267
الرواشح السماوية

العالمين» فذهب مسلم إلى المفهوم وأخطأ . ۱ وإنّما معنى الحديث : أنّهم كانوا يفتتحون بسورة الحمدُللّه ربّ العالمين .
ومن طريق الأصحاب ما ورد في مضمرة عليّ بن الحسين بن عبد ربّه ، الدالّة على كراهة الاستنجاء ولو باليد اليسرى إذا كان فيها خاتم ، والفصّ من حجر زمزم ۲ وهو من المعلّل في المتن .
والصحيح ـ على ما قال شيخنا الشهيد في الذكرى ، وفي نسخة بالكافي للكليني رحمه اللّه تعالى ـ إيرادُ هذه الرواية بلفظ : «من حجارة زمرّذ» . قال : «وسمعناه مذاكرة» . ۳
قلت : وما في بعض أقاويل المتأخّرين من تسمية هذه الرواية المضمرة مقطوعةً ، ليس بمستقيم ؛ فإنّها موصولة ومضمرة كما هو المستبين .
و«الزمرّذ» ـ بضمّ الزاي والميم وفتح الراء المشدّدة وإعجام الذال أخيرا ـ معرّب «زمرّد» بتشديد الراء المضمومة بعد المضمومتين وقبل الدال المهملة .
قال في المغرب : «الزمرّذ ـ بالضمّ وبالذال المعجمة ـ معروف» . ۴
وعن بعض الثقات : «الزمرّد بضمّات ثلاث» .
وفي القاموس : «الزُمُرُّذ ـ بالضمّات وشدّ الراء ـ : الزبرجد ، معرّب» . ۵
قلت : وكان فتح الراء للتعريب أوفقَ ، وأنّه معرّب الزمرّد لا الزبرجد ، وهما نوعان لا نوع واحد .
ومن ضروب «العلّة في المتن» فقط كون الحديث مضطربَ المتن ، دون

1.راجع مقدّمة ابن الصلاح : ۷۲ ـ ۷۳ .

2.سيأتي.

3.ذكرى الشيعة ۱ : ۱۶۷ .

4.المغرب : ۲۰۹ ، (ز . م . ر . ذ) .

5.القاموس المحيط ۱ : ۳۶۷ ، (ز . م . ر . ذ) .


الرواشح السماوية
266

مضطرب السند وبين المزيد في الإسناد ، أو يوجد حديث بإسناد موصولاً وبإسنادٍ أقوى منه مرسلاً ، فيتوهّم تعليل الموصول بالإرسال ، ويُحسَب الواصل غيرَ ضابط ، ولا يُعرف أنّ مرسل الثقة قد يتقوّى بالمتّصل ، فيصير بذلك بحيث يعدّ حسنا ، أو صحيحا بعد كونه مقبولاً ، فلايكون هناك مجال للقدح أصلاً .
نعم ، ربما يتصحّح قدح إذا ما كان إسناد الموصول أقوى من إسناد المرسل .
والعلّة في السند قد تقدح في المتن أيضا كالتعليل بالاضطراب ، أو الإرسال ، أو الوقف ، أو التباس الثقة بغير الثقة من جهة اشتراك الاسم ، أو الكنية ، أو اللقب ، وتعارض القرائن والأمارات الدالّة على التعيين .
وقد لاتقدح إلاّ في الإسناد خاصّة ، كالتعليل في الإسناد «عن أحمد بن محمّد بن عيسى» بأنّه «أحمد بن محمّد بن خالد البرقي» وهما ثقتان .
وكذلك في الإسناد «عن عليّ بن رئاب»بأنّ الصحيح «عن عليّ بن الريّان» ، وفي الإسناد «عن عليّ بن حنظلة» بأنّ الصحيح «عن أخيه عمر بن حنظلة» .
ومنه حديث يعلى بن عبيد من طريق العامّة ، عن الثوري ، عن عمرو بن دينار ، عن النبيّ صلى الله عليه و سلم «البيّعان بالخيار ما لم يفترقا» . ۱ قالوا : هذا إسناد متّصل عن العدل الضابط ، هو معلّل غير صحيح ، والمتن صحيح . و«العلّة» في قوله : «عمرو بن دينار» . وإنّما الصحيح أخوه عبداللّه بن دينار فوَهِم يعلى . وابنا دينار ثقتان . ۲
وأمّا «العلّة في المتن» فمثالها من طريق العامّة ما انفرد مسلم بإخراجه في حديث أنس من اللفظ المصرّح بنفي قراءة «بسم اللّه الرحمن الرحيم» ۳ فعلّلوه بأنّ نفي مسلم البسملة صريحا إنّما نشأ من قوله : «كانوا يفتتحون بالحمد للّه ربّ

1.صحيح مسلم ۳ : ۱۱۶۳ ، ح ۴۳ ، الباب ۱۰ ؛ سنن ابن ماجة ۲ : ۷۳۵ ـ ۷۳۶ ، ح ۲۱۸۱ و ۲۱۸۲ و ۲۱۸۳ ، الباب ۱۷ .

2.قاله ابن الصلاح في مقدّمته : ۷۲ .

3.صحيح مسلم ۱ : ۲۹۹ ، ح ۵۲ ، الباب ۱۳ .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    المساعدون :
    قيصريه ها، غلامحسين؛ الجليلي، نعمة الله؛ محمدي، عباس؛ رضا نقي، غلام
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1422 ق / 1380 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 86383
الصفحه من 360
طباعه  ارسل الي