227
الرواشح السماوية

وقيل : هو الممتنع امتناعَ طَلِبةٍ ، لا امتناعَ إباءٍ ، يقال : احبنطأت واحبنطيت ، والحَبَنْطَى : القصير البطن وأصله من الحَبَط ـ بالتحريك ـ والنون والهمزة والألف والياء زوائدُ للإلحاق . ۱
ولقد تقلّد رهط من المصحّفين تسقيمَ نُسخ من كتاب من لايحضره الفقيه ، ومن غيره من الكتب ، فبعضٌ جعله مُتَحَنْبِطا من التَحَنْبُطَ ، وبعضهم متحبّطا من التحبّط ، وكلٌّ يسيرُ على غير بصيرة .
ومنها : في كتب الأخبار من طريق الشيخ ومن طريق الصدوق بالإسناد عن عليّ بن عطيّة ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال : «الفجر هو الذي إذا رأيت كان معترضا كأنّه بياض نهر سُوراء» . ۲
«سُورا» ـ بالقصر وبالمدّ وبضمّ المهملة ـ : موضع .
ومن عجائب تصحيفات هذا العصر «نباضٌ» ـ بالنون قبل الموحّدة ـ مكانَ «بياض» بالموحّدة قبل المثنّاة من تحتُ .
ومنها : قال الصدوق أبوجعفر بن بابويه رضي اللّه تعالى عنه في كتاب من لايحضره الفقيه : «لابأس بالوضوء والغسل من الجنابة ، والاستيال بماء الورد» . ۳ وذلك مذهبه في الماء المضاف .
قلت : الاستيال إمّا باللام بمعنى التسوّل وهو التزيّن ، مطاوع التسويل ، وهو تحسين الشيء وتزيينه .
ومنه في التنزيل الكريم : «بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا» .۴ يعني به هاهنا الأغسالَ التي هي للنظافة والتزيين ، كغسل الجمعة وغسل الإحرام مثلاً .

1.النهاية في غريب الحديث والأثر ۱ : ۳۳۱ ، (ح . ب . ن . ط) .

2.تهذيب الأحكام ۲ : ۳۷ ـ ۳۸ ، ح ۱۱۸ ، باب أوقات الصلاة .

3.الفقيه ۱ : ۶ ، ذيل ح ۳ ، باب المياه وطهرها ونجاستها.

4.يوسف (۱۲) : ۸۳ .


الرواشح السماوية
226

يختصّ بالمدني والشامي . ۱
ثمّ ممّا يَهْفُو فيه المصحّفون «بَدَّن» و«جَمَل» .
فاعلم أنّ الصحيح في الأوّل التشديد من التبدين بمعنى الكِبَر في السنّ ، يقال : بَدَّنت ، أي كَبرتُ وأسننتُ ، لا بالتخفيف من البدانة وهي السِمَن والضخامة ؛ لأنّ ذلك خلاف صفته صلى الله عليه و آله .
وفي الثاني الجيمُ ـ من الجَمْل بمعنى الإذابة يقال : جَمَل الشحمَ يجمُله جَمْلاً من باب طَلَبَ ، أي أذابه واستخرج دُهنه ، وكذلك أجمله ، ومنه يقال الجميلُ للشحم المُذاب ـ لا بالحاء المهملة كنايةً عن كثرة اللحم وضخامة الجثّة .
ومنها :
في حديث مولانا أمير المؤمنين عليه السلام لشريح القاضي إذ سأل شريحا عن امرأة طُلّقت ، فذكرت أنّها حاضت ثلاثَ حِيَضٍ في شهرٍ واحد ، فقال شريح : إن شهدت ثلاث نسوة من بطانة أهلها أنّها كانت تحيض قبل أن طُلّقت ، في [ كلّ ]شهرٍ كذلك ، فالقول قولها . فقال له عليه السلام : «قالونْ» هي ـ بالقاف أوّلاً والنون أخيرا ـ كلمة روميّة ، بل يونانيّة ، معناها أصبتَ . قاله ابن الأثير ، ۲ والمطرّزي . ۳
وقال صاحب القاموس : «معناها الجيّد» ۴ وطفيف التتبّع هنالك من المتحيّرين .
ومنها : في رواية الخاصّة والعامّة عنه صلى الله عليه و سلم : «إنّي أُبا هي بكم الأُمم يوم القيامة حتّى بالسقط يَظَلّ مُحْبَنْطِئا على باب الجنّة ، فيقال له : ادخل ، فيقول : لا ، حتّى يدخل أبواي قبلي» . ۵ المحبنطئ ـ بالهمز وتركِه ـ معناه المتغضّب المستبطئ للشيء .
قال ابن الأثير :

1.الدروس الشرعيّة ۱ : ۳۹۲ . وفي «ب» : «الحُجورة» بدل «الهُجون» والصحيح : الحَجون .

2.النهاية في غريب الحديث والأثر ۴ : ۱۰۵ ، (ق . ل . ن) .

3.المغرب : ۳۹۲ ، (ق . ل . ل)

4.القاموس ۴ : ۲۶۳ ، (ق . ل . ن) .

5.جامع الأخبار : ۲۷۲ ، ح ۷۳۸ ؛ جامع الصغير ۱ : ۵۱۷ ، ح ۳۳۶۶ ؛ إحياء علوم الدين ۲ : ۲۲ .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    المساعدون :
    قيصريه ها، غلامحسين؛ الجليلي، نعمة الله؛ محمدي، عباس؛ رضا نقي، غلام
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1422 ق / 1380 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 85223
الصفحه من 360
طباعه  ارسل الي