253
الرواشح السماوية

المتعدّي هو بمعنى الإعياء ، يقال : الداء العُضال ، ما أعضل الأطبّاءَ ، أي أعياهم . فأمّا الذي معناه الاستغلاق والاستبهام ، والشدّة والصعوبة فهو لازم ، يقال : أعضل بي الأمرُ : إذا ضاقت عليك فيه الحِيَلُ ، وأمرٌ مُعضِل ـ بكسر الضاد ـ : صعب عسر لايهتدي لوجهه ، وأعضلتِ الحاملُ عند الطلق : إذا عسرت عليها الولادة وصعب خروج ولدها ، والمُعضِلات ـ بالكسر ـ : الشدائد ، والمسائلُ العويصة ، المشكلة ، ومنه قول عمر بن الخطّاب : «أعوذ باللّه من كلّ معضلة ليس لها أبوحسن» . ۱ وقول معاوية إذ جاءته مسألة مشكلة فقال : «معضلة ولا أباحسن» . ۲
قال ابن الأثير : «أبو حسن» معرفة وُضعت موضعَ النكرة ، كأنّه قال : ولا رجل كأبي حسن ؛ لأنّ «لا» النافيةَ لا تدخل إلاّ على النكرات دون المعارف . ۳ وأصل العَضْل المنع وهو متعدٍّ ، يقال : عضل الوليّ أيِّمَة ۴ يعضلها عضلاً ، إذا منعها من التزويج ، فصار بالنقل إلى باب الإفعال لازما ، كما اللازم في أصله يصير بالنقل إلى باب الإفعال متعدّيا ، إلاّ أنّ ذلك أكثريّ وذلك أقلّيّ .
ومن هناك اعترف ابن الصلاح من قدماء علماء العامّة بأنّ «أخذ هذا من اللغة مشكل» . لكنّه قال بعد هذا الاعتراف : «إنّه مأخوذ من قولهم : أمر عضيل أي مستغلق شديد» . ۵
وقد دريت بما أدريناك أنّ أخذ ذا من ذاك أيضا غير مستقيم ؛ إذ إنّما العضيل فيه بمعنى المعضِل ـ بكسر الضاد ـ على صيغة الفاعل ، فإذن الحقّ في ضبط لفظتنا هذه إمّا فتح المهملة والمعجمة ، وتشديد المعجمة ـ على المفعول ـ من التعضيل ، يقال :

1.رواه النهاية في غريب الحديث والأثر ۳ : ۲۵۴ ، (ع . ض . ل) .

2.النهاية في غريب الحديث والأثر ۳ : ۲۵۴ ، (ع . ض . ل) .

3.في حاشية : «أ» و«ب» : «الأيامى الذين لازواج لهم من الرجال والنساء ، رجل أيِّم وامرأة أيِّمة ، سواء كان تزوّج من قبل أو لم يتزوّج ، وأيضا بكرا كانت أو ثيّبا» .

4.مقدّمة ابن الصلاح : ۵۲ .


الرواشح السماوية
252

المقطوع ـ ويقال له : المنقطع ـ قسم بخصوصه من المرسل . وهو ما يكون الإرسال فيه بإسقاط طبقة واحدة فقط من الإسناد ، سواء كان من أوّله ، أو من وسطه ، أو من آخره ، إلاّ أنّ أكثر ما يوصف بالانقطاع في غالب الاستعمال روايةُ مَنْ دون التابعي ، عن الصحابي في حديث النبيّ صلى الله عليه و آله ، أو رواية مَنْ دون مَن هو في منزلة التابعي عمّن هو في منزلة الصحابي في حديث أحد من الأئمّة عليهم السلام .
ويعرف الانقطاع بمجيئه من وجه آخر بزيادة طبقة أُخرى في الإسناد ، وصورته أن يكون حديث له إسنادان ، في أحدهما زيادة رجل ، فإن كان ذلك الحديث ليس يتمّ إسناده إلاّ مع تلك الزيادة ولايصحّ من دونها فالإسناد الناقص مقطوع ، وإلاّ كان الأمر من باب «المزيد» على ما في معناه بحسب الإسناد .

المعضَّل

هو قسم آخر خاصّ أيضا من المرسل ، وهو ما سقط من مسنده أكثر من واحد واثنان فصاعدا .
قيل : ويغلب استعماله فيما يكون ذلك السقوط في وسط السند حتّى إذا كان في أحد الطرفين كان قسما مّا من أقسام المرسل ، لامقطوعا ولا معضَّلاً ، ولم يثبت عندي ذلك .
والدائر على الألسن في ضبط اللفظة تسكين المهملة بعد الميم المضمومة ، وفتح المعجمة بعد المهملة الساكنة على البناء للمفعول من باب الإفعال ، كذلك ضَبَطَها بعض شهداء المتأخّرين من أصحابنا ، ۱ والطيبي أيضا من علماء العامّة حيث قال في خلاصته : «يقال : أعضله فهو معضل بفتح الضاد» . ۲
قلت : ذلك لايطابق اللغة ولايساعد عليه كلام أئمّة العربيّة ، فإنّ الإعضال

1.شرح البداية : ۵۰ .

2.الخلاصة في أُصول الحديث : ۶۷ .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    المساعدون :
    قيصريه ها، غلامحسين؛ الجليلي، نعمة الله؛ محمدي، عباس؛ رضا نقي، غلام
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1422 ق / 1380 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 85307
الصفحه من 360
طباعه  ارسل الي