199
شهر الله في الكتاب و السنّة

النَّجاةَ في عَرصَةِ القِيامَةِ ، وذَريعَةً نَقدُمُ بِها عَلى نَعيمِ دارِ المُقامَةِ .
اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاحطُط بِالقُرآنِ عَنّا ثِقلَ الأَوزارِ ، وهَب لَنا حُسنَ شَمائِلِ الأَبرارِ ، وَاقفُ بِنا آثارَ الَّذينَ قاموا لَكَ بِهِ آناءَ اللَّيلِ وأطرافَ النَّهارِ ، حَتّى تُطَهِّرَنا مِن كُلِّ دَنَسٍ بِتَطهيرِهِ ، وتَقفُوَ بِنا آثارَ الَّذينَ استَضاؤوا بِنورِهِ ، ولَم يُلهِهِمُ الأَمَلُ عَنِ العَمَلِ فَيَقطَعَهُم بِخُدَعِ غُرورِهِ .
اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجعَلِ القُرآنَ لَنا في ظُلَمِ اللَّيالي مُؤنِساً ، ومِن نَزَغاتِ الشَّيطانِ وخَطَراتِ الوَسواسِ حارِساً ، ولِأَقدامِنا عَن نَقلِها إلَى المَعاصي حابِساً ، ولِأَلسِنَتِنا عَنِ الخَوضِ فِي الباطِلِ مِن غَيرِ ما آفَةٍ مُخرِساً ، ولِجَوارِحِنا عَنِ اقتِرافِ الآثامِ زاجِراً ، ولِما طَوَتِ الغَفلَةُ عَنّا مِن تَصَفُّحِ الاِعتِبارِ ناشِراً ۱ ، حَتّى توصِلَ إلى قُلوبِنا فَهمَ عَجائِبِهِ ، وزاجِرَ أمثالِهِ الَّتي ضَعُفَتِ الجِبالُ الرَّواسي ـ عَلى صَلابَتِها ـ عَنِ احتِمالِهِ .
اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأدِم بِالقُرآنِ صَلاحَ ظاهِرِنا ، وَاحجُب بِهِ خَطَراتِ الوَسواسِ عَن صِحَّةِ ضَمائِرِنا ، وَاغسِل بِهِ دَرَنَ قُلوبِنا وعَلائِقَ أوزارِنا ، وَاجمَع بِهِ مُنتَشَرَ اُمورِنا ، وَاروِ بِهِ في مَوقِفِ العَرضِ ۲ عَلَيكَ ظَمَأَ هَواجِرِنا ۳ ، وَاكسُنا بِهِ حُلَلَ الأَمانِ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ في نُشورِنا .
اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجبُر بِالقُرآنِ خَلَّتَنا مِن عَدَمِ الإِملاقِ ، وسُق إلَينا بِهِ رَغَدَ العَيشِ وخِصبَ ۴ سَعَةِ الأَرزاقِ ، وجَنِّبنا بِهِ الضَّرائِبَ المَذمومَةَ ومَدانِيَ الأَخلاقِ ، وَاعصِمنا بِهِ مِن هُوَّةِ ۵ الكُفرِ ودَواعِي

1.في الإقبال : «ناشداً» .

2.في الإقبال : «الأرض».

3.الهاجرة : شدِّة الحرّ (القاموس المحيط : ۲ / ۱۵۸) .

4.في الإقبال : «وخضب» .

5.في مصباح المتهجّد : «هبوة» .


شهر الله في الكتاب و السنّة
198

اللّهُمّ إنَّكَ أنزَلتَهُ عَلى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ مُجمَلاً ۱ ، وألهَمتَهُ عِلمَ عَجائِبِهِ مُكمَلاً ۲ ، ووَرَّثتَنا عِلمَهُ مُفَسَّراً ۳ ، وفَضَّلتَنا عَلى مَن جَهِلَ عِلمَهُ ، وقَوَّيتَنا عَلَيهِ لِتَرفَعَنا فَوقَ مَن لَم يُطِق حَملَهُ .
اللّهُمّ فَكَما جَعَلتَ قُلوبَنا لَهُ حَمَلَةً ، وعَرَّفتَنا بِرَحمَتِكَ شَرَفَهُ وفَضلَهُ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ الخَطيبِ بِهِ ، وعَلى آلِهِ الخُزّانِ لَهُ ، وَاجعَلنا مِمَّن يَعتَرِفُ بِأَنَّهُ مِن عِندِكَ حَتّى لا يُعارِضَنَا الشَّكُّ في تَصديقِهِ ، ولا يَختَلِجَنَا ۴ الزَّيغُ عَن قَصدِ طَريقِهِ .
اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجعَلنا مِمَّن يَعتَصِمُ بِحَبلِهِ ، ويَأوي مِنَ المُتَشابِهاتِ إلى حِرزِ مَعقِلِهِ ويَسكُنُ في ظِلِّ جَناحِهِ ، ويَهتَدي بِضَوءِ صَباحِهِ ۵ ، ويَقتَدي بِتَبَلُّجِ ۶ إسفارِهِ ، ويَستَصبِحُ بِمِصباحِهِ ، ولا يَلتَمِسُ الهُدى في غَيرِهِ .
اللّهُمّ وكَما نَصَبتَ بِهِ مُحَمَّداً عَلَماً لِلدَّلالَةِ عَلَيكَ ، وأنهَجتَ بِآلِهِ سُبُلَ الرِّضا ۷ إلَيكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجعَلِ القُرآنَ وَسيلَةً لَنا إلى أشرَفِ مَنازِلِ الكَرامَةِ ، وسُلَّماً نَعرُجُ فيهِ إلى مَحَلِّ السَّلامَةِ ، وسَبَباً نَجزي بِهِ

1.في مصباح المتهجّد : «متفرّقاً» .

2.في مصباح المتهجّد : «مجملاً» .

3.قال السيّد ابن طاووس قدس سره في بداية هذا الدعاء : وسيأتي في هذا الفصل كلمات تختصّ بالنبيّ و الأئمّة عليه وعليهم السلام ، فإذا أراد غيرهم تلاوتها فيبدّلهما بما يناسب حاله من الكلام ، وهي قوله عليه السلام : «وورّثتنا علمه مفسَّرا ـ إلى قوله ـ فصلّ على محمّد الخطيب به» (الإقبال : ۱ / ۴۹۹) .

4.الخلج : الجذب والنزع (النهاية : ۲ / ۵۹) .

5.في مصباح المتهجّد : «مصباحه» .

6.بَلَج الصبحُ : أضاء وأشرق ، كانبلج وتبلّج . وسفر الصبحُ : أضاء وأشرق كأسفر (القاموس المحيط : ۱ / ۱۷۹ و ۲ / ۴۹) .

7.في الإقبال : «الوصول» .

  • نام منبع :
    شهر الله في الكتاب و السنّة
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424 ق / 1382 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 175100
الصفحه من 628
طباعه  ارسل الي