83
المحبّة في الكتاب و السنّة

إلَى المَعاصي وَ الذُّنوبِ فَهُوَ خَيرٌ مِنّي ، و إن كانَ تِربَكَ فَقُل : أنَا عَلى يَقينٍ مِن ذَنبي و في شَكٍّ مِن أمرِهِ فَما لي أدَعُ يَقيني لِشَكّي، وإن رَأَيتَ المُسلِمينَ يُعَظِّمونَكَ و يُوَقِّرونَكَ و يُبَجِّلونَكَ فَقُل: هذا فَضلٌ أخَذوا بِهِ ، و إن رَأَيتَ مِنهُم جَفاءً وَانقِباضا عَنكَ فَقُل : هذا ذَنبٌ أحدَثتُهُ ؛ فَإِنَّكَ إذا فَعَلتَ ذلِكَ سَهُلَ عَلَيكَ عَيشُكَ ، و كَثُرَ أصدِقاؤُكَ ، و قَلَّ أعداؤُكَ ، و فَرِحتَ بِما يَكونُ مِن بِرِّهِم، و لَم تَأسَف على ما يَكونُ مِن جَفائِهِم .
وَ اعلَم أنَّ أكرَمَ النّاسِ عَلَى النّاسِ مَن كانَ خَيرُهُ عَلَيهِم فائِضا ، و كانَ عَنهُم مُستَغنِيا مُتَعَفِّفا . و أكرَمَ النّاسِ بَعدَهُ عَلَيهِم مَن كانَ مُتَعَفِّفا و إن كانَ إلَيهِم مُحتاجا ؛ فَإِنَّما أهلُ الدُّنيا يَتَعَقَّبونَ الأَموالَ ، فَمَن لَم يَزدَحِمهُم فيما يَتَعَقَّبونَهُ كَرُمَ عَلَيهِم ، و مَن لَم يَزدَحِمهُم فيها و مَكَّنَهُم مِن بَعضِها كانَ أعَزَّ و أكرَمَ . ۱

۳۲۱.الإمام الصادق عليه السلام :ثَلاثَةٌ تورِثُ المَحَبَّةَ : الدّينُ ، وَالتَّواضُعُ ، وَالبَذلُ . ۲

۳۲۲.الإمام العسكريّ عليه السلام :مَن كانَ الوَرَعُ سَجِيَّتَهُ وَالكَرَمُ طَبيعَتَهُ وَالحِلمُ خَلَّتَهُ ، كَثُرَ صَديقُهُ وَالثَّناءُ عَلَيهِ ، وَانتَصَرَ مِن أعدائِهِ بِحُسنِ الثَّناءِ عَلَيهِ . ۳

1.تنبيه الخواطر: ۲ / ۹۳ ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام : ۲۵ / ۸ ، بحار الأنوار: ۷۱ / ۲۲۹ / ۶ .

2.تحف العقول : ۳۱۶ ، غرر الحكم : ۴۶۷۸ وفيه «السخاء» بدل «البذل» ، بحار الأنوار : ۷۸ / ۲۲۹ / ۴ .

3.أعلام الدين : ۳۱۴ ، بحار الأنوار : ۷۸ / ۳۷۹ / ۴ .


المحبّة في الكتاب و السنّة
82

۳۱۹.عنه عليه السلام :ثَلاثٌ يوجِبنَ المَحَبَّةَ : حُسنُ الخُلُقِ ، وحُسنُ الرِّفقِ ، وَالتَّواضُعُ . ۱

۳۲۰.الإمام الباقر عليه السلام :دَخَلَ مُحَمَّدُ بنُ شِهابٍ الزُّهرِيُّ عَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام و هُوَ كَئيبٌ حَزينٌ ، فَقالَ لَهُ زَينُ العابِدينَ عليه السلام : ما بالُكَ مَغموما مَهموما ؟
قالَ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، غُمومٌ وهُمومٌ تَتَوالى عَلَيَّ ؛ لِمَا امتُحِنتُ بِهِ مِن حُسّادِ نِعَمي وَ الطّامِعينَ فِيَّ و مِمَّن أرجوهُ ومِمَّن أحسَنتُ إلَيهِ ، فَتَخَلَّفَ ظَنّي .
فَقالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ الحُسيَنِ عليه السلام : اِحفَظ عَلَيكَ لِسانَكَ ؛ تَملِك بِهِ إخوانَكَ .
قالَ الزُّهرِيُّ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، إنّي اُحسِنُ إلَيهِم بِما يُبذَرُ مِن كَلامي .
قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : هَيهاتَ ، إيّاكَ أن تُعجَبَ مِن نَفسِكَ بِذلِكَ، و إيّاكَ أن تَتَكَلَّمَ بِما يَسبِقُ إلَى القُلوبِ إنكارُهُ و إن كانَ عِندَكَ اعتِذارُهُ ؛ فَلَيسَ كُلُّ مَن تُسمِعُهُ نُكرا يُمكِنُكَ أن توسِعَهُ عُذرا .
ثُمَّ قالَ : يا زُهرِيُّ ، مَن لَم يَكُن عَقلُهُ مِن أكمَلِ ما فيهِ كانَ هَلاكُهُ مِن أيسَرِ ما فيهِ .
ثُمَّ قالَ : يا زُهرِيُّ ، أما عَلَيكَ أن تَجعَلَ المُسلِمينَ مِنكَ بِمَنزِلَةِ أهلِ بَيتِكَ ؛ فَتَجعَلَ كَبيرَهُم بِمَنزِلَةِ والِدِكَ ، و تَجعَلَ صَغيرَهُم بِمَنزِلَةِ وَلَدِكَ ، و تَجعَلَ تِربَكَ مِنهُم بِمَنزِلَةِ أخيكَ ! فَأَيُّ هؤُلاءِ تُحِبُّ أن تَظلِمَ ؟! وأيُّ هؤُلاءِ تُحِبُّ أن تَدعُوَ عَلَيهِ ؟! وأيُّ هؤُلاءِ تُحِبُّ أن تَهتِكَ سِترَهُ ؟! فَإِن عَرَضَ لَكَ إبليسُ لَعَنَهُ اللّهُ بِأَنَّ لَكَ فَضلاً عَلى أحَدٍ مِن أهلِ القِبلَةِ ، فَانظُر ؛ إن كانَ أكبَرَ مِنكَ فَقُل : قَد سَبَقَني إلَى الإيمانِ وَ العَمَلِ الصّالِحِ فَهُوَ خَيرٌ مِنّي ، و إن كانَ أصغَرَ مِنكَ فَقُل : سَبَقتُهُ

1.غرر الحكم : ۴۶۸۴ .

  • نام منبع :
    المحبّة في الكتاب و السنّة
    المساعدون :
    التقديري، محمد
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424 ق / 1382 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 153149
الصفحه من 456
طباعه  ارسل الي