159
شهر الله في الكتاب و السنّة

راغِبينَ راهِبينَ ، قَد طَهَّرتُمُ القُلوبَ مِنَ العُيوبِ ، وتَقَدَّسَت سَرائِرُكُم مِنَ الخُبثِ ، ونَظَّفتَ الجِسمَ مِنَ القاذوراتِ ، وتَبَرَّأتَ إلَى اللّهِ مِن عَداهُ ، ووالَيتَ اللّهَ في صَومِكَ بِالصَّمتِ مِن جَميعِ الجِهاتِ مِمّا قَد نَهاكَ اللّهُ عَنهُ فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ ، وخَشيتَ اللّهَ حَقَّ خَشيَتِهِ في سِرِّكَ وعَلانِيَتِكَ ، ووَهَبتَ نَفَسكِ للّهِِ في أيّامِ صَومِكَ ، وفَرَّغتَ قَلبَكَ لَهُ ، ووَهَبتَ نَفسَكَ لَهُ فيما أمَرَكَ ودَعاكَ إلَيهِ .
فَإِذا فَعَلتَ ذلِكَ كُلَّهُ فَأَنتَ صائِمٌ للّهِِ بِحَقيقَةِ صَومِهِ ، صانِعٌ لِما أمَرَكَ ، وكُلَّما نَقَصتَ مِنها شَيئا فيما بَيَّنتُ لَكَ فَقَد نَقَصَ مِن صَومِكَ بِمِقدارِ ذلِكَ . ۱

۳۰۷.مصباح الشريعةفي ما نسب إلى الصّادِقُ عليه السلام ـ: إذا صُمتَ فَانوِ بِصَومِكَ كَفَّ النَّفسِ عَنِ الشَّهَواتِ ، وقَطعَ الهِمَّةِ عَن خُطُواتِ الشَّيطانِ ، وأنزِل نَفسَكَ مَنزِلَةَ المَرضى لا تَشتَهي طَعاما ولا شَرابا ، مُتَوَقِّعا في كُلِّ لَحظَةٍ شِفاءَكَ مِن مَرَضِ الذُّنوبِ ، وطَهِّر باطِنَكَ مِن كُلِّ كَدَرٍ وغَفلَةٍ وظُلمَةٍ يَقطَعُكَ عَن مَعنَى الإِخلاصِ لِوَجهِ اللّهِ تَعالى . ۲

۳۰۸.الفقه المنسوب للإمام الرضا عليه السلام :قَد جَعَلَ اللّهُ عَلى كُلِّ جارِحَةٍ حَقّا لِلصِّيامِ ؛ فَمَن أدّى حَقَّها كانَ صائِما ، ومَن تَرَكَ شَيئا مِنها نَقَصَ مِن فَضلِ صَومِهِ بِحَسَبِ ما تَرَكَ مِنها . ۳

۳۰۹.عد السعود :س مِن سُنَنِ إدريسَ عليه السلام : إذا دَخَلتُم فِي الصِّيامِ طَهِّروا نُفوسَكُم مِن كُلِّ دَنَسٍ ونَجَسٍ ، وصوموا للّهِِ بِقُلوبٍ خالِصَةٍ صافِيَةٍ مُنَزَّهَةٍ عَنِ الأَفكارِ السَّيِّئَةِ وَالهَواجِسِ المُنكَرَةِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ يحيس ۴ القُلوبَ اللَّطِخَةَ وَالنِّيّاتِ

1.النوادر للأشعري : ۲۱ / ۱۰ عن جرّاح المدائني ، بحار الأنوار : ۹۶ / ۲۹۲ ذيل ح ۱۶ .

2.مصباح الشريعة : ۱۳۳ ، بحار الأنوار : ۹۶ / ۲۵۴ / ۲۸ .

3.الفقه المنسوب للإمام الرضا عليه السلام : ۲۰۲ ، بحار الأنوار : ۹۶ / ۲۹۱ / ۱۳ .

4.خ ل : قَوْلُ .


شهر الله في الكتاب و السنّة
158

وَالقَبيحِ ، ودَعِ المِراءَ ۱ وأذَى الخادِمِ ، وَليَكُن عَلَيكَ وَقارُ الصِّيامِ ، ولا تَجعَل يَومَ صَومِكَ كَيَومِ فِطرِكَ . ۲

۳۰۶.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ الصِّيامَ لَيسَ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ وَحدَهُ ؛ إنَّما لِلصَّومِ شَرطٌ يَحتاجُ أن يُحفَظَ حَتّى يَتِمَّ الصَّومُ ؛ وهُوَ الصَّمتُ الدّاخِلُ ، أما تَسمَعُ ما قالَت مَريَمُ بِنتُ عِمرانَ : « إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا » ؟! يَعني صَمتا .
فَإِذا صُمتُم فَاحفَظوا ألسِنَتَكُم عَنِ الكَذِبِ ، وغُضّوا أبصارَكُم ، ولا تَنازَعوا ، ولا تَحاسَدوا ، ولا تَغتابوا ، ولا تَمارَوا ، ولا تَكذِبوا ، ولا تُباشِروا ، ولا تَخالَفوا ، ولا تَغاضَبوا ، ولا تَسابّوا ، ولا تَشاتَموا ، ولا تَفاتَروا ۳ ، ولا تَجادَلوا ، ولا تَنادّوا ۴ ، ولا تَظلِموا ، ولا تَسافَهوا ، ولا تَضاجَروا ، ولا تَغفُلوا عَن ذِكرِ اللّهِ وعَنِ الصَّلاةِ .
وَالزَمُوا الصَّمتَ وَالسُّكوتَ ، وَالحِلمَ وَالصَّبرَ وَالصِّدقَ ، ومُجانَبَةَ أهلِ الشَّرِّ .
وَاجتَنِبوا قَولَ الزّورِ وَالكَذِبَ وَالفَريَ ، وَالخُصومَةَ وظَنَّ السّوءِ ، وَالغيبَةَ وَالنَّميمَةَ .
وكونوا مُشرِفينَ عَلَى الآخِرَةِ ، مُنتَظِرينَ لِأَيّامِكُم ، مُنتَظِرينَ لِما وَعَدَكُمُ اللّهُ ، مُتَزَوِّدينَ لِلِقاءِ اللّهِ ، وعَلَيكُمُ السَّكينَةَ وَالوَقارَ ، وَالخُشوعَ وَالخُضوعَ وذُلَّ العَبدِ الخائِفِ مِن مَولاهُ ، حائِرينَ خائِفينَ راجينَ ، مَرغوبينَ مَرهوبينَ ،

1.المِراء : الجدال (النهاية : ۴ / ۳۲۲) .

2.الكافي : ۴/۸۷/۳ ، تهذيب الأحكام : ۴/۱۹۴/۵۵۳ وح ۵۵۵ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ۲/۱۰۸/۱۸۵۷ عن أبي بصير وص ۱۰۹ / ۱۸۶۲ ، الإقبال : ۱ / ۱۹۵ ، مصباح المتهجّد : ۶۲۷ ، وفيه إلى «ولا تحاسدوا» .

3.الفترة : حال سكون وتقليل من العبادات والمجاهدات (النهاية : ۳ / ۴۰۸) .

4.أي لا تتنافروا ولا تتخالفوا ولا تتفرّقوا . قال ابن منظور : ندَّ البعيرُ : إذا شرد ، وندّت الإبل وتنادّت : نفرت وذهبت شرودا (لسان العرب : ۳ / ۴۱۹) .

  • نام منبع :
    شهر الله في الكتاب و السنّة
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424 ق / 1382 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 156516
الصفحه من 628
طباعه  ارسل الي