53
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

قال قدس سره : طرفة عين . [ ص۶ ]
أقول : أي لو كانت هذه الطائفة كالطائفة الاُخرى حتّى صار الناس كلّهم كالبهائم ، لهلكوا دفعةً من غير مهلة ، حيث إنّه لا يتمّ النظام إلاّ بأهل الدين والشريعة وأصحاب اليقين والمعرفة .
قال قدس سره : ومسألة . [ ص۶ ]
أقول : حتّى يخرج بهذه الاُمور جوهر عقله من حضيض النقص إلى أوج الكمال ، ومن القوّة إلى الفعل ، ويصفّى عين قلبه عن غشاوة الظلمات ، وحجب الجهالات ، ويخرج من ظلمات هذا العالم إلى عالم النور كما في قوله تعالى : « اللَّهُ وَلِىُّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّـلُمَـتِ إِلَى النُّورِ »۱ .
قال قدس سره : إذ كانت . [ ص۵ ]
أقول : تعليل على التعلّم والتأدّب .
قال قدس سره : ثابتة . [ ص۶ ]
أقول : يعني على أهل الصحّة والسلامة .
قال قدس سره : والعُمر يسير . [ ص۶ ]
أقول : يعني لا يسع إلاّ لما هو الأحقّ والأهمّ .
قال قدس سره : وبصيرة . [ ص۷ ]
أقول : كالمقلّدين والجهّال إلى اللّه ، أي إلى مشيّته وإرادته من غير وجوب ولزوم .
قال قدس سره : تطوّل عليه . [ ص۷ ]
أقول : من الطَوْل بالفتح بمعنى المن . يقال منه : طال عليه يطول : إذا امتنّ عليه ۲ .
قال قدس سره : على حرف . [ ص۷ ]
أقول : يعني على طرف من الدين لا ثبات له ، كالذي يكون على طرف من الجيش ، فإن أحسّ بظفرٍ قام ، وإلاّ فرّ .

1.البقرة (۲) : ۲۵۷ .

2.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۷۵۵ (طول) .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
52

لمح ببصره مدرسة لآخر [أو شرذمة ]قد جثوا بين يديه جماعة وتهالكه على أن يكون مُوَطَّأَ العقب دون الناس كلّهم ، فما أبعد هؤلاء [من قوله ]تعالى : «تِلْكَ الدَّارُ الْأَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى الْأَرْضِ وَلاَ فَسَادا »۱ انتهى . ۲
فهذا كما ترى مع احتوائه على كلمات رشيقة ، ونكات أنيقة موضعُ بحث ومحلّ نظر ، حيث جعل الإنذار والنصيحة آخر القصد ومرمى الهمّة في التفقّه .
وقد تابعه البيضاوي ۳ ذهولاً عنهما بأنّ وجود العاطف في قوله تعالى : « وَ لِيُنذِرُواْ » لا يساعدهما ؛ حيث إنّهما يقتضيان أن يكون معطوفاً على « لِّيَتَفَقَّهُواْ »۴ إمّا بإعادة لام العلّة ، فلا وجه لجعل الإنذار غاية العلم والفقاهة لفظاً ولا معنى إلاّ أن يكون المراد بالفقه مجرّد العلم بالفروع ، وهو اصطلاح ما كان عند القدماء عنه ذكر ولا خبر [ولا] عين ولا أثر ، فلذا قيل : إنّه معنى مستحدث ، بل المراد البصيرة في أمر الدين . ۵
قال في الإحياء : إنّ علم الفقه في العصر الأوّل إنّما يطلق على علم الآخرة ومعرفة دقائق آيات النفوس ومفسدات الأعمال وقوّة الإحاطة بحقارة الدنيا والتطلّع إلى نعيم الآخرة واستيلاء الخوف على القلب ، وبذلك [أشار] قوله تعالى : « فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ »۶ الآية دون تعريفات الطلاق واللعان والسلم والإجارة ، فذلك لا يحصل به إنذار وتخويف ۷ .

1.التوبة (۹) : ۱۲۲ .

2.القصص (۲۸) : ۸۳.

3.الكشّاف ، ج۲ ، ص۲۲۱ ؛ فيض القدير في شرح الجامع الصغير ، ج ۴ ، ص ۶۱۰ ، نقله عن الزمخشري .

4.تفسير البيضاوي ، ج۳ ، ص۱۸۰ .

5.مجمع البحرين ، ج۳ ، ص۴۲۱ (فقه) .

6.إحياء علوم الدين ، ج۱ ، ص۴۹ بيان ما بدل من ألفاظ العلوم .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 53863
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي