337
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

خلطنا حيث قال : « وَ مَا ظَـلَمُونَا وَ لَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْـلِمُونَ »۱ ثمّ ذكر مثله في قوله : « أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ »۲ وقوله تعالى : « فَلَمَّآ ءَاسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ »۳ ونحو ذلك .

باب البداء

قال قدس سره : باب البداء . [ ص۱۴۶ ]
أقول : لما فرغ من أبواب التوحيد في صفات ذاته ، شرع في أبواب التوحيد في صفات فعله .
قال عليه السلام : مثل البداء . [ ص۱۴۶ ح۱ ]
أقول : أي مثل التصديق بالبداء والإذعان له ، وذلك لأنّ إنكار البداء يتضمّن القول بعدم قدرته على إيجاد الحوادث المتعاقبة المترتّبة زماناً حيث يلزم منه كونه تعالى زمانيّاً متغيّراً من حال إلى حال ، وليس الأمر كما توهّموا ؛ لأنّ زمانيّة الآثار وتعاقبها يستلزم التغيّر في معلوماته ومعلولاته ، وهي بالقياس إليه تعالى غير متغيّرة ولا متعاقبة ، معنى البداء للّه تعالى أن يتجدّد عنه أثر لم يعلم أحد من خلقه قبل صدوره عنه أنّه يصدر عنه ۴ .
وفي اللغة : البداء ـ بفتح الباء الموحّدة والدال المهملة والمدّ ـ مصدر قولك : بَدا له في هذا الأمر ، يبدو أي نشأ له فيه رأي ۵ .
والمراد به هنا تجدّد أثره تعالى باعتبار صدوره عنه بالقدرة أي تكون الآثار الصادرة عنه المترتّبة بحسب الأزمنة نظراً إلى جناب قدسه غير مترتّبة ؛ لأنّها نسبة متغيّرٍ إلى

1.البقرة (۲) : ۵۷ .

2.النساء (۴) : ۵۹ .

3.الزخرف (۴۳) : ۵۵ .

4.شرح المازندراني ، ج۴ ، ص۲۳۹ .

5.الصحاح ، ج۶ ، ص۲۲۷۸ (بدا) .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
336

قال عليه السلام : وأنا باب اللّه . [ ص۱۴۵ ح۸ ]
أقول : كما أنّه لا تيسّر الوصول إلى الدار إلاّ بسلوك بابه كذلك لا يمكن الوصول إلى اللّه إلاّ من جهتي .
قال عليه السلام : بالمكان . [ ص۱۴۵ ح۹ ]
أقول : الظرف خبر «كان» .
قال عليه السلام : الرفيع . [ ص۱۴۵ ح۹ ]
أقول : أي بمكان العصمة والإمامة .
قال عليه السلام : إلى آخرهم . [ ص۱۴۵ ح۹ ]
أقول : فإنّه يكون الدين واحداً ، ولا تفريط حينئذٍ .
قال عليه السلام : يظلمون . [ ص۱۴۶ ح۱۱ ]
أقول : يقال : ظلمه حقّه : إذا أخذه جبراً ، وأصله وضع الشيء في [ غير ]موضعه . ومعناه أنّهم ظلمونا ولكن ظلمهم إماماً راجع حقيقةً إلى ظلمهم أنفسهم ؛ لأنّ رحى ظلمهم تدور على أنفسهم .
قال عليه السلام : خلطنا بنفسه . [ ص۱۴۶ ح۱۱ ]
أقول : أي جعل الأمر المنسوب إلينا منسوباً إلى نفسه من باب المجاز العقلي يعني إسناد الشيء إلى غيره .
ويحتمل أيضاً أن يكون المراد أنّه أدخلنا مع نفسه المقدّسة في ضمير المتكلّم مع غيره ، فجعل ظلمنا ظلمه . وولايتنا ـ بالكسر ـ السلطان والنصرة أي حكومتنا وتولّينا لأمر الإمامة حكومته حيث يقول : « إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ »۱ يعني الحاكم عليكم هؤلاء لما كان حكومة الرسول والأمر بأمر اللّه ، خلط نفسه بهم يعني من الذين آمنوا الأئمّة منّا من أهل البيت ، ثمّ قال في موضع آخر : أي لما خلطنا في الولاية ،

1.المائدة (۵) : ۵۵ .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 44621
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي