قلت : رسول اللّه صلى الله عليه و آله ليس هو منتهى الإسناد بمعنى الطبقة الأخيرة من السند ، حتّى لايصحّ ما قاله ذلك البعض ؛ بل بمعنى مَن إليه ينتهي إسناد المتن ، وعنه تُبتدأ روايته في آخر الإسناد ، وإنّما ساقة السند وآخره هو الصحابي لاغير ، فكلام البعض ليس وهما.
نعم ، لو كان المتن في مثل ذلك المتسلسل حديثا قدسيّا يسنده النبيّ صلى الله عليه و آله إلى اللّه سبحانه اتّجه ما قالوا ، ۱ واتّضح الوهم في كلامه .
ومنهم مَن ۲ يقول : المتسلسل بأوّل حديث سمعته منقطع وصفُ التسلسل في الوسط ؛ فإنّه ينتهي إلى سفيان بن أبي عُيَينة ولا يتعدّاه ، وغلط من رواه مسلسلاً إلى منتهاه .
والحقّ في مثل هذا القسم ما أن يقول الذي هو طرف الإسناد : أخبرني فلان ، قال : أخبرني فلان ، قال : أخبرني التابعي ، قال : أخبرني الصحابي ، قال : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آلهيقول ، الحديث .
وليعلم أنّ التسلسل ليس ممّا له مدخل في قبول الرواية وعدمه ، وإنّما هو فنّ من فنون الضبط ، وضرب من ضروب المحافظة ، وفيه فضل للحديث من حيث الاشتمال على مزيد ضبط الرُواة ، وأفضل ذلك ما فيه دلالة على اتّصال السماع .
ثمّ المسلسلات قلّ ما يَسلم منها عن طعن في وصف تسلسله ، لا في أصل متنه أو في رجال طريقه .
المزيد على ما في معناه ۳
والزيادة فيه إمّا في المتن بأن تُروى فيه كلمة ،أو كلمات زائدة تفيد معنىً زائدا غيرَ مستفاد من الناقص المرويّ في معناه .
1.في حاشية «أ» و «ب» : «كالطيبي صاحب المشكاة والشهيد الثاني من أصحابنا» .
2.في حاشية «ب» : «يعني به زين أصحابنا المتأخّرين» .
3.في حاشية «ب» : «أي على ما هو مشترك في بابه» .