121
مشكاة الأنوار في غرر الأخبار

اللّه أتقاكم» ۱ .

۲۹۰.عن محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام أنّه قال لجابر :أيكتفي مَن انتحل التشيّع أن يقول بحبّنا أهل البيت ؟ فواللّه ما شيعتنا إلاّ من اتّقى اللّه وأطاعه ، وما كانوا يعرفون إلاّ بالتواضع والتخشّع ، وكثرة ذكر اللّه ، والصوم والصلاة ، والتعهّد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام ، وصدق الحديث وتلاوة القرآن ، وكفّ الألسن عن الناس إلاّ من خيرٍ ، وكانوا اُمناء عشائرهم في الأشياء .
قال جابر : فقلت : يابن رسول اللّه ، ما نعرف أحدا بهذه الصفة ، قال : ياجابر ، لا تذهبنّ بك المذاهب ، حسب الرجل أن يقول اُحبّ عليّا وأتولاّه ثمّ لا يكون مع ذلك فعّالاً ؟ فلو قال : إنّي اُحبّ رسول اللّه ، فرسول اللّه خيرٌ من عليٍّ ، ثمّ لا يعمل بعلمه ، ولا يتبع سنّته ، ما نفعه حبّه إيّاه شيئا ، فاتّقوا اللّه واعملوا لِما عند اللّه ، ليس بين اللّه وبين أحدٍ قرابةٌ ، أحبّ العباد إلى اللّه وأكرمهم عليه أتقاهم له وأعملهم بطاعته ، واللّه ما يتقرّب إلى اللّه عز و جل إلاّ بالطاعة ، ما معنا براءةٌ من النار ، ولا على اللّه لأحدٍ من حجّةٍ ، مَن كان للّه مطيعا فهو لنا وليٌّ ، ومَن كان للّه عاصيا فهو لنا عدوٌّ ، ولا ينال غدا ولايتنا إلاّ بالفضل والورع ۲ .

۲۹۱.عن عمرو بن سعيد بن بلال۳قال :عن عمرو بن سعيد بن بلال ۴ قال : دخلتُ على أبي جعفر عليه السلام ونحن جماعةٌ فقال : كونوا النمرقة ۵ الوسطى يرجع إليكم الغالي ، ويلحق بكم التالي ، واعلموا يا شيعة آل محمّد ، واللّه ما بيننا وبين اللّه مِن قرابةٍ ولا لنا

1.البحار : ۶۷ / ۲۸۶ / ۹ .

2.الكافي : ۲ / ۷۴ / ۳ ، أمالي الصدوق : ۳۷۱ ، روضة الواعظين : ۲۹۴ ، البحار : ۶۷ / ۹۷ / ۴ .

3.في الأصل «هلال» .

4.النمرقة : جاءت في حديث الأئمّة عليهم السلام والشيعة : استعار عليهم السلام لفظ النمرقة بصفة الوسطى كما يستند إلى النمرقة الوسطى مَن على جانبيها . (مجمع البحرين : ۳ / ۱۸۳۵) .


مشكاة الأنوار في غرر الأخبار
120

وإذا أنتَ سترتَه فقد أتممتَه ۱ .

۲۸۵.وقال عليه السلام :إنّ للّه عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس ، هم الآمنون يوم القيامة ۲ .

۲۸۶.وقال عليه السلام :ما أحسن الصمت مِن غير عيٍّ ۳ ، والهَذّار ۴ له سقطات ۵ .

۲۸۷.وقال الصادق عليه السلام :إنّ للّه عبادا كسرت قلوبهم خشيةً ، فأسكتهم عن النُطق وأنّهم لَفُصحاءٌ عقلاءٌ ألبّاءٌ نُبَلاءٌ ، يستبقون إليه بالأعمال الزكيّة ، لا يستكثرون له الكثير ولا يرضون له بالقليل ، يرون فيأنفسهم أنّهم شرارٌ وأنّهم أكياسٌ ۶ أبرار ۷ .

۲۸۸.وقال الصادق عليه السلام :مَن حقّر مؤمنا لقلّة ماله حقّره اللّه ، فلم يزل عند اللّه محقورا حتّى يتوب ممّا صنع . وقال : إنّهم يُباهون بأكفائهم يوم القيامة ۸ .

۲۸۹.ويروى :إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله دخل البيت عام الفتح ومعه الفضل بن عبّاس واُسامة بن زيد ، ثمّ خرج فأخذ بحلقة الباب ، ثمّ قال : «الحمد للّه الّذي صدَّق عبده ، وأنجز وعده ، وغلب الأحزاب وحده ، إنّ اللّه أذهب نخوة العرب وتكبّرها بآبائها ، وكلّكم من آدم وآدم من ترابٍ ، وإنّ أكرمكم عند

1.نزهة الناظر : ۵۰ ، الخصال : ۱۳۳ / ۱۴۳ ، البحار : ۷۵ / ۱۹۷ / ۲۰ .

2.الكافي : ۲ / ۱۹۷ / ۲ ، مصادقة الإخوان : ۱۷۵ ، البحار : ۷۱ / ۳۱۹ / ۸۴ .

3.العِيّ ـ بكسر العين وتشديد الياء : التحيّر في الكلام ، والمراد به الجهل ، والمعنى : إنّ الّذي عَيَّ فيما يُسأل عنه ولم يدر بماذا يُجيب فدواؤه السؤال ممّن يعلم . والعيّ قد يكون في القلب وقد يكون باللسان (مجمع البحرين : ۲ / ۱۳۰۲) .

4.الهَذَر ـ محرّكةً ـ : الكثير الرديّ ، أو سقط الكلام (القاموس المحيط : ۶۳۹) .

5.الاختصاص : ۲۳۲ ، البحار : ۶۸ / ۲۸۸ / ۴۹ .

6.الكيس : العقل والفطنة وجودة القريحة ، وجمعه أكياس (مجمع البحرين : ۳۰ / ۱۶۰۹) .

7.الزهد للحسين بن سعيد : ۵ ، البحار : ۱ / ۱۴۹ / ۳۰ .

8.الكافي : ۲ / ۳۵۱ / ۴ ، البحار : ۷۲ / ۱۴۵ / ۱۱ .

  • نام منبع :
    مشكاة الأنوار في غرر الأخبار
    المساعدون :
    هوشمند، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1418 ق
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 103161
الصفحه من 603
طباعه  ارسل الي