61
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

كتاب العقل والجهل

قال عليه السلام : استنطقه . [ ص۹ ح۱ ]
أقول : أي جعله ذا نطق ، ولعلّ المراد به أكمل العقول البشريّة ، وهو النفس المحمّديّة. ويناسبه صلى الله عليه و آله الإقبال إلى الدنيا والإهباط إلى الأرض رحمة للعالمين فأقبل فكان نوره مع كلّ نبيّ باطناً ، ومع شخصه المبعوث ظاهراً كما يشعر به ما روي عنه صلى الله عليه و آله : «نحن الآخرون السابقون» ۱ يعني الآخرون بالخروج والظهور كالثمرة ، والأوّلون بالخلق والوجود كالبذر ، فهو بذر شجرة العالم ، أو الأوّلون بتصديق العهد والميثاق في نشأة « أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ »۲ كما وقع في الأخبار الآتية ، ثمّ قال له : أدبر ، أي ارجع إلى ربّك ، فأدبر عن الدنيا ورجع إلى ربّه ليلة المعراج وعند المفارقة عن دار الدنيا ثمّ قال : «وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ منك» .
ومن الظاهر انطباقه عليه صلى الله عليه و آله لأنّه حبيب اللّه .
ومن المتكلّمين مَن توهّم أنّ محبّته تعالى لغيره يوجب نقصاً في ذاته تعالى كالزمخشري ۳ وأترابه ؛ ذهولاً عنهم أنّ محبّته تعالى لخلقه راجعة إلى محبّته ذاته ، وذلك تقرّر في حكمة ما بعد الطبيعة أنّ ذاته تعالى أحبّ الأشياء إليه وهو أشدّ مبتهج

1.بصائر الدرجات ، ص۶۲ ، ضمن ح۱۰ ؛ الأمالي للمفيد ، ص۳ ، المجلس ۱ ، ح۳ ؛ المناقب لابن شهرآشوب ، ج۳ ، ص۲۶۹ .

2.الأعراف (۷): ۱۷۲ .

3.راجع : الكشّاف ، ج۱ ، ص۴۲۴ .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
60
  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 44629
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي