295
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

بشيء إلى علم بشيء آخر ، ويسمّى العِبرةَ ـ بكسر العين ـ أيضاً ، ولولاهما فينا ، لما علمنا يعني أنّ الخبير يطلق عرفاً أو على طريق عموم المجاز على من يعلم تجربةً أو اعتبارا و هو المعتبر في معناه الحقيقي ، وفيه تعالى ليس كذلك . وقوله : « لأنّ من كذلك » استدلال على قوله : للتجربة ولا للاعتبار بالأشياء .
قال عليه السلام : واختلف المعنى . [ ص۱۲۲ ح۲ ]
أقول : فإنّ المصداق فيه ذاتُه تعالى و في الخلق أسباب التعلّم والاستخبار داخلة في المصداق .
قال عليه السلام : عَلا الأشياء . [ ص۱۲۲ ح۲ ]
أقول : يعني أنّ الظاهر لغةً موضوع لأمرين : أحدهما : العالي على شيء بركوب وغيره، والثاني البارز بنفسه المعلوم بحدّه وكنه ذاته ، ولا اشتراك بشيء منها بينه تعالى وخلقه ، ثمّ اُطلق على أمرين اُخذا من المعنيين ، وذانك الأمران مشتركان بين اللّه تعالى وخلقه ، أوّلهما الغالب ، وهو مأخوذ من العالي ؛ والثاني مِن «لا يخفى وجوده على الناظر فيه» وهو مأخوذ من البارز بنفسه . وإليه أشار بقوله : « ووجه آخر » ، فتدبّر .
قال عليه السلام : وفيك من آثاره . [ ص۱۲۲ ح۲ ]
أقول : بحيث إنّك إذا كنت ذا بصيرة ملكوتيّة ، كيف لا تبصر شيئاً من الأشياء ولا ذرّة من ذرّات الوجود إلاّ ورأيت سبحانه أوّلاً قبله ومعه .
قال عليه السلام : ولم يجمعنا . [ ص۱۲۲ ح۲ ]
أقول : لأنّ مصداق ظهور الخلق وبزوغِه علوُّه مكاناً أو نحوُه ، أو جسميّته ، أو أجزاؤه ومقداره بخلاف أمر ظهوره تعالى ، وهو نور السماوات والأرض .
قال عليه السلام : أبطنته . [ ص۱۲۲ ح۲ ]
أقول : أي علمت باطنه ، و«أفعل» و«فعل» هناك بمعنى .
قال عليه السلام : واختلف المعنى . [ ص۱۲۲ ح۲ ]
أقول : فإنّ مصداق «الباطن» المشترك بين الخالق والمخلوق ـ وهو المصرَّح به بقوله: «كقول القائل» ـ في الخلق بمعنى المستور بحجاب أو جدار كما هو المتعارف


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
294

قال عليه السلام : ولكن قائم . [ ص۱۲۱ ح۲ ]
أقول : يعني أنّ القائم من القيام بمعنى الحفظ والكفاية كما يقال : قيام حفظ ، وقيام كفاية ، ولكلّ منهما مصداق في خلقه وخالقه ؛ فإنّ القيام بمعنى الحفظ والقيام بمعنى الكفاية من صفات أفعاله كما أشار إليه بقوله : و«لكن قائم» إلى قولنا : «هو تعالى يخبر أنّه حافظ» تصريح باشتراك القيام معنىً بين الخلق وخالقه .
قال عليه السلام : هو القائم . [ ص۱۲۱ ح۲ ]
أقول : أي الحافظ لأفعالنا ، وبيده أزمّتها ، وكلّها بمشيّته وإرادته .
قال عليه السلام : والقائم أيضاً . [ ص۱۲۱ ح۲ ]
أقول : يعني يطلق القيام على أمر مختصّ به تعالى ، وهو البقاء الأبديّ لا بزمان ولم يصرّح بعدم الاشتراك ؛ لأنّ البقاء قد يطلق على الباقي في الجملة وإن انقطع من جانب الماضي بل فيه في جانب المستقبل أيضاً ، فيكون القائم يطلق عليه تعالى بمعنى الباقي بذاته بقاءً سرمديّاً لا انقطاع له ، وعلى ما عداه بما له من البقاء في الجملة .
قال عليه السلام : والقائم منّا . [ ص۱۲۲ ح۲ ]
أقول : أي سواء كان قيام حفظ أو كفاية «قائمٌ على ساق» أي مصداقه القيام على ساق .
قال عليه السلام : ولطف فلان . [ ص۱۲۲ ح۲ ]
أقول : أي خفي مأخذ مذهبه .
قال عليه السلام : فقد جمعنا الاسم . [ ص۱۲۲ ح۲ ]
أقول : أي جمع الواجبَ تعالى وإيّانا الاسمُ فإنّ مصداق المشترك فينا المعنى اللغوي حقيقةً ، وفيه تعالى ذاته بذاته .
قال عليه السلام : وفات الطلب . [ ص۱۲۲ ح۲ ]
أقول : أي فات الأمر أو المذهب ، « الطلب » بالنصب مفعول « فات » ، أي لم يدركه الطلب ، والنسبة مجاز عقلي . وقوله : « وعاد » أي صار الأمر أو المذهب .
قال عليه السلام : ولا للاعتبار . [ ص۱۲۲ ح۲ ]
أقول : يعني أنّ الخبير وضع لغةً للعالِم بسبب التجربة أو الاعتبار أي الانتقال من علم

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 44647
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي