۳۳ (ما يكره في بناء المسجد / تزيين المسجد وزخرفته) .

4.نهج البلاغة : الحكمة ۲۰۷ وراجع أيضا : ميزان الحكمة : ج ۵ ص ۴۷۵ « التشبه » .

5.راجع : ص ۳۰ ح ۴۰ .

  • نام منبع :
    رسالة المسجد
    المساعدون :
    خوش نصیب، مرتضی
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 84520
الصفحه من 187
طباعه  ارسل الي