379
موسوعة الأحاديث الطّبيّة ج1

فَرَأَيتَ لَو لَم يَجرِ إلَيهِ ذلِكَ الدَّمُ وهُوَ فِي الرَّحِمِ ، ألَم يَكُن سَيَذوي ۱ ويَجُفُ كَما يَجُفُّ النَّباتُ إذا فَقَدَ الماءَ؟
ولَو لَم يُزعِجهُ المَخاضُ عِندَ استِحكامِهِ ، ألَم يَكُن سَيَبقى فِي الرَّحِمِ كَالمَؤُودِ فِي الأَرضِ؟
ولَو لَم يُوافِقهُ اللَّبَنُ مَعَ وِلادَتِهِ ، ألَم يَكُن سَيَموتُ جَوعاً أو يَغتَذي بِغِذاءٍ لا يُلائِمُهُ ولا يَصلُحُ عَلَيهِ بَدَنُهُ؟
ولَو لَم تَطلُع عَلَيهِ الأَسنانُ في وَقتِها ، ألَم يَكُن سَيَمتَنِعُ عَلَيهِ مَضغُ الطَّعامِ وإساغَتُهُ ، أو يُقيمُهُ عَلَى الرِّضاعِ فَلا يَشتَدُّ بَدَنُهُ ولا يَصلُحُ لِعَمَلٍ ، ثُمَّ كانَ تَشتَغِلُ اُمُّهُ بِنَفسِهِ عَن تَربِيَةِ غَيرِهِ مِنَ الأَولادِ؟
ولَو لَم يَخرُجِ الشَّعرُ في وَجهِهِ في وَقتِهِ ، ألَم يَكُن سَيَبقى في هَيئَةِ الصِّبيانِ وَالنِّساءِ فَلا تَرى لَهُ جَلالَةً ولا وَقاراً؟ ۲

راجع : ص 386 (مدّة الحمل) .

14 / 2

غِذاءُ الجَنينِ

۱۱۰۵.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :خَلَقَكُم مِن سَبعٍ ، يَعني مِنَ : العَظمِ وَالعَصَبِ وَالعُروقِ وَاللَّحمِ وَالجِلدِ وَالشَّعرِ وَالرّوحِ .
ورَزَقَكُم مِن سَبعٍ ، يَعني : مِن دَمِ الحَيضِ أوَّلاً في بَطنِ الاُمِّ ، ثُمَّ اللَّبَنِ ، ثُمَّ الماءِ ، ثُمَّ النَّباتِ مِنَ الأَرضِ ، ثُمَّ الثِّمارِ مِنَ الشَّجَرِ ، ثُمَّ اللُّحومِ مِنَ الأَغنامِ ،

1.ذوى : أي ذَبَل ويَبِس (تاج العروس ، ج ۱۹ ، ص ۴۳۴).

2.بحار الأنوار ، ج ۶۰ ، ص ۳۷۷ ، ح ۹۸ وج ۳ ، ص ۶۲ كلاهما نقلاً عن الخبر المشتهر بـ توحيد المفضّل.


موسوعة الأحاديث الطّبيّة ج1
378

ظُلُماتٍ ثَلاثٍ : ظُلمَةِ البَطنِ ، وظُلمَةِ الرَّحِمِ ، وظُلمَةِ المَشيمَةِ ۱ ، حَيثُ لا حِيلَةَ عِندَهُ في طَلَبِ غِذاءٍ ، ولا دَفعِ أذىً ، ولاَ استِجلابِ مَنفَعَةٍ ، ولا دَفعِ مَضَرَّةٍ ؛ فَإِنَّهُ يَجري إلَيهِ مِن دَمِ الحَيضِ ما يَغذوهُ كَما يَغذُو الماءُ النَّباتَ ، فَلا يَزالُ ذلِكَ غِذاءَهُ ، حَتّى إذا كَمُلَ خَلقُهُ وَاستَحكَمَ بَدَنُهُ وقَوِيَ أديمُهُ عَلى مُباشَرَةِ الهَواءِ وبَصَرُهُ عَلى مُلاقاةِ الضِّياءِ ، هاجَ الطَّلقُ بِاُمِّهِ فَأَزعَجَهُ أشَدَّ إزعاجٍ وأعنَفَهُ ، حَتّى يولَدَ .
وإذا وُلِدَ صُرِفَ ذلِكَ الدَّمُ الَّذي كانَ يَغذوهُ مِن دَمِ اُمِّهِ إلى ثَديَيها ، فَانقَلَبَ الطَّعمُ وَاللَّونُ إلى ضَربٍ آخَرَ مِنَ الغِذاءِ ، وهُوَ أشَدُّ مُوافَقَةً لِلمَولودِ مِنَ الدَّمِ ، فَيُوافيهِ في وَقتِ حاجَتِهِ إلَيهِ ، فَحينَ يولَدُ قَد تَلَمَّظَ وحَرَّكَ شَفَتَيهِ طَلَباً لِلرَّضاعِ ، فَهُوَ يَجِدُ ثَديَي اُمِّهِ كَالإِداوَتَينِ ۲ المُعَلَّقَتَينِ لِحاجَتِهِ ، فَلا يَزالُ يَغتَذي بِاللَّبَنِ ما دامَ رَطبَ البَدَنِ رَقيقَ الأَمعاءِ لَيِّنَ الأَعضاءِ .
حَتّى إذا تَحَرَّكَ وَاحتاجَ إلى غِذاءٍ فيهِ صَلابَةٌ لِيَشتَدَّ ويَقوى بَدَنُهُ ، طَلَعَت لَهُ الطَّواحِنُ مِنَ الأَسنانِ وَالأَضراسِ لِيَمضَغَ بِهِ الطَّعامَ ، فَيَلينَ عَلَيهِ ويَسهُلَ لَهُ إساغَتُهُ ، فَلا يَزالُ كَذلِكَ حَتّى يُدرِكَ ، فَإِذا أدرَكَ وكانَ ذَكَراً طَلَعَ الشَّعرُ في وَجهِهِ ، فَكانَ ذلِكَ عَلامَةَ الذَّكَرِ وعِزَّ الرَّجُلِ الَّذي يَخرُجُ بِهِ عَن حَدِّ الصِّبا وشَبَهِ النِّساءِ ، وإن كانَت اُنثى يَبقى وَجهُها نَقِيّاً مِنَ الشَّعرِ لِتَبقى لَهَا البَهجَةُ وَالنَّضارَةُ الَّتي تُحَرِّكُ الرِّجالَ لِما فيهِ دَوامُ النَّسلِ وبَقاؤُهُ .
اِعتَبِر يا مُفَضَّلُ ، فيما يُدَبَّرُ بِهِ الإِنسانُ في هذِهِ الأَحوالِ المُختَلِفَةِ ، هَل تَرى يُمكِنُ أن يَكونَ بِالإِهمالِ؟ !

1.المَشِيمَة : غشاء ولد الإنسان ، الكيس والغلاف (مجمع البحرين ، ج ۲ ، ص ۹۹۹).

2.الإدَاوَة : إناءٌ صغير من جلد يُتّخذ للماء (النهاية ، ج ۱ ، ص ۳۲).

  • نام منبع :
    موسوعة الأحاديث الطّبيّة ج1
    المساعدون :
    خوش نصيب، مرتضي؛ سبحاني نيا، محمد تقي؛ افقي، رسول؛ سعادت فر، احمد
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 167010
الصفحه من 421
طباعه  ارسل الي