35
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

فمنهم من أطاع ومنهم من عصى .
قال قدس سره : [ علا ] فاستعلا . [ ص۲ ]
أقول : أي فتنزّه عن صفات المخلوقين .
قال قدس سره : ودنا . [ ص۲ ]
أقول : أمّا دنوّه فلكونه أقرب إلى كلّ شيء من كلّ شيء ؛ إذ لا موجود إلاّ ونور من الأنوار محيط به ، قاهر عليه .
قال قدس سره : فتعالى . [ ص۲ ]
أقول : أمّا تعاليه فلارتفاعه عن صفات الأكوان وسمات الحدثان ، فهو العالي في دنوّه، والداني في علوّه .
قال قدس سره : وارتفع فوق كلّ منظر . [ ص۲ ]
أقول : أي لاينتهي إليه سير السائرين ، ولايصل إليه نظر الناظرين . والمنظر غرفة في الفوق ينظر منها إلى التحت ، يعني كلّ ما يتوهّم أنّه عالٍ مرتفع ؛ فإنّه تعالى أرفع منه ، بل لا نسبة له إليه ۱ .
قال قدس سره : الّذي لابَدْءَ لأوّليّته . [ ص۲ ]
أقول : إنّه تعالى لمّا لم يكن زمانيّاً ولا مكانيّاً ، فنسبته ۲ إلى الأزمنة والزمانيّات ، والأمكنة والمكانيّات على سُنّة واحدة ، فيستوي عنده البدءُ والغاية ، والأزل والنهاية ، فأزله أبده وأبده أزله ، كما [ أنّ ] علوّه دنوّ ودنوّه علوّ بحسب المكان ، فهو الأوّل والآخر ، والظاهر والباطن .
قال قدس سره : القائم قبل الأشياء . [ ص۲ ]

1.قال العلاّمة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۱، ص ۶ : «المَنظَر مصدر نظرتُ إليه ، وما ينظر إليه ، والموضع المرتفع . فالمعنى أنّه تعالى ارتفع عن أنظار العباد ، أو عن كلّ ما يمكن أن ينظر إليه . ويخطر بالبال معنىً لطيف وهو : أنّ المعنى أنّه تعالى لظهور آثار صنعه في كلّ شيء ، ظهر في كلّ شيء ، فكأنّه علاه وارتفع عليه ، فكلّما نظرت إليه فكأنّك وجدت اللّه عليه ».

2.في المخطوطة : « فنسبة » .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
34

لجج تيّارها ، فائزاً بما فيها من الدرر فرائدها .
وأمّا القاصرات الطرف في المحسوسات ، فهم لَمندوحون عن نيل ما يناسبها فضلاً عن مبتغاها ومغزاها ، ولكلّ دهرٍ رجال ، ولكلّ مقامٍ مقال ، والحال حال الانشراح ، والآن آن الافتتاح ، والتوفيق من اللّه الفالقِ الإصباح .
قال قدّس سرّه العزيز : المطاع في سلطانه . [ ص2] أقول : تطيعه الموجودات وما في الأرضين والسماوات ؛ لقوله حكاية عن الكلّ : « قَالَتَآ أَتَيْنَا طَـآئِعِينَ »۱ ولقوله : « وَ لِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِى السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضِ طَوْعًا وَ كَرْهًا وَ ظِـلَــلُهُم »۲ .
قال قدس سره : المرهوب بجلاله [ المرغوب إليه ] . [ ص۲ ]
أقول : الرهبة والرغبة متلازمتان فيمن له غاية العظمة والجلال ، ونهاية اللطف والجمال ، أمّا الأوّل فلانقهار العقل منه وتحيّره فيه ، وأمّا الرغبة في الجلال فللطف المستور في القهر الإلهي ، كما قال تعالى : « وَ لَكُمْ فِى الْقِصَاصِ حَيَوةٌ يَـأُوْلِى الْأَلْبَـبِ »۳ .
وقال فاتح الأوصياء عليه السلام كما روي عنه : « سبحان من اتّسعت رحمته لأوليائه في شدّة نقمته ، واشتدّت نقمته لأعدائه في سعة رحمته » ۴ .

قال قدس سره : النافذ أمره . [ ص۲ ]
أقول : لعلّ المراد به أمره التكويني التشريعي ، الأوّل بلا واسطة مخلوق ، والثاني بواسطة كتب ورسل ، والأوّل نافذ في الجميع ولايسعهم إلاّ الطاعة ، كما قال تعالى : « إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ »۵ ، والثاني مختصّ بالثقلين ،

1.فصّلت (۴۱) : ۱۱ .

2.الرعد ( ۱۳ ) : ۱۵ .

3.البقرة (۲) : ۱۷۹ .

4.نهج البلاغة ، ص ۱۲۲ ، ضمن الخطبة ۹۰ مع تقدّم وتأخّر في فقراته.

5.يس (۳۶) : ۸۲ .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 54239
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي