371
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

قال عليه السلام : فواق . [ ص۱۵۴ ح۳ ]
أقول : الفواق ـ كغراب ـ الذي يأخذ المحتضر عند النزع ، والريح الّتي تشخص من صدره وما بين الحلبتين من الوقت ۱ .

[ باب الخير والشرّ ]

قال عليه السلام : أوحى اللّه . [ ص۱۵۴ ح۱ ]
أقول : أوّلاً خلق كلمة وأنزلته ثانياً في التوراة .
قال عليه السلام : وخلقت الخير . [ ص۱۵۴ ح۱ ]
أقول : أي لا بالإيجاد ، بل بالمشيّة .
قال عليه السلام : فطوبى . [ ص۱۵۴ ح۱ ]
أقول : طوبى من الطيب ، قلبوا الياء واواً لضمّة ما قبلها ۲ .
قال قدس سره : وخلقت الشرّ . [ ص۱۵۴ ح۱ ]
أقول : لا يخفى أنّ خلق الشرّ وإيجاده تعالى بالعرض لا بالذات بل ذلك تبعاً لإيجاده الخيرات . ألا ترى أنّ خلق الماء فيه منافع كثيرة وشرور قليلة وهدم بعض الأبنية وهلاك بعض الأشخاص ، والواجب ـ سبحانه وتعالى ـ إنّما أوجده للأوّل من الأمرين لا للأخير، فيكون المطلوب منه هو الحسنَ لا القبيح ، وكذا إنّ ما خلق مشتمل على خيرات كثيرة وشرور قليلة وليس خلقه إلاّ لاشتماله على الخيرات لا لاشتماله على الشرور أو لاشتماله عليهما معاً ، فيكون وقوع الشرّ منه تعالى بالعرض لا بالذات .
وبالجملة ، إنّه لا يمكن أن يخلو خلقه عنها وهو تعالى إنّما أوجده لهذه الخيرات لا لهذه الشرور ، فيكون المطلوب منها ما هو أليق وأحسن بها ، ولهذا أعطى كلّ شيء منهم ما بقي بتحصيل كمالاته ولم يخصّ بعض منها ببعض ، غاية الأمر أنّ بعضاً منها لاُمور عرضيّة غير ذاتيّة ، فلا يرتكب استعمال ما أعطاه اللّه فيما خلق لأجله وهو

1.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۴۶ (فوق) .

2.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۷۳ (طيب) .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
370

قال عليه السلام : قال يسلك . [ ص۱۵۴ ح۳ ]
أقول : «سلك» يستعمل لازماً ومتعدّياً ، فإن جعل هنا من اللازم ، فهو على صيغة المجهول المضارع ، والياء للتعدية ، وفيه ضمير راجع إلى «اللّه » وإن جعل من المتعدّي من المجهول ، فالباء لتقوية الإلصاق ، والظرف قائم مقام الفاعل ، أو المعلوم والباء لتقوية الإلصاق ، وفيه ضمير الفاعل .
قال عليه السلام : في طريق لأشقياء۱. [ ص۱۵۴ ح۳ ]
أقول : أي الطريق الذي يكون غالباً للأشقياء ، وهو طريق المعاصي .
قال عليه السلام : حتّى يقول . [ ص۱۵۴ ح۳ ]
أقول : يجوز الرفع كقراءة نافع «حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ»۲ فيكون «حتّى» الابتدائيّة الداخلة على الجمل وما بعدها حاليّةً محكيّة أي حتّى حاليّة حينئذٍ إنّ الناس يقولون . ويجوز النصب كقراءة الباقين ۳ ، فيكون « حتّى » جارّة بمعنى «إلي» نحو «حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى »۴ .
قال عليه السلام : ثمّ يتداركه . [ ص۱۵۴ ح۳ ]
أقول : الفعل المنسوب إلى واحد ، وإذا نقل إلى باب التفاعل ، أفاد المبالغة باعتبار أنّ الغالب فيما فيه مغالَبةٌ المبالغةُ .
قال عليه السلام : الشقاء . [ ص۱۵۴ ح۳ ]
أقول : أي فعلت عليه ويأخذه عن هذا الطريق كقوله تعالى حكايةً : « رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا »۵ ، ونسبة التدارك إلى السعادة والشقاوة مجاز ، فالمراد التوفيق والخذلان على وفق ما جعل عليه بدون جبر ووجوب سابق .

1.في الكافي المطبوع : «الأشقياء» .

2.البقرة (۲) : ۲۱۴ .

3.راجع : التبيان ، ج۲ ، ص۱۹۸ ؛ مجمع البيان ، ج۲ ، ص۶۷ .

4.طه (۲۰) : ۹۱ .

5.المؤمنون (۲۳) : ۱۰۶ .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 44611
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي