حينئذٍ عبثاً وهباءً حيث إنّ الغرض من إرسال الرسل وبعث الأنبياء وإنزال الكتب ونصب الأوصياء هو تكميل العباد وتعمير الآخرة بأرواح العلماء ونفوس العبّاد والزهّاد ، فإذا بطل الغرض والغاية ، بطل السبب والعلّة والرجوع إلى قول أهل الدهر ، وهو أنّه لا مؤثّر في العالم ، ومن يحذو حذوهم من الطباعييّن والمنجّمين المنكرين للنشأة الآخرة والبعث ، قولهم كما حكاه اللّه تعالى : « مَا هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَ نَحْيَا وَ مَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ الدَّهْرُ وَ مَا لَهُم بِذَ لِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ »۱ .
قال قدس سره : يخصّ . [ ص۶ ]
أقول : أن يخصّ هذا الصنف بالخطاب ويأمرهم باُمور مخصوصة وينهاهم عن اُمور اُخرى لا يحتملها الصنف الآخر .
قال قدس سره : مهملين . [ ص۶ ]
أقول : عمّا من شأنهم وفي غرائزهم أن يكتبوه ويستكملوا به من العلم والطهارة .
قال قدس سره : وليعظّموه . [ ص۶ ]
أقول : بأنّه مقدّس عن شوائب ألنقص بأنّه ليس جسماً ولا جسمانيّاً وليس في العالم بوالج ولا عنه بخارج ، ولا في وهم ولا عقل ، ولا يوصف بكمّ ولا كيف ، ولا صفة ولا صورة .
وأمّا قوله : « ويوحّدوه » بأنّه لا يقبل القسمة بالأجزاء والحدّ ، ولا بالأفراد والعدّ .
قال قدس سره : وتشهد . [ ص۶ ]
أقول : عطف على « تدعوهم » أي تشهد تلك الشواهد والحجج والأعلام .
قال قدس سره : على أنفسها. [ ص۶ ]
أقول : إلى أنفس تلك الموجودات التي هي الشواهد والأعلام .
قال قدس سره : وعجائب تدبيره . [ ص۶ ]
أقول : كما يدلّ عليه علم الهيئة وعلم التشريح وعلم آثار الكائنات وعلم الحيوان