351
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

قال عليه السلام : وما دبّ . [ ص۱۴۹ ح۱۶ ]
أقول : معطوف على «ذوات الأجسام» والمراد به ذوات الأنفس .
قوله : «دبّ» يقال : دبّ على الأرض يدبّ بالكسر دبيباً : إذا مشى ، ودرج الرجل والضبّ تدرج درجاً أي مشى ، ودرج القوم دروجاً ودرجانا أي انقرضوا ، وفي المثل : أكذب من دبّ ودرج ، أي أكذب من الأحياء والأموات ۱ .
قال عليه السلام : فيه البداء . [ ص۱۴۹ ح۱۶ ]
أقول : الضمير عائد إلى المعلوم في قوله : «فالعلم في المعلوم» . وقوله : «البداء» فاعل الظرف الأوّل ، والظرف الثاني متعلّق به .
قال عليه السلام : ممّا لا عين له . [ ص۱۴۹ ح۱۶ ]
أقول : «من» زائدة ، فهذا مؤيّد قول من يقول بجواز زيادتها في الإثبات من النحويين. و«ما» للتوقيت أي مادام لا عين له .
قال عليه السلام : بمشيته . [ ص۱۴۹ ح۱۶ ]
أقول : المشيّة في الخيرات المستندة إلى العباد هي الأمر بها في غيرها من المباحات حيث إنّها يكون بمشيّة اللّه تعالى أيضاً وهي الرخصة . ويسمّى تلك المشيّة مطلقاً مشيّة عزم كما يلوح في رابع باب المشيّة والإرادة ، ومشيّة اختيار كما يجيء في ثالث باب الاستطاعة ، ويعبّر عنها في الأحاديث بالذكر الأوّل كما يجيء في رابع باب الجبر والقدر.
وأمّا المعاصي الواقعة عن العباد ، فقد ذكر الصدوق في باب القضاء والقدر في كتاب التوحيد مشيّته تعالى لها نهيه عنها ۲ . انتهى .
فيكون المراد بمشيّته تعالى للخيرات أمره تعالى بها ، فيكون ۳ قوله في سورة

1.انظر : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۲۴ (دبب) .

2.في التوحيد ، ص ۳۷۰ ، ذيل ح۹ هكذا : «قال مصنّف هذا الكتاب : قضاء اللّه عزّوجلّ في المعاصي حكمه فيها ، ومشيّته في المعاصي نهيه عنها ، وقدره فيها علمه بمقاديرها ومبالغها» .

3.ما جاء خبره .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
350

هي عارضة لذاته ، ولا في الاُمور المتغيرّة بحسب أنفسها مغنياً بعضها إلى بعض إذا أخذت مبتنية إلى ذاته .
قال عليه السلام : كانت الإرادة . [ ص۱۴۸ ح۱۶ ]
أقول : المراد من الإرادة هاهنا إرادة عزم ، وهي الحدّ وإتمام المشيّة .
قال عليه السلام : على القضاء . [ ص۱۴۹ ح۱۶ ]
أقول : أعلى نهجه فيكون على نهجه لا بنائه هو الأمر التكويني الزائد على ذاته التابع فمشيّته التي هي عينه .
قال عليه السلام : عياناً . [ ص۱۴۹ ح۱۶ ]
أقول : فإنّ الآثار قد ينفصل بعضها عن بعض في الوجود العيني معاينهً ۱ ووصفاً كجسم ناء عن جسم ، أو وقتا كآدم ونوح ، وقد ينفصل معاينهً ووصفا كجسمين متلاصقين ، أو وقتاً كاُمور مشتركة في آن أو زمان لما كان التقدير ، والوضع بمعنى نسبة الأجزاء بعضها إلى بعض ، ونسبتها إلى الاُمور الخارجة بحسب جهات العالم ، والزمان مشابه له .
وبالجملة ، إنّهما متضاهيان ذكر وقتا بعد قوله «عياناً» .
قال عليه السلام : قبل قيامه . [ ص۱۴۹ ح۱۶ ]
أقول : أي وجوده الوقتي أو بقاؤه وهو حين الإمضاء ، يقال : أقام الشيء أي أدامه ، من قوله تعالى : « وَيُقِيمُونَ الصَّلَوةَ »۲ . لما كانت الإرادة إدامةً للمشيّة ، وبقاءً عليها ، والإمضاء إدامةً للقضاء ، ناسب ذكر أنّ الإرادة قبل الإمضاء كما ناسب أن يقال : إنّ المشيّة قبل القضاء .
قال عليه السلام : ذوات الأجسام . [ ص۱۴۹ ح۱۶ ]
أقول : الإضافة بيانيّة .

1.في المخطوطة : «معانيه » .

2.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۱۷ (قوم) . والآية في سورة المائدة (۵) : ۵۵ وغيرها .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 53407
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي