مقدّمة الطبعة الاُولى

الحمد للّه ربّ العالمين والصلاة والسلام على عبده المصطفى محمّد وآله الطاهرين وخيار صحابته أجمعين .
إنّ الكتاب الذي بين أيديكم يمثّل المجموعة السادسة المستقلّة من موسوعة «ميزان الحكمة» ، وهو حصيلة سنوات من البحث والتتبّع في مركز بحوث دار الحديث حول واحدة من أهمّ الركائز التربويّة في الإسلام ، ألا وهي ركيزة المحبّة .
يضع هذا الكتاب ـ ولأوّل مرّة في تاريخ الحديث الشريف ـ مجموعة النصوص الإسلاميّة الواردة في موضوع المحبّة بنسق جديد سهل المنال وباُسلوب بديع بين أيدي الباحثين في الموضوعات الإسلاميّة .
نأمل أن تكون هذه المجموعة النفيسة بمثابة خطوة على طريق التخفيف من حدّة التوتّر ، وسببا للتقارب بين الدول والشعوب الإسلاميّة ، من أجل استعادة مجد الاُمّة الإسلاميّة واقتدارها وعزّتها و عظمتها ، وبناء اُمّة مثاليّة قائمة على مبادئ المحبّة والاُخوّة .
وهنا نذكر موجزا لاُسلوبنا في التحقيق :
1 . إنّ الأحاديث المرويّة عن أهل بيت رسول اللّه ـ صلوات اللّه عليهم أجمعين ـ

عالم البرزخ قد انحلّت بفضل كتاب «مفاتيح الجنان» وكتاب «المحبّة»...
ولما كان صاحب الرؤيا غير عالم بعمل المرحوم في هذا الكتاب ، يمكن أن نثق بأنّ هذه الرؤيا صادقة ، لذا طلبت من السيّد نقوي أن يكتب السيد ظهير لي بنفسه عين رؤياه ، فكتب لي يقول :
لقد كانت بيني وبين المرحوم السيّد محمّد رضا نقوي ـ أعلى اللّه مقامه ـ معرفة وصداقة منذ سنين ، وبعد يومين من وفاته جاءني في المنام وكان ذلك يوم الأربعاء قبيل أذان الصبح ، فقال لي : «حالي جيدة جدّا ، لا تقلقوا عليّ ، لا تنسوني في دعائكم ، لقد كان البعض يقول لي : أنت تعمل دائما في الطباعة وإعداد الكتب ، وبذلك تضيّع وقتك ، بيد أنّ عملي في طباعة كتابي : «مفاتيح الجنان» و«المحبة في الكتاب والسنّة» وتنظيمهما باللغة الأردويّة قد نفعني كثيرا ، وأدّى إلى نجاتي .
نعم ، إنّ أكثر ما ينفع الإنسان في هذه الحياة ، وفي الحياة الاُخرى ، هو إكسير المحبّة كما قال الشاعر :


لا ينال قَدرَ حَبّة من بيدر الكمالذلك القلب الذي لم تُزرع فيه بذرة المحبّة^۱
إلهي لم يكن لي حول فانتقل به عن معصيتك إلاّ في وقت أيقظتني لمحبتك ، فانهجْ لي إلى محبتك سبيلاً سهلاً أكْمِلْ لي بها خير الدنيا والآخرة .
محمّد الرَّيْشَهريّ
10 / 9 / 1382 ش
6 شوّال 1424
1 / 12 / 2003 م