89
الرواشح السماوية

وقال أبو عمرو الكشّي في ترجمته :
ذكر حمدويه عن محمّد بن عيسى : أنّ ثعلبة بن ميمون ، مولى محمّد بن قيس الأنصاري ، وهو ثقة خيّر فاضل مقدّم معدود ۱ في العلماء والفقهاء الأجلّة من هذه العصابة . ۲
قلت : والذي عهدناه من سيرة الكشّي وسنّته في كتابه أنّه لايورد «الثقة» و«العلم» و«الفضل» و«التقدّم في أجلّة فقهاء العصابة وعلمائها» إلاّ فيمن يحكم بتصحيح مايصحّ عنه .
وبالجملة : في تضاعيف تتبّع فهارس الأصحاب ، وطرقهم وأُصولهم وجوامعهم ، واستقصاء أحوال طبقات الأسانيد ، ومراتبها ودرجاتها يستبين استصحاح ما صحّ عن ثعلبة ، كأُولئك المعدودين ، فيبلغ مَن يقال بتصحيح ما يصحّ عنه ، ويعبّر عمّا صحّ عنه إذا رواه عن غير معروف الحال بالصحّي ، على ما قد عقدنا الاصطلاح عليه اثنين وعشرين ، بل ثلاثةً وعشرين ، ومع ذلك فإنّ رهطاً من أهل هذا العصر مهما وجدوا طريقاً صحيحاً حقيقيّاً فيه أبو إسحاق ثعلبة ، أشكل عليهم الأمرُ ، وضاق عليهم المُنْتَدَح ، ۳ وجعلوه حسناً غير صحيح ؛ لكون أبي إسحاق ممدوحاً غير موثّق بالتصريح في خلاصة العلاّمة ۴ وكتاب تقيّ الدين الحسن بن داود ، ۵ فليُسْبَر ۶ تفاوت ما بين الأمرين وبُعدُ ما بين المنزلتين ، ثمّ ليتدبّر .

1.في حاشية «ب» : «في أكثر النسخ : معلوم» .

2.اختيار معرفة الرجال : ۴۱۲ / ۷۷۶ .

3.في حاشية «ج» : «المنتدح أي المكان الواسع» . كما في الصحاح۱ : ۴۰۹ ، (ن . د . ح) .

4.خلاصة الأقول : ۸۶ / ۱۸۱ .

5.رجال ابن داود : ۷۸ / ۲۸۲ .

6.في حاشية «أ» : «سبرت الجرح أسبره: إذا نظرت غوره، والمسبار: ما يسبر به الجرح، وكلّ أمر رُزْته فقد سبرته واستبرته». كما في لسان العرب ۴: ۳۴۰ ، (س . ب . ر).


الرواشح السماوية
88

الراشحة السادسة

[ في صحّة أحاديث ثعلبة بن ميمون ]

ثعلبة بن ميمون مولى بني أسد ثمّ مولى بني سلامة منهم . تاراتٍ يقال له في كتب الأخبار في أضعاف ۱ الأسانيد ، وفي كتب الرجال أيضاً : أبو إسحاق النحوي ، وتاراتٍ أُخرى : أبو إسحاق الفقيه .
قال أبو العبّاس النجاشي :
كان وجهاً في أصحابنا ، قارئاً فقيهاً نحويّاً لغويّاً راوية ۲ وكان حسنَ العمل ، كثيرَ العبادة والزهد ، روى عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن عليهماالسلام . له كتاب قد رواه جماعات من الناس . قرأت على الحسين بن عبيد اللّه أخبركم أحمد بن محمّد الزراري ، عن حُميد قال : حدّثنا أبو طاهر محمّد بن تسنيم ، قال : حدّثنا عبد اللّه بن محمّد المزخرِف الحجّال ، عن ثعلبة بالكتاب . ورأيت بخطّ ابن نوح فيما كان وصّى به إليّ من كتبه : حدّثنا محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا عليّ بن الحسن بن فضّال ، عن عليّ بن أسباط قال : لمّا أن حجّ هارون الرشيد مرّ بالكوفة فصار إلى الموضع الذي يعرف بمسجد سمال ، ۳ وكان ثعلبة ينزل في غرفة على الطريق ، فسمعه هارون وهو في الوتر وهو يدعو ، وكان فصيحاً حسن العبارة ، فوقف يسمع دعاءه ، ووقف مَنْ قُدّامه ومَنْ خلفه ، وأقبل يتسمّع ، ثمّ قال للفضل بن ربيع : أتسمع ما أسمع؟ ثمّ قال : إنّ خيارنا بالكوفة . ۴

1.في حاشية «أ» و«ب» : «قولهم : وقّع فلان في أضعاف كتابه : يراد به توقيعه في أثناء السطور» . كما في لسان العرب ۹ : ۲۰۶ ، (ض . ع . ف) .

2.في حاشية «أ» : «أصل الراوية : بعير السقاء ؛ لأنّه يروي الماء أي يحمله . ومنه راوي الحديث وراويته ، و«التاء» للمبالغة» . كما في المغرب : ۲۰۲ ، (ر . و . ى) .

3.في حواشي النسخ : «في كتاب الرجال : «سمال» ب «اللام» ، وفي التهذيب في باب فضل المساجد والصلاة فيها من أبواب الزيادات عدّ المساجد الملعونة في حديثين عن أبي جعفر عليه السلام . منها : مسجد «سماك» ب «الكاف» . (منه مدّ ظلّه العالي)» .

4.رجال النجاشي : ۱۱۷ ـ ۱۱۸ / ۳۰۲ .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    المساعدون :
    قيصريه ها، غلامحسين؛ الجليلي، نعمة الله؛ محمدي، عباس؛ رضا نقي، غلام
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1422 ق / 1380 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 85325
الصفحه من 360
طباعه  ارسل الي