103
شهر الله في الكتاب و السنّة

ميزانَهُ يَومَ تَخَفَّفُ المَوازينُ ، ومَن تَلا فيهِ آيَةً مِنَ القُرآنِ كانَ لَهُ مِثلُ أجرِ مَن خَتَمَ القُرآنَ في غَيرِهِ مِنَ الشُّهورِ .
أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ أبوابَ الجِنانِ في هذا الشَّهرِ مُفَتَّحَةٌ ، فَاسأَلوا رَبَّكُم ألاّ يُغلِقَها عَلَيكُم ، وأبوابَ النّيرانِ مُغَلَّقَةٌ فَاسأَلوا رَبَّكُم ألاّ يَفتَحَها عَلَيكُم ، وَالشَّياطينَ مَغلولَةٌ فَاسأَلوا رَبَّكُم ألاّ يُسَلِّطَها عَلَيكُم» .
قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : فَقُمتُ فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما أفضَلُ الأَعمالِ في هذا الشَّهرِ؟
فَقالَ : «يا أبَا الحَسَنِ ، أفضَلُ الأَعمالِ في هذَا الشَّهرِ الوَرَعُ عَن مَحارِمِ اللّهِ عز و جل » .
ثُمَّ بَكى ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما يُبكيكَ؟
فَقالَ : «يا عَلِيُّ ، أبكي لِما يُستَحَلُّ مِنكَ في هذا الشَّهرِ ، كَأَنّي بِكَ وأنتَ تُصَلّي لِرَبِّكَ ، وقَدِ انبَعَثَ أشقَى الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، شَقيقُ عاقِرِ ناقَةِ ثَمودَ ، فَضَرَبَكَ ضَربَةً عَلى فَرقِكَ (قَرنِكَ) فَخَضَّبَ مِنها لِحيَتَكَ» .
قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ وذلِكَ في سَلامَةٍ مِن ديني؟
فَقالَ : «في سَلامَةٍ مِن دينِكَ» .
ثُمَّ قالَ صلى الله عليه و آله : «يا عَلِيُّ ، مَن قَتَلَكَ فَقَد قَتَلَني ، ومَن أبغَضَكَ فَقَد أبغَضَني ، ومَن سَبَّكَ فَقَد سَبَّني ؛ لِأَنَّكَ مِنّي كَنَفسي ، وَروحُكَ مِن روحي ، وَطينَتُكَ مِن طينَتي . إنَّ اللّهَ ـ تَبارَكَ وَتَعالى ـ خَلَقَني وإيّاكَ ، وَاصطَفاني وَإيّاكَ ، وَاختارَني لِلنُّبُوَّةِ وَاختارَكَ لِلإِمامَةِ ، وَمَن أنكَرَ إمامَتَكَ فَقَد أنكَرَني نُبُوَّتي .
يا عَلِيُّ ، أنتَ وَصِيِّي ، وأبو وُلدي ، وزَوجُ ابنَتي ، وخَليفَتي عَلى اُمَّتي في حَياتي وبَعدَ مَوتي ، أمرُكَ أمري ونَهيُكَ نَهيي . اُقسِمُ بِالَّذي بَعَثَني بِالنُّبُوَّةِ


شهر الله في الكتاب و السنّة
102

وَاحفَظوا ألسِنَتَكُم ، وغُضّوا عَمّا لا يَحِلُّ النَّظَرُ إلَيهِ أبصارَكُم ، وعَمّا لا يَحِلُّ الاِستِماعُ إلَيهِ أسماعَكُم ، وتَحَنَّنوا عَلى أيتامِ النّاسِ يُتَحَنَّن عَلى أيتامِكُم ، وتوبوا إلَى اللّهِ مِن ذُنوبِكُم ، وَارفَعوا إلَيهِ أيدِيَكُم بِالدُّعاءِ في أوقاتِ صَلَواتِكُم ؛ فَإِنَّها أفضَلُ السّاعاتِ ، يَنظُرُ اللّهُ عز و جل فيها بِالرَّحمَةِ إلى عِبادِهِ ، يُجيبُهُم إذا ناجَوهُ ، ويُلَبّيهِم إذا نادَوهُ ويَستَجيبُ لَهُم إذا دَعَوهُ .
يا أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ أنفُسَكُم مَرهونَةٌ بِأَعمالِكُم فَفُكّوها بِاستِغفارِكُم ، وظُهورَكُم ثَقيلَةٌ مِن أوزارِكُم ۱ فَخَفِّفوا عَنها بِطولِ سُجودِكُم ، وَاعلَموا أنَّ اللّهَ ـ تَعالى ذِكرُهُ ـ أقسَمَ بِعِزَّتِهِ ألاّ يُعَذِّبَ المُصَلّينَ وَالسّاجِدينَ ، ولا يُرَوِّعَهُم بِالنّارِ يَومَ يَقومُ النّاسُ لِرَبِّ العالَمينَ .
أيُّهَا النّاسُ ، مَن فَطَّرَ مِنكُم صائِما مُؤمِنا في هذا الشَّهرِ كانَ لَهُ بِذلِكَ عِندَ اللّهِ عِتقُ نَسَمَةٍ ومَغفِرَةٌ لِما مَضى مِن ذُنوبِهِ» .
فَقيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، ولَيسَ كُلُّنا يَقدِرُ عَلى ذلِكَ!
فَقالَ صلى الله عليه و آله : «اِتَّقُوا النّارَ ولَو بِشِقِّ تَمرَةٍ ، اِتَّقُوا النّارَ ولَو بِشَربَةٍ مِن ماءٍ .
أيُّهَا النّاسُ ، مَن حَسَّنَ مِنكُم في هذا الشَّهرِ خُلُقَهُ كانَ لَهُ جَوازا عَلَى الصِّراطِ يَومَ تَزِلُّ فيهِ الأَقدامُ ، ومَن خَفَّفَ في هذا الشَّهرِ عَمّا مَلَكَت يَمينُهُ خَفَّفَ اللّهُ عَنهُ حِسابَهُ ، ومَن كَفَّ فيهِ شَرَّهُ كَفَّ اللّهُ فيهِ غَضَبَهُ يَومَ يَلقاهُ ، ومَن أكرَمَ فيهِ يَتيما أكرَمَهُ اللّهُ يَومَ يَلقاهُ ، ومَن وَصَلَ فيهِ رَحِمَهُ وَصَلَهُ اللّهُ بِرَحمَتِهِ يَومَ يَلقاهُ ، ومَن قَطَعَ رَحِمَهُ قَطَعَ اللّهُ عَنهُ رَحمَتَهُ يَومَ يَلقاهُ ، ومَن تَطَوَّعَ فيهِ بِصَلاةٍ كُتِبَ لَهُ بَراءَةٌ مِنَ النّارِ ، ومَن أدّى فيهِ فَرضا كانَ لَهُ ثَوابُ مَن أدّى سَبعينَ فَريضَةً فيما سِواهُ مِنَ الشُّهورِ ، ومَن أكثَرَ فيهِ مِنَ الصَّلاةِ عَلَيَّ ثَقَّلَ اللّهُ

1.الوِزر : الذنب والإثم (النهاية : ۵ / ۱۷۹) .

  • نام منبع :
    شهر الله في الكتاب و السنّة
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424 ق / 1382 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 178863
الصفحه من 628
طباعه  ارسل الي