21
موسوعة الأحاديث الطّبيّة ج1

وتتعذّر نسبتها إلى أئمّة الدين كإرشادات قبل التقويم الدقيق لها هي الأحاديث التي توصي بعلاج الأمراض عن طريق عقاقير خاصّة . ولنا أن نقوّم هذه الأحاديث عن طريق نشير إليه فيما يأتي :

تقويم الأحاديث الطبّية عبر التحليل

إنّ التحليل أفضل طريق لتقويم الأحاديث الطبّية تقويما دقيقا ، والاستهداء بها استهداءً تامّا ، فالتحليل والمختبر في الحقيقة هما أمثل قرينة عقليّة لإثبات صحّة الأحاديث الطبّية وسقمها ، ومن حسن الحظّ أنّ إمكانيّة الإفادة منهما في العصر الحالي متوفّرة أكثر من أيّ وقت آخر .

الحافز الرّئيس إلى تدوين موسوعة الأحاديث الطبّية

من المناسب أن اُشير هنا إلى أنّ هذا الهدف ، أي : تقويم الأحاديث الطبّية بواسطة المختبر هو الدافع الرئيس إلى التخطيط من أجل تأليف «موسوعة الأحاديث الطبّية» .
وبالنظر إلى أنّ ضعف السند في الأحاديث الطبّية لا يقوم دليلاً على عدم صدورها القطعيّ ، وبسبب وجود الوضع في هذه الأحاديث عزمنا منذ سنين على تمويل مركز البحوث والدراسات في دارالحديث من أجل جمع الأحاديث الطبّية وتنظيمها بنحو يسهّل على الباحثين مجال البحث في المختبرات ؛ وذلك لتصفيتها وتنوير الناس بها ولا سيّما المراكز العلميّة للاستضاءة بالكنوز العلميّة لأهل البيت عليهم السلام، وها هو الهدف قد تحقّق بفضل اللّه تعالى ومساعدة الزملاء الذين سأذكر أسماءَهم . ۱

1.من الجدير بالذكر أنّ عددا من الأحاديث الضعيف انتسابها إلى أهل البيت عليهم السلام قد خضع للتقويم وحُذف في التبويب الأخير .


موسوعة الأحاديث الطّبيّة ج1
20

أقسام الأحاديث الطبّية

لابدّ أن نقول في الإجابة عن هذا السؤال : إنّ لنا أن نقسم الأحاديث الطبّية إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأوّل : الأحاديث التي تمثّل معجزة أئمّة الدين في علاج الأمراض ، كما ورد في القرآن الكريم إذ نقل لنا معجزة عيسى عليه السلام . قال تعالى :
« وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْىِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ » . ۱
القسم الثاني : الأحاديث المأثورة في الوقاية من الأمراض .
القسم الثالث : الأحاديث الواردة في علاج الأمراض ، وتنقسم إلى قسمين أيضا :
الأوّل : الاستشفاء بالقرآن والدعاء .
الثاني : الاستشفاء بواسطة الدواء .
أمّا الأحاديث التي تتناول الإعجاز في الموضوعات الطبّية فهي خارجة في الحقيقة عن نطاق الأحاديث الطبّية المعهودة في كلامنا .
والملاحظة الجديرة بالاهتمام هنا هي أنّ عرض الأحاديث المتعلّقة بالطبّ الوقائيّ لعامّة الناس لا يثير مشكلةً ما ؛ وذلك بالنظر إلى أنّ هذه الأحاديث تنطبق على الموازين العلميّة غالبا ، كما أنّ العوامل الواردة فيها للوقاية لاتعني السبب الكامل للوقاية نفسها .
كذلك يمكننا أن نعرض للناس قسما من الأحاديث المتعلّقة بالطبّ العلاجيّ ، التي يتمثّل فيها العلاج بواسطة الآيات القرآنيّة والأدعية ، وذلك بالنظر إلى شروط إجابة الدعاء ، وكَونِه مجرَّبا في علاج كثير من الأمراض . ۲
في ضوء ذلك نلاحظ أنّ الأحاديث الوحيدة التي لا يصحّ تبنّيها بلا تقويمٍ تامٍ ،

1.آل عمران : ۴۹ .

2.سيأتي هذا القسم في موسوعة نهج الدعاء بإذن اللّه سبحانه .

  • نام منبع :
    موسوعة الأحاديث الطّبيّة ج1
    المساعدون :
    خوش نصيب، مرتضي؛ سبحاني نيا، محمد تقي؛ افقي، رسول؛ سعادت فر، احمد
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 172244
الصفحه من 421
طباعه  ارسل الي