49
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

حينئذٍ عبثاً وهباءً حيث إنّ الغرض من إرسال الرسل وبعث الأنبياء وإنزال الكتب ونصب الأوصياء هو تكميل العباد وتعمير الآخرة بأرواح العلماء ونفوس العبّاد والزهّاد ، فإذا بطل الغرض والغاية ، بطل السبب والعلّة والرجوع إلى قول أهل الدهر ، وهو أنّه لا مؤثّر في العالم ، ومن يحذو حذوهم من الطباعييّن والمنجّمين المنكرين للنشأة الآخرة والبعث ، قولهم كما حكاه اللّه تعالى : « مَا هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَ نَحْيَا وَ مَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ الدَّهْرُ وَ مَا لَهُم بِذَ لِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ »۱ .
قال قدس سره : يخصّ . [ ص۶ ]
أقول : أن يخصّ هذا الصنف بالخطاب ويأمرهم باُمور مخصوصة وينهاهم عن اُمور اُخرى لا يحتملها الصنف الآخر .
قال قدس سره : مهملين . [ ص۶ ]
أقول : عمّا من شأنهم وفي غرائزهم أن يكتبوه ويستكملوا به من العلم والطهارة .
قال قدس سره : وليعظّموه . [ ص۶ ]
أقول : بأنّه مقدّس عن شوائب ألنقص بأنّه ليس جسماً ولا جسمانيّاً وليس في العالم بوالج ولا عنه بخارج ، ولا في وهم ولا عقل ، ولا يوصف بكمّ ولا كيف ، ولا صفة ولا صورة .
وأمّا قوله : « ويوحّدوه » بأنّه لا يقبل القسمة بالأجزاء والحدّ ، ولا بالأفراد والعدّ .
قال قدس سره : وتشهد . [ ص۶ ]
أقول : عطف على « تدعوهم » أي تشهد تلك الشواهد والحجج والأعلام .
قال قدس سره : على أنفسها. [ ص۶ ]
أقول : إلى أنفس تلك الموجودات التي هي الشواهد والأعلام .

قال قدس سره : وعجائب تدبيره . [ ص۶ ]
أقول : كما يدلّ عليه علم الهيئة وعلم التشريح وعلم آثار الكائنات وعلم الحيوان

1.الجاثية (۴۵) : ۲۴ .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
48

والثاني : إلى اختلال القوّة العمليّة التي يقال لها : العقل العملي .

قال قدس سره : آلة التكليف .[ ص۵ ]
أقول : وهي العقل الحاصل لهم في سنّ البلوغ خالياً عمّا يعرضه من الجنون والإغماء وشبههما .
قال قدس سره : غير محتملة للأدب . [ ص۵ ]
أقول : أي الآداب العقليّة والنسك الإلهيّة والعلوم الحقيقيّة والمعارف اليقينيّة ، وإلاّ فمن البيّن أنّ هذين القسمين مكلّفان بالأوامر والنواهي الشرعيّة والأعمال الظاهرة من الأعمال البدنيّة والطاعات الماليّة من الصلاة والزكاة وغيرها .
قال قدس سره : سبب بقائهم . [ ص۵ ]
أقول : يعني غاية خلقتهم والغرض من وجودهم هل الصحّة والسلامة ؟ أي أصحاب العقل العلمي والعملي سيّما أرباب العصمة والطهارة خصوصاً النفس المقدّسة المحمّديّة كما يشعر بذلك « لولاك لما خلقت الأفلاك » ۱ .
قال قدس سره : بالأدب والتعليم . [ ص۵ ]
أقول : أي بسببهما لكونهما غايتي خلقهم والغرض من وجودهم ، حيث إنّ سبب وجودهم في الدنيا مدّة تنزّه بواطنهم عن الغواشي المظلمة ، وتصفية أرواحهم عن الكدورات المردية بحيث يتجرّدوا عن الدنيا ، وتتنوّر عقولهم القدسيّة بالعلوم الإلهيّة والصفات الملكوتيّة والأخلاق النبويّة ليلتحقوا بالملأ الأعلى ، ويتخلّصوا عن المنزل الأدنى .
قال قدس سره : وفي جواز ذلك . [ ص۵ ]
أقول : أي وضع التكليف عنهم وإهمالهم سدى ـ كباقي الناس من الجهّال والسفهاء كالعوامّ وهم كالأنعام بل هم أضلّ سبيلاً ـ بطلان الكتب والرسل والأدات ؛ لصيرورتها

1.المناقب ، لابن شهر آشوب ، ج ۱ ، ص ۱۸۳ ، تأويل الآيات ، ص ۴۳۰ ؛ بحارالأنوار ، ج ۱۵ ، ص ۲۸ ، ذيل ح ۴۸ .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 53942
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي