163
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

المنفيّ لا النفي .
قال عليه السلام : تذاكر العلم . [ ص۴۱ ح۶ ]
أقول : تفاعل من الذكر اللساني أو القلبي تارة بعد اُخرى حيث إنّه قد يعبّر بالمفاعلة والتفاعل عن التكرار والمبالغة كما لا يخفى ، أو المراد به السؤال والجواب .
قال عليه السلام : انتهوا فيه . [ ص۴۱ ح۶ ]
أقول : إذا كان العلم مأخوذاً من أهله ، أو المراد بالانتهاء والعمل بما علم ، أوالمراد به كون التذاكر للّه تعالى واتّباعه الأمر به لا لديه .
قال عليه السلام : لترين . [ ص۴۱ ح۸ ]
أقول : الرين : الدنس ، يقال : وإنّ على قلبه يرين ريناً ورُيوناً أي غلب ۱ .

[ باب بذل العلم ]

قال عليه السلام : لأنّ العلم كان قبل الجهل . [ ص۴۱ ح۱ ]
أقول : لعلّه يشير به إلى قوله تعالى لِلْمَلاَئِكَةِ : «إِنِّى جَاعِلٌ فِى الْأَرْضِ خَلِيفَةً »۲ ، وذلك أوّل خلق الإنسان ، فلذا يقال : إنّ الخليفة قبل الخليقة ۳
.
وأيضاً مرويّ عن الرسول صلى الله عليه و آله : « كنت نبيّاً وآدم بين الماء والطين » .
والظاهر أنّ النبيّ أعمّ من الرسول ؛ لتحقّق الأوّل في ذلك الحال دون الثاني لانتفاء غيره ، والرسالة فرعه .
قال عليه السلام :« ولا تصعّر خدّك »۴. [ ص۴۱ ح۲ ]
أقول : الصَعَر ـ محرّكةً ـ : ميل في الوجه أو في أحد الشفتين ، أو داء في البعير يلوي عنقه ، وتصعير الخدّ : إمالته عن النظر إلى أحدٍ تهاوناً به من الكبر ۵ .

1.شرح المازندراني ، ج ۲ ، ص ۱۱۳ .

2.البقرة (۲) : ۳۰ .

3.راجع : كمال الدين ، ج ۱ ، ص ۴ .

4.لقمان (۳۱) : ۱۸ .

5.شرح المازندراني ، ج ۲ ، ص ۱۷۷ .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
162

قال عليه السلام : على عينك . [ ص۳۹ ح۱ ]
أقول : أي بصيرتك اليقينيّة ورويّتك العقليّة . يقال : أنت على عيني أي في الحفظ والإكرام جميعاً. وصنعته على عيني ، أي بجدّويقين ۱ .
قال عليه السلام : فيعمّك معهم . [ ص۳۹ ح۱ ]
أقول : الضمير المستتر للرحمة . ويحتمل أن يكون للّه ، أي فيعمّك اللّه معهم على تقدير تذكير حرف المضارعة .
قال عليه السلام : أهل الدين . [ ص۳۹ ح۴ ]
أقول : أي العالم بأحكام الدين العامل بها .

[ باب سؤال العالم وتذاكره ]

قال عليه السلام : فيتعاهد . [ ص۴۰ ح۵ ]
أقول : التعاهد والتعهّد : التحفّظ بالشيء وتجديد العهد به وفي الصحاح : قد يقال : إنّ «تعهّدتُ فلاناً» و«تعهّدتُ ضيعتي» ۲ أفصح من قولك : تعاهدته ؛ لأنّ التعاهد إنّما يكون بين اثنين . انتهى ۳ .
وهو ـ كما ترى ـ منقوض بقوله تعالى في سورة[ القلم ] : « لَّوْلاَ أَن تَدَ رَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ »۴ .
والجواب الحلّي أنّ الفعل الصادر عن واحد فقط قد يبرز في صيغة تصدر عن اثنين على سبيل التغالب ؛ للإشعار بوقوعه متأكّداً متكثّراً : لأنّ الغالب فيما بين اثنين ذلك سواء كان منسوباً إليهما صريحاً كما في التفاعل ، أو لا ، كما في المفاعلة .
وهو هاهنا منصوب بتقدير « أن » في جواب النفي ، وأمّا رفعه ، فمحتمل عطفاً على

1.انظر : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۱۷۱ (عين) .

2.في المخطوطة : «صنعتي» ، وما أدرجناه من المصدر .

3.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۱۶ (عهد) .

4.القلم (۶۸) : ۴۹ .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 44593
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي