لجج تيّارها ، فائزاً بما فيها من الدرر فرائدها .
وأمّا القاصرات الطرف في المحسوسات ، فهم لَمندوحون عن نيل ما يناسبها فضلاً عن مبتغاها ومغزاها ، ولكلّ دهرٍ رجال ، ولكلّ مقامٍ مقال ، والحال حال الانشراح ، والآن آن الافتتاح ، والتوفيق من اللّه الفالقِ الإصباح .
قال قدّس سرّه العزيز : المطاع في سلطانه . [ ص2] أقول : تطيعه الموجودات وما في الأرضين والسماوات ؛ لقوله حكاية عن الكلّ : « قَالَتَآ أَتَيْنَا طَـآئِعِينَ »۱ ولقوله : « وَ لِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِى السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضِ طَوْعًا وَ كَرْهًا وَ ظِـلَــلُهُم »۲ .
قال قدس سره : المرهوب بجلاله [ المرغوب إليه ] . [ ص۲ ]
أقول : الرهبة والرغبة متلازمتان فيمن له غاية العظمة والجلال ، ونهاية اللطف والجمال ، أمّا الأوّل فلانقهار العقل منه وتحيّره فيه ، وأمّا الرغبة في الجلال فللطف المستور في القهر الإلهي ، كما قال تعالى : « وَ لَكُمْ فِى الْقِصَاصِ حَيَوةٌ يَـأُوْلِى الْأَلْبَـبِ »۳ .
وقال فاتح الأوصياء عليه السلام كما روي عنه : « سبحان من اتّسعت رحمته لأوليائه في شدّة نقمته ، واشتدّت نقمته لأعدائه في سعة رحمته » ۴ .
قال قدس سره : النافذ أمره . [ ص۲ ]
أقول : لعلّ المراد به أمره التكويني التشريعي ، الأوّل بلا واسطة مخلوق ، والثاني بواسطة كتب ورسل ، والأوّل نافذ في الجميع ولايسعهم إلاّ الطاعة ، كما قال تعالى : « إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ »۵ ، والثاني مختصّ بالثقلين ،