247
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

التكوينيّة كما نطق به قوله العزيز : « إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ »۱ .
قال عليه السلام : فصله . [ ص۹۱ ح۲ ]
أقول : أي قطع ثوابه عن أرباب المعاصي من قبيل المجازاة والمكافأة . وفي بعض النسخ بالضاد المعجمة أي عطيّته ۲ ورحمته وفضله للمطيعين جزاءً لإطاعتهم .
قال عليه السلام : والآيات من سورة الحديد . [ ص۹۱ ح۳ ]
أقول : من الجائز أن يكون أوّلها هو الأوّلَ أو أوّلَ السورة ، وهي قوله : « سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِى السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَهُ مُلْكُ السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضِ يُحْيي وَ يُمِيتُ وَ هُوَ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ قَدِيرٌ * هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْأَخِرُ وَ الظَّـهِرُ وَ الْبَاطِنُ وَ هُوَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَلِيمٌ * هُوَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِى الْأَرْضِ وَ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَ مَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَآءِ وَ مَا يَعْرُجُ فِيهَا وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * لَّهُ مُلْكُ السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ * يُولِجُ الَّيْلَ فِى النَّهَارِ وَ يُولِجُ النَّهَارَ فِى الَّيْلِ وَ هُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ »۳ .
قال عليه السلام : فمن رام . [ ص۹۱ ح۳ ]
أقول : أي قصد ۴ .
« وراء [ ذلك ] » أي فوق ذلك ، كأنْ يتكلّم في الكيفيّة كما سيأتي من ۵ الباب الآتي .
قال عليه السلام : فقد هلك . [ ص۹۱ ح۳ ]
أقول : لأنّه لو كان حقّاً ، لما اكتفى اللّه ممّا دونه فيها .

1.يس (۳۶) : ۸۲ .

2.في لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۵۲۴ (فضل) : «الفضل والفضيلة ضدّ النقص والنقيصة» .

3.الحديد (۵۷) : ۱ ـ ۶ .

4.شرح المازندراني ، ج ۳ ، ص ۱۴۵ .

5.كذا ، والظاهر : «في» .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
246

أقول : هذا ناظر إلى معنى الصمد . والنسيان : ذهاب العلم بالكلّيّة ۱ . ولا يلهو أي لا يغفل ۲ .
قال عليه السلام : ولا يغلط . [ ص۹۱ ح۲ ]
أقول : غَلِط كفرح إذا لم يعرف وجه الصواب سواء كان في الحساب أو غيره ۳ .
قال عليه السلام : ولا لإرادته . [ ص۹۱ ح۲ ]
أقول : يعني ليست إرادته فاصلةً بين شيء وشيء ؛ فإنّه قادر على كلّ شيء ، وفصله جزاء كما في قوله تعالى : « إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَـمَةِ »۴ ، وبه سمّي يومُ القيامة يومَ الفصل . قال : «وفصله جزاء للمطيعين بالجنّة وللعاصين بالنار » دفعاً لتوهّم المناقضة ، ثمّ عاد إلى تسوية أن ليس لإرادته فصل ، وقال : «أمره واقع» ، وهو مأخوذ من قوله : « إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ »۵ .
ومناسبة هذه الفقرات لرفع الحوائج إليه ظاهرة .
وذكر بعض ما ۶ عاصرناه في تفسير «أمرُه واقع» : يعني أنّه تعالى يريد كلّ ما يقع من الخير والشرّ كما سيجيء ، فإرادته المتعلّقة بأفعال العباد ليست حاصلةً من المرضيّ وغير المرضيّ . انتهى ۷ . وهذا كما ترى .
قال عليه السلام : فصل . [ ص۹۱ ح۲ ]
أقول : يعني يحصل مراده دفعةً واحدة دهريّة من غير فصل وتدريج ، أو المراد أنّ إرادته ليست فاصلةً بين شيء وشيء ؛ فإنّه قادر على كلّ شيء لا يتخلّف أثره عن إرادته

1.في الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۵۰۸ (نسا) : «والنسيان خلاف الذكر والحفظ ، والنسيان الترك» .

2.لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۲۵۹ (لها) .

3.لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۶۳ (غلط) .

4.الحجّ (۲۲) : ۱۷ .

5.يس (۳۶) : ۸۲ .

6.كذا ، والأحسن : «من» .

7.شرح المازندراني ، ج۳ ، ص۱۴۳ .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 53171
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي