105
شهر الله في الكتاب و السنّة

ولا غِنى بِكُم عَن أربَعِ خِصالٍ : خَصلَتانِ تُرضونَ اللّهَ عز و جل بِهِما ، وخَصلَتانِ لاغِنى بِكُم عَنهُما ، فَأَمَّا اللَّتانِ تُرضونَ اللّهَ عز و جل بِهِما : فَشَهادَةُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّهُ ، وأنَّني رَسولُ اللّهِ .
وأمَّا اللَّتانِ لا غِنى بِكُم عَنهُما : فَتَسأَلونَ اللّهَ فيهِ حَوائِجَكُم وَالجَنَّةَ ، وتَسأَلونَ اللّهَ العافِيَةَ ، وتَعوذونَ بِاللّهِ مِنَ النّارِ» . ۱

۲۲۰.دعائم الإسلام :عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أنَّهُ خَطَبَ النّاسَ آخِرَ يَومٍ مِن شَعبانَ ، فَقالَ :
«أيُّهَا النّاسُ ، إنَّهُ قَد أظَلَّكُم ۲ شَهرٌ عَظيمٌ ، شَهرٌ مُبارَكٌ ، شَهرٌ فيهِ لَيلَةٌ العَمَلُ فيها خَيرٌ مِنَ العَمَلِ في ألفِ شَهرٍ . مَن تَقَرَّبَ فيهِ بِخَصلَةٍ مِن خِصالِ الخَيرِ كانَ كَمَن أدّى فَريضَةً فيما سِواهُ ، ومَن أدّى فيهِ فَريضَةً كانَ كَمَن أدّى سَبعينَ فَريضَةً فيما سِواهُ . وهُوَ شَهرُ الصَّبرِ ؛ وَالصَّبرُ ثَوابُهُ الجَنَّةُ ، وشَهرُ المُواساةِ ، شَهرٌ يُزادُ فيهِ في رِزقِ المُؤمِنِ ؛ مَن فَطَّرَ فيهِ صائِما كانَ لَهُ مَغفِرَةٌ لِذُنوبِهِ وعِتقُ رَقَبَتِهِ مِنَ النّارِ ، وكانَ لَهُ مِثلُ أجرِهِ مِن غَيرِ أن يَنقُصَ مِن أجرِهِ شَيءٌ» .
فَقالَ بَعضُ القَومِ : يا رَسولَ اللّهِ ، لَيسَ كُلُّنا يَجِدُ ما يُفَطِّرُ الصّائِمَ!
فَقالَ صلى الله عليه و آله : «يُعطِي اللّهُ هذا الثَّوابَ مَن فَطَّرَ صائِما عَلى مَذقَةِ لَبَنٍ أو تَمرَةٍ أو شَربَةِ ماءٍ ، ومَن أشبَعَ صائِما سَقاهُ اللّهُ مِن حَوضي شَربَةً لا يَظمَأُ بَعدَها . وهُوَ شَهرٌ أوَّلُهُ رَحمَةٌ ، وأوسَطُهُ مَغفِرَةٌ ، وآخِرُهُ عِتقٌ مِنَ النّارِ ؛ مَن خَفَّفَ عَن مَملوكِهِ فيهِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ وأعتَقَهُ مِنَ النّارِ . وَاستَكثِروا فيهِ مِن أربَعِ خِصالٍ ؛ خَصلَتانِ تُرضونَ بِهِما رَبَّكُم ، وخَصلَتانِ لا غِنى بِكُم عَنهُما ، فَأَمَّا الخَصلَتانِ

1.المذقة : الشربة من اللبن ، والمذيق : اللبن الممزوج بالماء (لسان العرب : ۱۰ / ۳۳۹) .

2.أي أقبل عليكم ودنا منكم ، كأنّه ألقى عليكم ظِلّه (النهاية : ۳ / ۱۶۰) .


شهر الله في الكتاب و السنّة
104

وجَعَلَني خَيرَ البَرِيَّةِ ، إنَّكَ لَحُجَّةُ اللّهِ عَلى خَلقِهِ ، وأمينُهُ عَلى سِرِّهِ ، وَخَليفَتُهُ عَلى عِبادِهِ» . ۱

۲۱۹.الإمام الباقر عليه السلام :خَطَبَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله النّاسَ في آخِرِ جُمُعَةٍ مِن شَعبانَ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
«أيُّهَا النّاسُ ، قَد أظَلَّكُم شَهرٌ فيهِ لَيلَةٌ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ ، وهُوَ شَهرُ رَمَضانَ ؛ فَرَضَ اللّهُ عز و جل صِيامَهُ ، وجَعَلَ قِيامَ لَيلِهِ نافِلَةً ، فَمَن تَطَوَّعَ بِصَلاةِ لَيلَةٍ فيهِ كانَ كَمَن تَطَوَّعَ بِسَبعينَ لَيلَةً فيما سِواهُ مِنَ الشُّهورِ ، وجَعَلَ لِمَن تَطَوَّعَ فيهِ بِخَصلَةٍ مِن خِصالِ الخَيرِ وَالبِرِّ كَأَجرِ مَن أَدّى فَريضَةً مِن فَرائِضِ اللّهِ تَعالى ، ومَن أدّى فيهِ فَريضَةً مِن فَرائِضِ اللّهِ تَعالى كانَ كَمَن أدّى سَبعينَ فَريضَةً مِن فَرائِضِ اللّهِ تَعالى فيما سِواهُ مِنَ الشُّهورِ .
وهُوَ شَهرُ الصَّبرِ ، وإنَّ الصَّبرَ ثَوابُهُ الجَنَّةُ ، وهُوَ شَهرُ المُواساةِ ، وهُوَ شَهرٌ يَزيدُ اللّهُ في رِزقِ المُؤمِنِ فيهِ ، ومَن فَطَّرَ فيهِ مُؤمِنا صائِما كانَ لَهُ عِندَ اللّهِ بِذلِكَ عِتقُ رَقَبَةٍ ومَغفِرَةٌ لِذُنوبِهِ فيما مَضَى» .
فَقيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، لَيسَ كُلُّنا يَقدِرُ عَلى أن يُفَطِّرَ صائِما !
فَقالَ : «إنَّ اللّهَ كَريمٌ يُعطي هذا الثَّوابَ لِمَن لا يَقدِرُ إلاّ عَلى مَذقَةٍ ۲ مِن لَبَنٍ يُفَطِّرُ بِها صائِما ، أو شَربَةِ ماءٍ عَذبٍ ، أو تَمَراتٍ ، لا يَقدِرُ عَلى أكثَرَ مِن ذلِكَ .
ومَن خَفَّفَ فيهِ عَن مَملوكِهِ خَفَّفَ اللّهُ عَنهُ حِسابَهُ .
وهُوَ شَهرٌ أوَّلُهُ رَحمَةٌ ، وأوسَطُهُ مَغفِرَةٌ ، وآخِرُهُ الإِجابَةُ وَالعِتقُ مِنَ النّارِ .

1.فضائل الأشهر الثلاثة : ۷۷ / ۶۱ ، الأمالي للصدوق : ۱۵۴ / ۱۴۹ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ۱ / ۲۹۵ / ۵۳ ، الإقبال : ۱ / ۲۶ كلّها عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، بحار الأنوار : ۹۶ / ۳۵۶ / ۲۵ .

2.خ ل : فَسيح .

  • نام منبع :
    شهر الله في الكتاب و السنّة
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424 ق / 1382 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 175828
الصفحه من 628
طباعه  ارسل الي