55
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

أقول : لقوله صلى الله عليه و آله : « ستفترق اُمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، الناجية منها واحدة » 1 يعني أنّ غير الواحدة الناجية كلّهم هالكون مخلّدون في النار ، ولا معنى للكفر والشرك إلاّ ما يوجب الخلود فيها ، وإلاّ فالدخول بلا دوام قد يجامع الإيمان مع الإصرار على الكبائر .
قال قدس سره : بتوفيق اللّه . [ ص7 ]
أقول : التوفيق جعل الأسباب بعناية اللّه متوافقةً ومؤدّية إلى المطلوب ، والخذلان بخلافه .
قال قدس سره : ويصبح كافراً . [ ص7 ]
أقول : كما وصف اللّه به المنافقين : « ذَ لِكَ بِأَنَّهُمْ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ » 2 وقوله : « إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاَم . . . » 3 الآية .
قال قدس سره : قبله . [ ص8 ]
أقول : وذلك لانتفاء بصيرته الباطنة ، وفقدان نور القلب عنه ، فلا يدرك الأشياء إلاّ ظواهرها المحسوسة ، ولا يستحسن من الإنسان إلاّ أعماله البدنيّة أو عموم اعتراف الخلق له بالفضل والأمانة 4 وإن كان مع إفلاس قلبه عن العلم والكمال ، بل مع تلطّخه بالجهالات والظلمات ، وتدنّسه بأدناس الملكات المهلكات .
ولعلّ من هذا القبيل من يأخذ علومه من الألفاظ المنقولة والعمومات المخصّصة ، فكان الضلال والإضلال عليه أغلبَ ما لم يهتدِ بنور اللّه إلى نيل الاُمور على ما هي عليه كما في قوله تعالى : « وَ مَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ » 5 وقوله : « وَ مَن

1.الخصال ، ص ۵۸۵ ، ضمن ح ۱۱ ؛ كفاية الأثر ، ص ۱۵۵ ، باب ما روي عن أميرالمؤمنين عليه السلام ؛ تأويل الآيات ، ص ۱۹۵ و ص ۲۳۳ و ص ۳۵۰ .

2.المنافقون (۶۳) : ۳ .

3.النساء(۴) : ۱۳۷ .

4.في المخطوطة : «الإمامة» .

5.النور(۲۴) : ۴۰ .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
54

قال قدس سره : والآخرة . [ ص۷ ]
أقول : بذهاب عصمته وبطلان عمله بالارتداد ، أو بتعبه في الدنيا بارتكاب التكاليف وعذابه في الآخرة بكفره .
قال قدس سره : خرج منه . [ ص۷ ]
أقول : يعني خرج من الإيمان بغير علم ، بل بأدنى شبهة أو تقليد لمن يغويه ويضلّه .
قال قدس سره : لم يتنكّب الفتن . [ ص۷ ]
أقول : يعني لم يمكنه التنكّب عن طريق الفتن كفتنة الشُبَه والشكوك وفتنة الرجال ۱ ونحوه من المضلّين والمغوين .
قال قدس سره : ولهذه العلّة . [ ص۷ ]
أقول : يعني لأجل عدم اقتباس العلم والمعرفة من طريق الحقّ ومنهم القرآن والحديث ، بل بالرأي والقياس أو بطريق التقليد والاقتداء بالناس والأخذ من أفواه الرجال من غير بصيرة وكشف ، وبيّنة من الربّ .
قال قدس سره : انبثقت . [ ص۷ ]
أقول : أي تشقّقت عليهم شقوقَ هذه الأديان الباطلة ، وانخرق إجماعهم الذي كان في عهد النبي صلى الله عليه و آله ، وتفرّقت الاُمّة على نيّف وسبعين ، فافترقوا زُمَراً وتقطّعوا أمرهم بينهم زبراً ، من بثق السيل موضع كذا بثقاً وبثوقا : إذا خرقه وشقّه ، فانبثق ، أي انفجر ۲ وانخرق .
وفي بعض النسخ : انبسقت ـ بالسين المهملة مكان الثاء المثلّثة ـ أي طالت باسقاتها وبواسقها : أي ما استطال من فروعها ۳ وغصونها ، ومنه « النَّخْلَ بَاسِقَـتٍ »۴ .

قال قدس سره : شرائط الكفر . [ ص۷ ]

1.كذا ، ولعلّه : «الدجّال» .

2.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۴۸ (بثق) .

3.النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۲۷ (بسق) .

4.ق (۵۰) : ۱۰ .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 53867
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي