331
موسوعة الأحاديث الطّبيّة ج1

هذِهِ الصِّناعاتُ . ۱

۹۶۱.المناقب عن سالم الضرير :إنَّ نَصرانِيّاً سَأَلَ الصّادِقَ عليه السلام تَفصيلَ الجِسمِ ، فَقالَ عليه السلام :
إنَّ اللّهَ تَعالى خَلَقَ الإِنسانَ عَلَى اثنَي عَشَرَ وُصلاً ، وعَلى مِئَتَينِ وسِتَّةٍ وأربَعينَ عَظماً ، وعَلى ثَلاثِمِئَةٍ وسِتّينَ عِرقاً . فَالعُروقُ هِيَ الَّتي تَسقِي الجَسَدَ كُلَّهُ ، وَالعِظامُ تُمسِكُها ، وَاللَّحمُ يُمسِكُ العِظامَ ، وَالعَصَبُ يُمسِكُ اللَّحمَ .
وجَعَلَ في يَدَيهِ اثنَينِ وثَمانينَ عَظماً ، في كُلِّ يَدٍ أحدٌ وأربَعونَ عَظماً ، مِنها : في كَفِّهِ خَمسَةٌ وثَلاثونَ عَظماً ، وفي ساعِدِهِ اثنانِ ، وفي عَضُدِهِ واحِدٌ ، وفي كَتِفِهِ ثَلاثَةٌ . وكَذلِكَ فِي الاُخرى .
وفي رِجلِهِ ثَلاثَةٌ وأربَعونَ عظَماً ، مِنها : في قَدَمِهِ خَمسَةٌ وثَلاثونَ عَظماً ، وفي ساقِهِ اثنانِ ، وفي رُكبَتِهِ ثَلاثَةٌ ، وفي فَخِذِهِ واحِدٌ ، وفي وَرِكِهِ اثنانِ . وكَذلِكَ فِي الاُخرى .
وفي صُلبِهِ ثَمانِيَ عَشَرَةَ فَقارَةً . وفي كُلِّ واحِدٍ مِن جَنبَيهِ تِسعَةُ أضلاعٍ . وفي عُنُقِهِ ثَمانِيَةٌ . وفي رَأسِهِ سِتَّةٌ وثَلاثونَ عَظماً . وفي فيهِ ثَمانِيَةٌ وعِشرونَ ، وَاثنانِ وثَلاثونَ ۲ . ۳

1.بحار الأنوار ، ج ۳ ، ص ۶۸ إلى ص ۹۲ نقلاً عن الخبر المشتهر بتوحيد المفضّل .

2.قوله عليه السلام : «وفي فِيْه ثمانية وعشرون» أي في بدْوِ الإنبات ، ثمّ تنبت في قريب من العشرين أربعة اُخرى ، فلذا قال عليه السلام بعده : «وإثنان وثلاثون». ويحتمل أن يكون باعتبار اختلافها في الأشخاص (بحار الأنوار ، ج ۴۷ ، ص ۲۱۹) .

3.المناقب لابن شهرآشوب ، ج ۴ ، ص ۲۵۶ ، بحار الأنوار ، ج ۴۷ ، ص ۲۱۸ ، ح ۴ .


موسوعة الأحاديث الطّبيّة ج1
330

تَشريفاً وتَفضيلاً عَلَى البَهائِمِ ؛ فَإِنَّهُ خُلِقَ يَنتَصِبُ قائِماً ويَستَوي جالِساً لِيَستَقبِلَ الأَشياءَ بِيَدَيهِ وجَوارِحِهِ ويُمكِنُهُ العِلاجُ وَالعَمَلُ بِهِما ، فَلَو كانَ مَكبوباً عَلى وَجهِهِ كَذاتِ الأربَعِ ، لَمَا استَطاعَ أن يَعمَلَ شَيئاً مِنَ الأَعمالِ . . .
لِمَ حَمَلَ الإِنسانُ عَلى فَخِذَيهِ وَأليَتَيهِ هذا اللَّحمَ؟ إلاّ لِيَقِيَهُ مِنَ الأَرضِ فَلا يَتَأَلَّمُ مِنَ الجُلوسِ عَلَيهِما ، كَما يَألَمُ مَن نَحَلَ جِسمُهُ وقَلَّ لَحمُهُ إذا لَم يَكُن بَينَهُ وبَينَ الأَرضِ حائِلٌ يَقيهِ صَلابَتَها . . .
فَكِّر في أبنِيَةِ أبدانِ الحَيَوانِ وتَهيِئَتِها عَلى ما هِيَ عَلَيهِ ، فَلا هِيَ صِلابٌ كَالحِجارَةِ ولَو كانَت كَذلِكَ لا تَنثَني ولا تَتَصَرَّفُ فِي الأَعمالِ ، ولا هِيَ عَلى غايَةِ اللّينِ والرَّخاوَةِ فَكانَت لا تَتَحامَلُ ولا تَستَقِلُّ بِأَنفُسِها ، فَجُعِلَت مِن لَحمٍ رَخوٍ تَنثَني تَتَداخَلُهُ عِظامٌ صِلابٌ يُمسِكُهُ عَصَبٌ وعُروقٌ تَشُدُّهُ ويُضَمُّ بَعضُهُ إلَى بَعضٍ ، وغُلِّفَت فَوقَ ذلِكَ بِجِلدٍ يَشتَمِلُ عَلَى البَدَنِ كُلِّهِ .
ومِن أشباهِ ذلِكَ هذِهِ التَّماثيلُ الَّتي تُعمَلُ مِنَ العيدانِ وتُلَفُّ بِالخَرقِ وتُشَدُّ بِالخُيوطِ ويُطلى فَوقَ ذلِكَ بِالصَّمغِ ، فَيَكونُ العيدانُ بِمَنزِلَةِ العِظامِ ، وَالخَرقُ بِمَنزِلَةِ اللَّحمِ ، وَالخُيوطُ بِمَنزِلَةِ العَصَبِ وَالعُروقِ ، وَالطِّلا بِمَنزِلَةِ الجِلدِ ، فَإِن جازَ أن يَكونَ الحَيَوانُ المُتَحَرِّكُ حَدَثَ بِالإِهمالِ مِن غَيرِ صانِعٍ جازَ أن يَكونَ ذلِكَ في هذِهِ التَّماثيلِ المَيِّتَةِ ، فَإِن كانَ هذا غَيرَ جائِزٍ فِي التَّماثيلِ فَبِالحَرِيِّ ألاّ يَجوزَ فِي الحَيَوانِ . . .
فَالإِنسُ لَمّا قَدَروا أن يَكونوا ذَوي ذِهنٍ وفِطنَةٍ وعِلاجٍ لِمِثلِ هذِهِ الصِّناعاتِ مِنَ البِناءِ وَالتِّجارَةِ وَالصِّياغَةِ وغَيرِ ذلِكَ ، خُلِقَت لَهُم أكُفٌّ كِبارٌ ذَواتُ أصابِعَ غِلاظٍ ؛ لِيَتَمَكَّنوا مِنَ القَبضِ عَلَى الأَشياءِ ، وأوكَدَها ۱

1.وأوكدها : أي أوكد الأشياء وأحوجها إلى هذا النوع من الخلق هذه الصناعات. ويحتمل إرجاع الضمير إلى جنس البشر فيكون فعلاً ؛ أي : ألزَمَها أو ألهَمَها هذه الصناعات. ولا يبعد إرجاعه إلى الأكفّ أيضاً (بحار الأنوار ،ج ۳ ، ص ۹۵) .

  • نام منبع :
    موسوعة الأحاديث الطّبيّة ج1
    المساعدون :
    خوش نصيب، مرتضي؛ سبحاني نيا، محمد تقي؛ افقي، رسول؛ سعادت فر، احمد
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 212592
الصفحه من 421
طباعه  ارسل الي