289
الرواشح السماوية

عن حال أميرالمؤمنين عليه السلام ، وقيل له : ما تقول في عليّ بن أبي طالب؟ فقال : ما أقول في حقّ امرئ كتمت فضائله أولياؤه خوفاً ، وكتمت مناقبه أعداؤه حسداً . ثمّ ظهر من بين الكتمين ماملأ الخافقين .

تتمّة

إذا وجدت حديثاً بإسناد ضعيف فلا يسوغ لك أن تقول : إنّه ضعيف المتن بالتصريح ، ولا أن تقول هذا الحديث ضعيف بقول مطلق ، نعني «بالإطلاق» ضعفَ الإسناد والمتن جميعا ، بل إنّما لك أن تصرّح بأنّه ضعيف الإسناد ، أو تطلقَ القولَ ، وتعني بالإطلاق ضعفَ الإسناد فقط ؛ إذ ربما يكون ذلك المتن قد روي بسند آخَرَ يثبت بمثله الحديث وأنت لم تظفر به .
وإذا وجدت إماما من أئمّة الحديث المطّلعين على شجون الأخبار وأفانينها ، المضطلعين بمتونها وأسانيدها ، قد حكم بأنّه لم يُرْوَ ذلك الحديث الضعيف الأسناد بطريق آخَرَ معتبر يثبت المتن بمثله أصلاً ، فلك أن تحكم عليه بالضعف مطلقا .
فأمّا إذا أطلق ذلك المضطلع تضعيفه من غير تقييد له بخصوص ذلك الطريق ، أو حكم على الطريق بالضعف مجملاً من غير إسناده إلى طبقة بخصوصها ، أو أسند الضعف إلى طبقة بعينها ولم يسنده إلى سبب يوجبه ، ففي جواز هذا الحكم بغيره على ذلك النمط وجهان مترتّبان على أنّ الجرح هل يثبت مجملاً ، أو يفتقر إلى التفسير ؟
ثمّ إنّه لايجوز للمحدّث رواية «الموضوع» من غير بيان حاله .
وأمّا غيره من أفراد الضعيف فيُمنعون أيضا عن روايته من دون التعرّض لضعفه في العقائد والأحكام ، ويتساهلون في روايته بلا بيان في غير الصفات الإلهيّة والأحكام الشرعيّة في أبواب الحلال والحرام ، دون أبواب السنن والآداب وفضائل الأعمال الواجبة والمندوبة ، وثواب الفرائض والنوافل ، والترغيبات والترهيبات ،


الرواشح السماوية
288

والعصمة ، وكلامهم عليهم السلاممن كلامه صلى الله عليه و آله وسلم ، وحديثهم من حديثه ، وعلمهم من علمه ، وحكمتهم من حكمته صلوات اللّه وتسليماته عليه وعليهم أجمعين . وقليل منها موضوع .
وما استدلّ به على كون حديثِ ، عرضِ الحديث على كتاب اللّه وقبولِ ما وافقه ، وردّ ماخالفه ، ۱
ومن الأعاجيب أنّ في صحاحهم الستّة ، وأُصولهم المعتبرة من الموضوعات على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم طوائفَ جمّةً ، شواهد الوضع عليها قائمة ، وآثار الاختلاق فيها ظاهرة ، وهم يتناقلونها ولايتعرّضون لموضوعيّتها أصلاً .
مايكفي شاهداً على ذلك أنّ في زمن معاوية بن أبي سفيان كان منه لمن يروي حديثاً في فضل الخلفاء الثلاثة صرّةٌ ، ولمن يمحو حديثاً في مناقب عليّ عليه السلامصرّتان .
وسيرة مَن بَعده من بني أُميّة ، وبني العبّاس أيضاً في هذه الشَكِيمة مستبينة .
وناهيك في حقيقة الأمر قولُ الخليل بن أحمد النحوي العروضي حيث سئل

1. موضوعاً ، مزيّف مقدوح . وقَدكنّا فيما أسلفناه من القول بيّنّا معناه ، وأُوضحنا أنّه لامدافعة بينه وبين قوله صلى الله عليه و آله وسلم : «أُوتيت الكتاب ومثله معه» . . تقدّما آنفاً . قال ابن الأثير في النهاية : وفي حديث المقدام أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قال : «ألا إنّي أُوتيت الكتاب ومثله معه» . يحتمل وجهين من التأويل : أحدهما : أنّه أُوتي من الوحي الباطن غير المتلوّ ، مثل ما أُعطي من الظاهر المتلوّ . والثاني : أنّه أُوتي الكتاب وحياً ، وأُوتي من التبيين مثله ، أي أُذن له أن يبيّن ما في الكتاب ، فيعمّ ، ويخصّ ، ويزيد ، وينقص ، فيكون في وجوب العمل به ولزوم قبوله كالظاهر المتلوّ من القرآن . النهاية في غريب الحديث والأثر ۴ : ۲۹۵ ، (م . ث . ل) .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    المساعدون :
    قيصريه ها، غلامحسين؛ الجليلي، نعمة الله؛ محمدي، عباس؛ رضا نقي، غلام
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1422 ق / 1380 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 85260
الصفحه من 360
طباعه  ارسل الي