133
مشكاة الأنوار في غرر الأخبار

۳۰۹.عن عمرو بن سعيد بن هلال قال :قلتُ لأبي جعفر عليه السلام : جعلتُ فداك إنّي لا أكاد أنْ ألقاك إلاّ في السنين ، فاُوصيني ۱ بشيءٍ آخذ به ، قال : اُوصيك بتقوى اللّه ، والورع والاجتهاد ، واعلم أنّه لم ينفع ورعٌ إلاّ بالاجتهاد ،إيّاك أنْ تطمع ۲ نفسك إلى مَن فوقك ، وكثيرا ما قال اللّه جلّ ثناؤه لنبيّه : «فَلا تُعْجِبْكَ أمْوالُهُم وَلا أوْلادُهُم»۳ وقال : «ولا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلى مامَتّعْنا بِهِ أزْواجا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الحَياةِ الْدُّنيا»۴ فإن داخلك ۵ شيءٌ فاذكر عيش رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، إنّماكان قوته الشعير وحلاوته التمر ووقوده السعف ، وإذا اُصبتَ بمصيبةٍ في نفسك فاذكر مصابك برسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فإنّ الخلائق لم يُصابوا بِمِثْلِهِ قطّ ۶ .

۳۱۰.عن عمر بن يزيد قال :قال أبوجعفر عليه السلام : يا معشر شيعة آل محمّد ـ عليه وعليهم السلام ـ كونوا النَمْرَقَة الوُسطى ، إليكم يرجع الغالي وبكم يلحق التالي ، فقال رجلٌ : جُعلتُ فداك وما الغالي ؟ قال : قومٌ يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا ، فليس اُولئك منّاو لسنامنهم ، قال : فما التالي ؟ قال : المُرتاد ۷ يريد الخير يبلغه الخير ويؤجر عليه ، ثمّ أقبل علينا فقال : واللّه ما معنا مِن اللّه براءةٌ ، وما بيننا وبين اللّه قرابةٌ ، ولا لنا على اللّه حجّةٌ ، ولا يتقرّب إلى اللّه إلاّ بالطاعة ، فمَن كان منكم مطيعا نفعتْه ولايتنا ، ومَن كان ۸ عاصيا

1.في نسخة ألف «فأوصني» .

2.فى نسخة ألف و ب والمصادر «تطمح» .

3.التوبة (۹): ۵۵.

4.طه (۲۰) : ۱۳۱ .

5.في المصدر : خفت بدل داخلك .

6.الكافي : ۸ / ۱۶۸ / ۱۸۹ ، أماليالصدوق : ۱۹۴ ، البحار : ۶۶ / ۳۸۹ / ۸۷ .

7.الارتياد : الذهاب والمجيء . (القاموس المحيط : ۳۶۲) .

8.في نسخة ألف «كان منكم» .


مشكاة الأنوار في غرر الأخبار
132

لهم ما تأمرني به ، لا اُقصر عنه ولا أعدوه إلى غيره ، قال عليه السلام : إقرئ مَن ترى أنّه يطيعني ويأخذ بقولي منهم السلام ،اُوصيهم بتقوىَ اللّه ، والورع في دينهم ، والاجتهاد للّه ، وصدق الحديث ، وأداءالأمانة ، وطول السجود ،حسن الجوار ، فبهذا جاء محمّد ، وأدّوا الأمانة إلى مَن ائتمنكم عليها مِن برٍّ أو فاجرٍ فإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان يأمر بردّ الخيط والمخيط ، صلّوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدّوا حقوقهم ، فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدّى الأمانة وحَسُنَ خُلقه مع الناس قيل«هذا جعفريّ» فيسرّني ذلك ،قالوا«هذاأدبُ جعفرٍ» وإذا كان على غير ذلك دخل عليَّ ۱ بلاؤه وعاره . واللّه لقد حدّثني أبي ۲ : إنّ الرجل كان يكون في القبلة مِن شيعة عليٍّ ـ رضوان اللّه عليه ـ فكان أقضاهم للحقوق وأدّاهم للأمانة و أصدقهم للحديث ، إليه وصاياهم وودائعهم ، يُسأل عنه فيُقال : مَن مثل فلانٍ ؟ قاتّقوا اللّه وكونوا زينا ولا تكونوا شينا ، جرّوا إليناكلّ موّدةٍ وادفعوا عنّا كلّ قبيحٍ ، فإنّه ما قيل لنا فما نحن كذلك ، لنا حقٌّ في كتاب اللّه وقرابةٌ من رسول اللّه صلى الله عليه و آله وتطهيرٌ من اللّه وولادةٌ طيّبةٌ ، لا يدّعيها أحدٌ غيرنا إلاّ كذّاب ، أكثِروا ذكراللّه ، وذكر الموت ، وتلاوة القرآن ، والصلاة على النبيّ صلى الله عليه و آله فإنّ الصلاة عليه عشر حسناتٍ ، خُذ بما اُوصيتك به وأستودعك اللّه ۳ .

۳۰۸.عن اسماعيل بن عمّار قال :قال لي أبو عبداللّه عليه السلام : اُوصيك بتقوى اللّه والورع ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وحسن الجوار ، وكثرة السجود ، فبذلك أمرنا محمّد صلى الله عليه و آله ۴ .

1.في نسخة ألف «عليه».

2.المقصود منه هو الإمام الباقر عليه السلام .

3.لم اعثر عليه .

4.البحار : ۸۲ / ۱۶۶ / ۱۸ .

  • نام منبع :
    مشكاة الأنوار في غرر الأخبار
    المساعدون :
    هوشمند، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1418 ق
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 131573
الصفحه من 603
طباعه  ارسل الي