47
الرواشح السماوية

ملائكته وأنبيائه وأُولي العلم من عباده على نبيّه وعليه وعلى اُولادهما الطاهرين وأوصيائهما المعصومين .
قوله رحمه الله : (وانتقاضٍ من البَرَم) .
وفي نسخ جَمَّة «من المُبْرَم» . وهو الأصحّ من أبرمت الشيء : أحصفته ۱ وأحكمته . و«المبرم» : الحبل الذي جُمِع بين مَفتُولَين ، فَفُتِلا حبلاً واحدا . والثوب : المفتولُ الغزلِ طاقَيْن . و«المَبارِم» : المَغازل التي يُبرَم بها . ۲ و«النقض» : نقض الحبل والعهد والبناء ، و«الانتقاض» افتعال منه .
وأمّا «البَرَم» ـ بالتحريك ـ فجمع بُرْمَة بالضمّ ، وهي : القِدر من الحجر على قول المُغرب ۳ والقِدْرُ مطلقا على قول النهاية ۴ وفاقا للصحاح . ۵
وعلى هذه النسخة فالانتقاض بمعنى الانتكاث ، ۶ وانتقاض البَرَم : انتكاث فَوَرانها .
قوله : (واعتسافٍ من الجور) .
«العَسَف» ـ بالتحريك ـ : الأخذ على غير طريق ، وعسف عن الطريق ، واعتسف وتعسّف : مال و عدل ، وعسف الفلاةَ واعتسفها : إذا قطعها على غير هداية ، ولا طريقٍ مسلوك ؛ ومنه قولهم : هذا كلام فيه تعسّفٌ .
و«العَسْف» ـ بالتسكين ـ : الظلم . وسلطان عسوف : ظَلوم ؛ ومنه العسيف : الأجير . ويقال : الشيخ الفاني ، ويقال : العبد ، على الفعيل بمعنى المفعول ۷ كأسير .

1.في حاشية «أ» : «الحصيف المحكم العقلِ ، وإحصاف الأمر : إحكامه» . كما في النهاية في غريب الحديث والأثر ۱ : ۳۹۶ ، (ح . ص . ف) .

2.لاحظ لسان العرب ۱۲ : ۴۴ ، (ب . ر . م) .

3.المغرب : ۴۱ ، (ب . ر . م) . و ليعلم أنّ قوله : «بالتحريك» خطأ ؛ فإنّ جمع البُرْمة هو البُرْم أو البُرَم .

4.النهاية في غريب الحديث والأثر ۱ : ۱۲۱ ، (ب . ر . م) .

5.الصحاح ۳ : ۱۸۷۰ ، (ب .ر .م) .

6.في حاشية «أ» : «انتكث : انصرف» . كما في لسان العرب ۲ : ۱۹۷ ، (ن . ك . ث) .

7.في حواشي النسخ : «ومن جعله بمعنى الفاعل كعليم أخذه من العسف بمعنى الكفاية . يقال : هو يعسفهم أي يكفيهم ، وكم أعسف عليك أي كم أعمل لك ، ومنه : أنّ ابني كان عسيفا على هذا أي أجيرا ، فالعبد عسيف أي عامل مستعان به ، فعيل بمعنى فاعل ، ويصحّ أن يكون بمعنى مفعول من هذا المعنى أيضا من عسفه أي استكفاه واستخدمه واستعمله . (منه مدّ ظلّه العالي)» .


الرواشح السماوية
46

أرسله على حين فترة من الرسل ، وطول هجعة من الأُمم ، وانتقاض من المبرم ، فجاءهم بتصديق الذي بين يديه ، والنور المقتدَى به ، ذلك القرآن فاستنطقوه ، ولن ينطق ، ولكن أُخبركم عنه : ألا إنّ فيه علمَ ما يأتي ، والحديثَ عن الماضي ، ودواء دائكم ، ونظمَ ما بينكم . ۱
وقال في خطبة أُخرى له عليه السلام :
أرسله على حين فترة من الرسل ، وطول هجعة من الأُمم ، واعترام ۲ من الفتن ، وانتشار من الأُمور ، وتلظٍّ من الحروب ، والدنيا كاسفة النور ، ظاهرة الغرور ، على حين اصفرار من ورقها ، وإياس من ثمرها ، واغورار من مائها ، قد درست أعلام الهدى ، وظهرت أعلام الردى ، ۳ فهي متجهّمة ۴ لأهلها ، عابسة ۵ في وجه طالبها ، ثمرها الفتنة ، وطعامها الجيفة ، وشعارها الخوف ، ودثارها السيف . فاعتبروا يا عباد اللّه ، واذكروا تِيك التي آباؤكم وإخوانكم بها مرتَهَنون ، وعليها محاسَبون . ۶
قلت : باعُ ۷ المقام قاصر عن شرح دقائق عباراته الحكيمة ، وذرعُ المجال ضائق عن كشف حقائق إشاراته الكريمة ، وكيف ؟ وكأنّ فنَّيِ المعاني والبيان بجملتهما شطر من تقرير بلاغة قوله ، ونَزْر ۸ من تفسير صياغة كلامه صلوات اللّه وصلوات

1.نهج البلاغة ۲۹۲ ، الخطبة ۱۵۸ .

2.هكذا في جميع النسخ ، وفي المصدر : «اعتزام» بدل «اعترام» و في حاشية «أ» : «في حديث على حين فترة من الرسل ، واعترام من الفتن أي اشتداد ، والعرم الشدّة والقوّة» كما في النهاية في غريب الحديث والأثر ۳ : ۲۲۳ ، (ع . ر . م).

3.في حاشية «أ» : «رَدِي ـ بالكسر ـ يردَى ردىً ـ أي هلك ، والرَدَى : الهلاك» . كما في لسان العرب ۱۴ : ۳۱۶ ، (ر . د . ى) .

4.في حاشية «أ» : في حديث الدعاء : «إلى من تكلني ، إلى عدوّ يتجهّمني؟ أي يلقاني بالغلظة ، والوجه الكريه» . النهاية في غريب الحديث والأثر ۱ : ۳۲۳ ، (ج . ه . م) .

5.في حاشية «أ» : «العابس : الكريه المنظر ، الجَهم المُحَيَّا ، عبس يعبس فهو عابس» . كما في النهاية في غريب الحديث والأثر ۳ : ۱۷۱ ، (ع .ب .س) .

6.نهج البلاغة ۱۴۴ ، الخطبة ۸۹ .

7.في حاشية «أ» : «الباع : قدر مدّ اليدين» . كما في لسان العرب ۸ : ۲۱ ، (ب . و . ع) .

8.في حاشية «أ» : «النزر : القليل التافه ، وعطاؤه منزور أي قليل» . كما في لسان العرب ۵ : ۲۰۳ ، (ن . ز . ر) .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    المساعدون :
    قيصريه ها، غلامحسين؛ الجليلي، نعمة الله؛ محمدي، عباس؛ رضا نقي، غلام
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1422 ق / 1380 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 86297
الصفحه من 360
طباعه  ارسل الي