39
موسوعة الأحاديث الطّبيّة ج1

كانَ فيهِما حَياةٌ ؛ لَأَلِمَ الإِنسانُ لِقَصِّهِما .
وكانَ القَلبُ كَحَبِّ الصَّنَوبَرِ ؛ لِأَ نَّهُ مُنَكَّسٌ ، فَجُعِلَ رأسُهُ دَقيقا ۱ ؛ لِيَدخُلَ في الرِّئَةِ فَتُرَوِّحَ ۲ عَنهُ بِبَردِها ، لِئَلاّ يَشيطَ ۳ الدِّماغُ بِحَرِّهِ .
وجُعِلَتِ الرِّئَةُ قِطعَتَينِ ؛ لِيدخُلَ ۴ في مَضاغِطِها فَتُرَوِّحَ عَنهُ بِحَرَكَتِها .
وكانَتِ الكَبِدُ حَدباءَ ؛ لِتُثقِلَ المَعِدَةَ وتَقَعَ جَميعُها عَلَيها ، فَتَعصِرَها فَيَخرُجَ ما فيها مِنَ البُخارِ .
وجُعِلَتِ الكُليَةُ كَحَبِّ اللّوبِيا ؛ لِأَنَّ عَلَيها مَصَبَّ المَنِيِّ نُقطَةً بَعدَ نُقطَةٍ ، فَلَو كانَت مُرَبَّعَةً أو مُدَوَّرَةً ؛ لاَحتَبَسَتِ النُّقطَةُ الاُولَى الثّانِيَةَ فَلاَ يَلتَذُّ بِخُروجِهَا الحَيُّ ، إذا ۵ المَنِيُّ يَنزِلُ مِن فَقارِ الظَّهرِ إلَى الكُليَةِ ، فَهِيَ كَالدُّودَةِ تَنقَبِضُ وتَنبَسِطُ ، تَرميهِ أوّلاً فَأَوّلاً إلَى المَثانَةِ كَالبُندُقَةِ مِنَ القَوسِ .
وجُعِلَ طَيُّ الرُّكبَةِ إلى خَلفٍ ؛ لِأَنَّ الإِنسانَ يَمشي إلى ما بَينَ يَدَيهِ فَتَعتَدِلُ الحَرَكاتُ ، ولَولا ذلِكَ لَسَقَطَ فِي المَشيِ .
وجُعِلَتِ القَدَمُ مُتَخَصِّرَةً ؛ لِأَنَّ الشَيءَ إذا وَقَعَ عَلَى الأَرضِ جَميعُهُ ثَقُلَ ثِقَلَ حَجَرِ الرَّحا ، وإذا كانَ عَلى طَرَفِهِ دَفَعَهُ (رَفَعَهُ) الصَّبِيُّ ، وإذا وَقَعَ عَلى وَجهِهِ صَعُبَ نَقلُهُ عَلَى الرَّجُلِ .
فَقالَ الهِندِيُّ : مِن أينَ لَكَ هذا العِلمُ ؟

1.في المصدر «رقيقا»، والتصويب من بحار الأنوار والخصال .

2.في المصدر : «فيتروّح» والتصويب من المصادر الاُخرى . والرَّواح والرائحة : من الاستراحة. وقد أراحني وروّح عنّي فاسترحت (لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۶۱).

3.شَاطَ يَشيْطُ : احتَرق (القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۷۰).

4.قوله «ليدخل» : أي القلب .

5.في بحار الأنوار والمصدرين الآخرين : «إذ» بدل «إذا».


موسوعة الأحاديث الطّبيّة ج1
38

ألاتَرى ـ يا هِندِيُّ ـ أنَّ مَن غَلَبَهُ النّورُ جَعَلَ يَدَهُ عَلى عَينَيهِ لِيَرِدَ عَلَيهِما قَدرُ كِفايَتهِما مِنهُ ؟
وجُعِلَ الأَنفُ فيما بَينَهُما ؛ لِيُقَسِّمَ النّورَ قِسمَينِ إلى كُلِّ عَينٍ سَواءً .
وكانَتِ العَينُ كَاللَّوزَةِ ؛ لِيَجرِيَ فيهَا الميلُ بِالدَّواءِ ويَخرُجَ مِنهَا الدّاءُ ، ولَو كانَت مُرَبَّعَةً أو مُدَوَّرَةً ماجَرى فيهَا الميلُ ؛ وما وَصَلَ إلَيها دَواءٌ ، ولا خَرَجَ مِنها داءٌ .
وجُعِلَ ثَقبُ الأَنفِ في أسفَلِهِ ؛ لِيَنزِلَ مِنهُ الأَدواءُ المُنحَدِرَةُ مِنَ الدِّماغِ ، وتَصعَدَ فيهِ الرَّوائِحُ إلَى المَشامِّ ، ولَو كانَ في أعلاهُ ؛ لَما أنزَلَ داءً ولا وَجَدَ رائِحَةً .
وجُعِلَ الشّارِبُ وَالشَّفَةُ فَوقَ الفَمِ ؛ لِيَحبِسَ ما يَنزِلُ مِنَ الدِّماغِ عَنِ الفَمِ ، لِئَلاّ يَتَنَغَّصَ عَلَى الإِنسانِ طَعامُهُ وشَرابُهُ فَيُميطَهُ عَن نَفسِهِ .
وجُعِلَتِ اللِّحيَةُ لِلرِّجالِ ؛ لِيَستَغنِيَ بِها عَنِ الكَشفِ فِي المَنظَرِ ، ويُعلَمَ بِهَا الذَّكَرُ مِنَ الاُنثى .
وجُعِلَ السِّنُّ حادّاً ؛ لِأَنَّ بِهِ يَقَعُ العَضُّ ، وجُعِلَ الضِّرسُ عَريضاً ؛ لِأَنَّ بِهِ يَقَعُ الطَّحنُ وَالمَضغُ ، وكانَ النّابُ طَويلاً ؛ لِيَشتَدَّ ۱ الأَضراسُ وَالأَسنانُ كَالاُسطُوانَةِ في البِناءِ .
وخَلاَ الكَفّانِ مِنَ الشَّعرِ ؛ لِأَنَّ بِهِما يَقَعُ اللَّمسُ ، فَلَو كانَ بِهِما شَعرٌ ما دَرَى الإنسانُ ما يُقابِلُهُ ويَلمَسُهُ .
وخَلاَ الشَّعرُ وَالظُّفرُ مِنَ الحَياةِ ؛ لِأَنَّ طولَهُما وَسِخٌ يَقبُحُ ، وقَصَّهُما حَسَنٌ ، فَلَو

1.في الخصال : «ليسند»، وهو الأنسب.

  • نام منبع :
    موسوعة الأحاديث الطّبيّة ج1
    المساعدون :
    خوش نصيب، مرتضي؛ سبحاني نيا، محمد تقي؛ افقي، رسول؛ سعادت فر، احمد
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 212557
الصفحه من 421
طباعه  ارسل الي