345
المحبّة في الكتاب و السنّة

وأدَمتُ فِكرَتَهُ ، وأسهَرتُ لَيلَهُ ، وأظمَأتُ نَهارَهُ .
يا يَحيى ، أنَا جَليسُ قَلبِهِ ، وغايَةُ اُمنِيَّتِهِ وأمَلِهِ ، أهَبُ لَهُ كُلَّ يَومٍ وساعَةٍ فَيَتَقَرَّبُ مِنّي وأتَقَرَّبُ مِنهُ ، أسمَعُ كَلامَهُ ، واُجيبُ تَضَرُّعَهُ . فَوَعِزَّتي وجَلالي لَأَبعَثَنَّهُ مَبعَثا يَغبِطُهُ بِهِ النَّبِيّونَ وَالمُرسَلونَ ، ثُمَّ آمُرُ مُنادِيا يُنادي : هذا فُلانُ بنُ فُلانٍ ، وَلِيُّ اللّهِ وصَفِيُّهُ وخِيَرَتُهُ مِن خَلقِهِ دَعاهُ إلى زِيارَتِهِ ؛ لِيَشفِيَ صَدرَهُ مِنَ النَّظَرِ إلى وَجهِهِ الكَريمِ . ۱

۱۳۸۰.المحجّة البيضاء :في أخبارِ داودَ عليه السلام : إنَّ اللّهَ عز و جل أوحى إلَيهِ : يا داودُ ، إلى كَم تَذكُرُ الجَنَّةَ ولا تَسأَلُنِي الشَّوقَ إلَيَّ ؟!
قالَ : يا رَبِّ ، مَنِ المُشتاقونَ إلَيكَ ؟
قالَ : إنَّ الُمشتاقينَ إلَيَّ الَّذينَ صَفَّيتُهُم مِن كُلِّ كَدَرٍ ، وأنبَهتُهُم بِالحَذَرِ ، وخَرَقتُ مِن قُلوبِهِم إلَيَّ خَرقا يَنظُرونَ إلَيَّ . . .
يا داودُ ، إنّي خَلَقتُ قُلوبَ المُشتاقينَ مِن رِضواني ، ونَعَّمتُها بِنورِ وَجهي ، وَاتَّخَذتُهُم لِنَفسي مُحَدَّثينَ ، وجَعَلتُ أبدانَهُم مَوضِعَ نَظَري إلَى الأَرضِ ، وقَطَعتُ مِن قلُوبِهِم طَريقا يَنظُرونَ بِهِ إلَيَّ ، يَزدادونَ في كُلِّ يَومٍ شَوقا . ۲

۱۳۸۱.الإمام عليٌّ عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يَزورُ أهلُ الجَنَّةِ الرَّبَّ تَبارَكَ وتَعالى في كُلِّ يَومِ جُمُعَةٍ، وذَكَرَ ما يُعطَونَ ، قالَ : ثُمَّ يَقولُ اللّهُ تَعالى : اِكشِفُوا الحُجُبَ . فَيَكشِفوا حِجابا ثُمَّ حِجابا حَتّى يَتَجَلّى لَهُم تَبارَكَ وتَعالى عَن وَجهِهِ فَكَأَنَّهُم لَم يَرَوا نِعمَةً قَبلَ ذلِكَ ، وهُوَ قَوله تَعالى : «وَ لَدَيْنَا مَزِيدٌ » . ۳

۱۳۸۲.المحجّة البيضاء :في أخبارِ داودَ : . . . قُل لِعِبادِيَ المُتَوَجِّهينَ إلَيَّ بَمَحَبَّتي : ما

1.حلية الأولياء : ۱۰ / ۸۲ .

2.المحجّة البيضاء: ۸ / ۵۹ .

3.كنز العمّال : ۲ / ۵۰۹ / ۴۶۱۴ نقلاً عن أبي القاسم اللالكائي .


المحبّة في الكتاب و السنّة
344

الدُّنيا وما فيها كَما يُحَذِّرُ الرّاعي غَنَمَهُ مِن مَراتِعِ الهَلَكَةِ .
فَإِذا كانَ هكَذا يَفِرُّ مِنَ النّاسِ فِرارا ، ويَنقُلُ مِن دارِ الفَناءِ إلى دارِ البَقاءِ ، ومِن دارِ الشَّيطانِ إلى دارِ الرَّحمنِ . يا أحمَدُ ، لاَُزَيِّنُهُ بِالهَيبَةِ وَالعَظَمَةِ .
فَهذا هُوَ العَيشُ الهَنيءُ وَالحَياةُ الباقِيَةُ ، وهذا مَقامُ الرّاضينَ .
فَمَن عَمِلَ بِرِضائي ألزِمُهُ ثَلاثَ خِصالٍ : اُعَرِّفُهُ شُكرا لا يُخالِطُهُ الجَهلُ ، وذِكرا لا يُخالِطُهُ النِّسيانُ ، ومَحَبَّةً لا يُؤثِرُ عَلى مَحَبَّتي مَحَبَّةَ المَخلوقينَ . فَإِذا أحَبَّني أحبَبتُهُ ، وأفتَحُ عَينَ قَلبِهِ إلى جَلالي ، فَلا اُخفي عَلَيهِ خاصَّةَ خَلقي ، فَاُناجيهِ في ظُلَمِ اللَّيلِ ونورِ النَّهارِ حَتّى يَنقَطِعَ حَديثُهُ مِنَ المَخلوقينَ ومُجالَسَتُهُ مَعَهُم ، واُسمِعُهُ كَلامي وكَلامَ مَلائِكَتي ، واُعَرِّفُهُ السِّرَّ الَّذي سَتَرتُهُ عَن خَلقي . ۱

۱۳۷۸.الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ اللّهَ أوحى إلى موسى عليه السلام : مَن أحَبَّ حَبيبا أنِسَ بِهِ ، ومَن أنِسَ بِحَبيبٍ صَدَّقَ قَولَهُ ورَضِيَ فِعلَهُ ، ومَن وَثَقَ بِحَبيبٍ اِعتَمَدَ عَلَيهِ ، ومَنِ اشتاقَ إلى حَبيبٍ جَدَّ فِي السَّيرِ إلَيهِ . يا موسى ، ذِكري لِلذّاكِرينَ ، وزِيارَتي لِلمُشتاقينَ ، وجَنَّتي لِلمُطيعينَ ، وأنَا خاصَّةً لِلمُحِبّينَ . ۲

۱۳۷۹.حلية الأولياء عن إبراهيم بن أدهم :إنَّ اللّهَ تَعالى أوحى إلى يَحيَى بنِ زَكَرِيّا عليهماالسلام : يا يَحيى ، إنّي قَضَيتُ عَلى نَفسي أن لا يُحِبَّني عَبدٌ مِن عِبادي أعلَمُ ذلِكَ مِنهُ إلاّ كُنتُ سَمعَهُ الَّذي يَسمَعُ بِهِ ، وبَصَرَهُ الَّذي يُبصِرُ بِهِ ، ولِسانَهُ الَّذي يَتَكَلَّمُ بِهِ ، وقَلبَهُ الَّذي يَفهَمُ بِهِ . فَإِذا كانَ ذلِكَ كَذلِكَ بَغَّضتُ إلَيهِ الاِشتِغالَ بِغَيري ،

1.إرشاد القلوب : ۲۰۴ ، بحار الأنوار : ۷۷ / ۲۸ / ۶ .

2.إرشاد القلوب : ۱۰۰ ، عدّة الداعي : ۲۳۷ ، أعلام الدين : ۲۷۹ كلاهما عن وهب بن منبّه نحوه وفيهما «أوحى اللّه إلى داود عليه السلام » ، بحار الأنوار : ۷۷ / ۴۲ / ۱۰ ، راجع : الترغيب / فضل محبّة اللّه .

  • نام منبع :
    المحبّة في الكتاب و السنّة
    المساعدون :
    التقديري، محمد
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424 ق / 1382 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 153255
الصفحه من 456
طباعه  ارسل الي