فمَن لم يأس على الماضي ولم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه .
أيّها الناس ! الزهادة قصرُ الأمل والشكر عند النعم والورع عند المحارم ، فإن عزب ذلك عنكم فلا يغلب الحرام صبركم ، ولاتنسوا عند النعم شكركم ، فقد أعذر اللّه إليكم بحججٍ مسفرةٍ ظاهرةٍ ، وكتبٍ بارزة العذر واضحةٍ ۱ .
۵۷۳.قال النبيّ صلى الله عليه و آله :إذا رأيتمُ الرجل قد اُعطي الزهد في الدنيا فاقتربوا منه فإنّه يُلْقي الحِكْمة ۲ .
۵۷۴.قيل للصادق صلى الله عليه و آله :ما الزهد في الدنيا ؟ قال : قد حدّ اللّه ذلك في كتابه فقال : «لِكَيْلاً تَأْسَوْا على ما فاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ»۳۴ .
۵۷۵.قال أميرالمؤمنين عليه السلام :مَن اعتدل يَوماه فهُو مغبونٌ ، ومَن كانت الدنيا همّه اشتّدت حسرتُه عند فراقها ، ومَن كان غده شرّ يوميه فمحرومٌ ، ومَن لم يُبال بما زوي ۵ مِن آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالكٌ ، ومَن لم يتعاهد النقص مِن نفسه غلب عليه الهوى ، ومَن كان في نقص فالموت خيرٌ له ، إنّ الدنيا خضرةٌ حُلوةٌ ولها أهلٌ ، وإنّ الآخرة لها أهل ظلفت ۶ أنفسهم عن مفاخرة أهل الدنيا ، لاينافسون في الدنيا ولا يفرحون بغضارتها ولا يحزنون لِبؤسها .
ياشيخ ! مَن خاف البيات قلّ نومه ، ما أسرع الليالي والأيام في عُمر العبد ، فاخزن لسانك وعِد كلامك يقلّ كلامك إلاّ بخيرٍ .
1.روضة الواعظين : ۴۳۴ ، غرر الحكم : ۱ / ۴۴ / ۱۴۴ ، البحار : ۶۶ / ۳۱۶ / ۲۳ .
2.روضة الواعظين : ۴۳۷ ، البحار : ۶۷ / ۳۱۱ / ۹ .
3.الحديد (۵۷) :۲۳ .
4.روضة الواعظين : ۴۳۴ ،
5.في نسخة ب والمصدر «زرى ء» .
6.في نسخة ب «طاقت» والمصدر «طلقت» .