373
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

يخفى عن من له إحاطة إجماليّة أو تفصيليّة بحقائق ما هو المراد عن إيجاد الموجودات الصادرة عنه تعالى .
قال : بتفقّه فيه . [ ص۱۵۴ ح۳ ]
أقول : حال عن فاعل «ينكر» ، ويحتمل عطفه على «ينكر» ، بحذف العاطف ، والضمير المجرور لهذا الأمر أو للإنكار .
والتفقّه : طلب الفقه ، والبصيرة في شيء . والتفقّه أيضاً تكلّف .
والمراد أنّ الاستفهام إنكاريّ، والمنكر للشيء قد يسأل خصمه عن دليله . وفي هذا الشرح ليونس دلالة على أنّ السؤال بدون إنكار ليس منهيّاً عنه .

[باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين ]

قال عليه السلام : منصرفه . [ ۱۵۵ ح۱ ]
أقول : مصدر ميمي ، أي انصرافه .
قال عليه السلام : فجثا . [ ۱۵۵ ح۱ ]
أقول : أي كدعا ورمى ، أي جلس على ركبتيه ۱ .
قال عليه السلام : وقدر . [ ۱۵۵ ح۱ ]
أقول : لعلّ المراد بالقدر هنا التفويض إلى العباد وجعلهم قادرين على الأفعال كما يظهر من آخر هذا الباب .
قال عليه السلام : أجل . [ ۱۵۵ ح۱ ]
أقول : بالهمزة والجيم المفتوحتين واللام الساكنة ، حرف جواب مثل نعم ۲ .
قال عليه السلام : ما علوتم تلعة . [ ۱۵۵ ح۱ ]
أقول : ممّا ارتفع من الأرض ؛ من تلع النهار ، أي ارتفع . وقيل : التلاع مجاري أعلى

1.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۱ (جثا) .

2.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۶۲۱ (أجل) .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
372

لا يقدح في أن يكون مراد فاعله في إيجاده ودواعيه وغير ذلك .
فإذا علمت هذا ، فقد علمت سرّ ما عليه خلق الشرّ ، وكذا مثل قوله تعالى : « وَ لَوْ شِئْنَا لَأَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا »۱ لأنّ معناه أنّه تعالى لو شاء أن لا يخلق أي الخير المحض ، لكان الأمر كذلك ، لكنّ التالي باطل ، فكذا مقدّمه ، أمّا الملازمة ، فهي ظاهرة ، وأمّا بطلان التالي ، فلاستلزامه أن يترك الخير الكثير للشرّ القليل ، وهو من حسان الاُمور .
وأمّا المراد من مثل قوله تعالى : «وَ مَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ »۲ أنّ ما يستدعي كلّ أحد منهم ليس إلاّ بإرادة اللّه منهم أنّه البصر إنّما يقتضي رؤية مصنوعاته ، والسمع تلقى مأموراته والاجتناب عن منهيّاته وغير ذلك من حسان الاُمور . غاية الأمر أنّ بعضا منه لأسباب عرضيّة وقد ينحرفون عنه ، وذلك لا يقدح في أن يكون الداعي إليه أمراً آخر حسناً ولا في أن لا يترتّب على إيجاده ما أراده اللّه منهم ؛ إذ المطلوب منه ليس إلاّ وقوع الخير الكثير ، وهو ملزوم أن يكون معه هذه الشرور العقليّة .
فإن قلت : لو كان الأمر كذلك ، لكان وقوع هذه الشرور بإرادته واختياره ، وهو عين ما هربتم عنه .
قلت : إن أردت [أنّ] هذا يوجب أن يكون هذه الاُمور من جملة ما يتعلّق به إرادته بالذات ، فهو غير مسلم ، وإن أردت أنّ هذا يوجب أن يكون من جملة ما هو مراد له تعالى بالعرض ، فهو مسلّم ؛ وأمّا الآيات الاُخَر ، فما هو منها يدلّ على أنّه يريد هذه الأشياء القبيحة لك أن تحملها على أنّه تعالى يريدها بالعرض لا بالذات فكأنّه قال : إنّه هو الشرّ القليل الداخل فيما هو مراده تعالى بالعرض .
وأمّا ما يدلّ على أنّه مراده تعالى لا يتخلّف عن إرادته ، فكذلك أن تقول فيها إنّ الأمر كذلك ؛ إذ المطلوب منها ليس إلاّ الخير الكثير ، وهو ليس يتخلّف عنه كما لا

1.السجدة (۳۲) : ۱۳ .

2.الإنسان (۷۶) : ۳۰ .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 44595
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي