39
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

والأبصار .
قال قدس سره : ولا يحيط به مقدار . [ ص۲ ]
أقول : لتنزّهه عن الجسميّة وما يكتنفها ، فلا تناله الأوهام والأبصار .
قال قدس سره : [ وكَلَّتْ دونه ] الأَبصار . [ ص۲ ]
أقول : بفتح الألف ، أي قصرت دون وصفه عبارة البلغاء ، وحسرت عن إدراكه أبصار النظراء .
قال قدس سره : وضلّ فيه تصاريف الصفات . [ ص۲ ]
أقول : أي في طريق نعته نعوت الناعتين ، يعني كلّما حاولوا أن يصفوه تعالى بأجلّ ما عندهم من الصفات الكماليّة ، وأعلى ما في عقولهم من النعوت الجماليّة ، بفنون تصريفاتهم وأنحاء تعبيراتهم ما وصفوه بما هو وصفه ، ولم ينعتوه كما هو حقّه ، بل رجع ذلك إلى وصف أمثالهم ، ونعت أشباههم من الممكنات ، كما في الخبر المشهور عن الباقر عليه السلام : « كلّ ما ميّزتموه بأوهامكم في أدقّ معانيه ...» الحديث ۱ .
وذلك معنى [ ما ] في الأدعية السجّاديّة من قوله عليه السلام : « ضلّت فيك الصفات ، وتفسّخت فيك النعوت » ۲ .
قال قدس سره : بغير حجاب محجوب . [ ص۲ ]
أقول : الإضافة فيه لاميّة ، لا توصيفيّة ۳ ؛ وكذا قوله : «ستر مستور» .

1.مشرق الشمسين ، ص ۳۹۸ ؛ بحارالأنوار ، ج ۶۶، ص ۲۹۳ ، ذيل ح ۲۳ ؛ شرح الأسماء الحسنى ، للمحقّق السبزواري ، ج۱ ، ص۱۱ .

2.مصباح المتهجّد ، ص ۱۸۸ ؛ مفتاح الفلاح ، ص ۲۷۰ ؛ الصحيفة السجّاديّة ، ص ۱۶۶ ، الدعاء ۳۲ .

3.لعلّه تعريض إلى كلام المحقّق الداماد في تعليقته على الكافي ، ص ۴ حيث إنّه عدّ ذلك أحد الاحتمالات في المقام ، ونصّ ما قاله : «حجاب محجوب وسرّ مستور ، إمّا من باب « حِجَاباً مَسْتُوراً » أي حجاباً على حجاب ، أو من باب النعت بوصف الجار ، والوصف بحال المتعلّق ، أو من باب التوصيف بالغاية المترتّبة ، وإمّا أن يكون على قياس صيف صائف ودهر داهر ، فغيّر معنى عن الالتحاق ببعض تلك الأبواب ، لمكان صيغة المفعول» وانظر أيضا : مرآة العقول ، ج ۱ ، ص ۷ .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
38

إبراهيم » ۱ ، و «تِلْكَ حُجَّتُنَآ»۲ ثمّ استعملت بمعنى الرسول والإمام ؛ لكونهم أدلاّء والحجج على خلقه .
قال قدس سره : لا من شيء . [ ص۲ ]
أقول : على أن يجعل غيره تعالى سبباً للشيء .
قال قدس سره : فيبطل الاختراع . [ ص۲ ]
أقول : بمعنى أنّه يقال : أوجد الأشياء بنفس قدرته الكاملة لا من سبب فاعلي ـ ويعبَّر عنه بـ « مِن » ـ وبمحض حكمته لا لغرض ؛ لأنّه لو أَوْجَدَها بواسطة أصل وعنصر ، لافتقر في فاعليّته إلى سبب آخر منه الأصل ، فلم يكن مخترعاً كاملاً في صنعه ، ولو أوجدها لغرض وغاية اُخرى غير ذاته ، لكان ناقصاً في فاعليّته ، فلم يكن مبتدعاً ؛ لأنّ الغرض ـ وهو العلّة الغائيّة ـ ما يجعل الفاعل فاعلاً ، فالأوّل إشارة إلى نفي العلّة المادّيّة عن فعله ، والثاني إلى نفي العلّة الغائيّة عنه ، لمّا نفى العلّة الغائيّة عن فعله ، يوهم أنّه ليس فاعلاً بالاختيار ، فأشار إلى دفعه بقوله :
خلق ما شاء كيف شاء . [ ص۲ ]
فيكون بمشيّته ـ أي بإرادته ـ يوجد الأشياء كيف شاء ، وهي كالإرادة عين ذاته ، وإلاّ لكان فيه جَهَتا قوّةٍ وفعلٍ ، وحيثيّتا إمكانٍ ووجوبٍ ، فلم يكن واحداً حقّاً ، وإليه أشار بقوله : «متوحّداً» يعني خلق ما شاء حال كونه وحدانيّاً ذاتاً وصفةً .

قال قدس سره : ولا تبلغه الأوهام . [ ص۲ ]
أقول : في الخبر : « إنّ اللّه احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار ، وإنّ الملأ الأعلى يطلبونه كما أنتم تطلبونه » ۳ . وبالجملة ، إنّه متعالٍ عن أن تناله العقول والأوهام

1.إشارة إلى الآية ۲۵۸ من سورة البقرة : « أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِى حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِى رَبِّهِ » .

2.الأنعام (۶) : ۸۳ .

3.مشرق الشمسين ، ص ۳۹۶ ؛ بحارالأنوار ، ج ۶۶ ، ص ۲۹۲ ، ذيل ح ۲۳ ، من دون الإسناد إلى معصوم عليه السلام ؛ تحف العقول ، ص ۲۴۵ ، عن الحسين عليه السلام ، إلى قوله «عن الأبصار » ؛ شرح الأسماء الحسنى ، للمحقّق السبزواري ، ج ۱ ، ص ۲۱ ، عن النبيّ صلى الله عليه و آله .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 54209
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي