289
المحبّة في الكتاب و السنّة

معنى محبّة اللّه للعبد

إنّ ما ورد في هذا الفصل يدلّ بكل جلاء على أنّ المعتقدات والأخلاق والأعمال الحسنة توجب محبّة الخالق للمخلوق ، وبما أنّ الذات الإلهيّة منزّهة عن كلّ تبدّل وتغيير ، يتبادر هنا إلى الأذهان سؤال مفاده : ما معنى محبّة اللّه للإنسان ؟
قيل :
«مَحَبَّةُ اللّهِ لِلعِبادِ إنعامُهُ عَلَيهِم وأن يُوَفِّقَهُم لِطاعَتِهِ ويَهدِيَهُم لِدينِهِ الَّذِي ارتَضاهُ ، وحُبُّ العِبادِ للّهِِ أن يُطيعوهُ وَلا يَعصوهُ» .
وقيل :
«مَحَبَّةُ اللّهِ صِفَةٌ مِن صِفاتِ فِعلِهِ ، فَهِيَ إحسَان مَخصوصٍ يَليقُ بِالعَبدِ ، وأمّا مَحَبَّةُ العَبدِ للّهِِ تَعالى فَحَالَةٌ يَجِدُها فِي قَلبِهِ ، يَحصُلُ مِنهَا التَّعظِيمُ لَهُ وإيثَارُ رِضاهُ وَالإِستِئناسُ بِذِكرِهِ»۱.
والإنصاف إنّنا إذا شئنا بيان معنى محبّة الخالق للمخلوق ، يتحتّم علينا أن نرى

1.مجمع البحرين : ۱ / ۳۴۸ .


المحبّة في الكتاب و السنّة
288

هذا . . . تَوبَةَ . . . عالِمٍ بِأَنَّ العَفوَ عَنِ الذَّنبِ العَظيمِ لا يَتَعاظَمُكَ . . . وأنَّ أحَبَّ عِبادِكَ إلَيكَ مَن تَرَكَ الاِستِكبارَ عَلَيكَ ، وجانَبَ الإِصرارَ ، ولَزِمَ الاِستِغفارَ . ۱

۱۱۷۱.الإمام عليّ عليه السلام :أفضَلُ الخَلقِ أقضاهُم بِالحَقِّ ، وأحَبُّهُم إلَى اللّهِ سُبحانَهُ أقوَلُهُم لِلصِّدقِ . ۲

۱۱۷۲.الإمام الصادق عليه السلام :أحَبُّ العِبادِ إلَى اللّهِ عز و جل رَجُلٌ صَدوقٌ فِي حَديثِهِ ، مُحافِظٌ عَلى صَلَواتِهِ ومَا افتَرَضَ اللّهُ عَلَيهِ ، مَعَ أداءِ الأَمانَةِ . ۳

1.الصحيفة السجّادية : ۵۵ الدعاء ۱۲ .

2.غرر الحكم : ۳۳۲۳ .

3.الأمالي للصدوق : ۳۷۱ / ۴۶۷ ، الاختصاص : ۲۴۲ كلاهما عن الحسين بن أبي العلاء ، مشكاة الأنوار : ۵۳ و ص ۸۲ ، روضة الواعظين : ۴۰۸ ، بحار الأنوار : ۷۵ / ۱۱۴ / ۴ .

  • نام منبع :
    المحبّة في الكتاب و السنّة
    المساعدون :
    التقديري، محمد
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424 ق / 1382 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 154473
الصفحه من 456
طباعه  ارسل الي