51
شهر الله في الكتاب و السنّة

ويَقولُ اللّهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ في كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ثَلاثَ مَرّاتٍ : «هَل مِن سائِلٍ فَاُعطِيَهُ سُؤلَهُ؟ هَل مِن تائِبٍ فَأَتوبَ عَلَيهِ؟ هَل مِن مُستَغفِرٍ فَأَغفِرَ لَهُ؟ مَن يُقرِضُ المَليءَ غَيرَ المُعدِمِ ، وَالوَفِيَّ غَيرَ الظّالِمِ»؟
وإنَّ للّهِِ تَعالى في آخِرِ كُلِّ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ عِندَ الإِفطارِ ألفَ ألفِ عَتيقٍ مِنَ النّارِ ، فَإِذا كانَت لَيلَةُ الجُمُعَةِ ويَومُ الجُمُعَةِ أعتَقَ في كُلِّ ساعَةٍ مِنهُما ألفَ ألفِ عَتيقٍ مِنَ النّارِ ، وكُلُّهُم قَدِ استَوجَبُوا العَذابَ ، فَإِذا كانَ في آخِرِ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ أعتَقَ اللّهُ في ذلِكَ اليَومِ بِعَدَدِ ما أعتَقَ مِن أوَّلِ الشَّهرِ إلى آخِرِهِ .
فَإِذا كانَت لَيلَةُ القَدرِ أمَرَ اللّهُ عز و جل جَبرَئيلَ عليه السلام ، فَهَبَطَ في كَتيبَةٍ مِنَ المَلائِكَةِ إلَى الأَرضِ ... فَيُجاوِزانِ المَشرِقَ وَالمَغرِبَ ، ويَبُثُّ جَبرَئيلُ عليه السلام المَلائِكَةَ في هذهِ اللَّيلَةِ ، فَيُسَلِّمونَ عَلى كُلِّ قائِمٍ وقاعِدٍ ، ومُصَلٍّ وذاكِرٍ ويُصافِحونَهُم ويُؤَمِّنونَ عَلى دُعائِهِم حَتّى يَطلُعَ الفَجرُ ، فَإِذا طَلَعَ الفَجرُ نادى جَبرَئيلُ عليه السلام : يا مَعشَرَ المَلائِكَةِ ، الرَّحيلَ الرَّحيلَ ، فَيَقولونَ : يا جَبرَئيلُ ، فَمَاذا صَنَعَ اللّهُ تَعالى في حَوائِجِ المُؤمِنينَ مِن اُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟ فَيَقولُ : إنَّ اللّهَ تَعالى نَظَرَ إلَيهِم في هذهِ اللَّيلَةِ فَعَفا عَنهُم وغَفَرَ لَهُم إلاّ أربَعَةً : ... مُدمِنَ الخَمرِ ، وَالعاقَّ لِوالِدَيهِ ، وَالقاطِعَ الرَّحِمِ ، وَالمُشاحِنَ .
فَإِذا كانَت لَيلَةُ الفِطرِ ـ وهِيَ تُسَمّى : «لَيلَةَ الجَوائِزِ» ـ أعطَى اللّهُ العامِلينَ أجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ ، فَإِذا كانَت غَداةُ يَومِ الفِطرِ بَعَثَ اللّهُ المَلائِكَةَ في كُلِّ البِلادِ ، فَيَهبِطونَ إلَى الأَرضِ ويَقِفونَ عَلى أفواهِ السِّكَكِ ، فَيَقولونَ : يا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، اُخرُجوا إلى رَبٍّ كَريمٍ ؛ يُعطِي الجَزيلَ ويَغفِرُ العَظيمَ .
فَإِذا بَرَزوا إلى مُصَلاّهُم قالَ اللّهُ عز و جل لِلمَلائِكَةِ : «مَلائِكَتي ، ما جَزاءُ الأَجيرِ إذا عَمِلَ عَمَلَهُ؟» فَتَقولُ المَلائِكَةُ : إلهَنا وسَيِّدَنا ، جَزاؤُهُ أن تُوَفِّيَ أجرَهُ . فَيَقولُ اللّهُ عز و جل : «فَإِنّي اُشهِدُكُم مَلائِكَتي ، أنّي قَد جَعَلتُ ثَوابَهُم عَن صِيامِهِم شَهرَ


شهر الله في الكتاب و السنّة
50

وأمَّا الرّابِعَةُ : فَإِنَّ اللّهَ عز و جل يَأمُرُ جَنَّتَهُ أنِ استَغفِري وتَزَيَّني لِعِبادي ، فَيوشِكُ أن يَذهَبَ عَنهُم نَصَبُ الدُّنيا وأذاها ويَصيروا إلى جَنَّتي وكَرامَتي .
وأمَّا الخامِسَةُ : فَإِذا كانَ آخِرُ لَيلَةٍ غُفِرَ لَهُم جَميعا .
فَقالَ رَجُلٌ : في لَيلَةِ القَدرِ يا رَسولَ اللّهِ؟
فَقالَ : ألَم تَرَ إلَى العُمّالِ إذا فَرَغوا مِن أعمالِهِم وُفّوا؟! ۱

۶۹.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ الجَنَّةَ تُزَخرَفُ لِرَمَضانَ مِن رَأسِ الحَولِ إلى حَولٍ قابِلٍ ، فَإِذا كانَ أوَّلُ يَومٍ مِن رَمَضانَ هَبَّت رَيحٌ تَحتَ العَرشِ مِن فَوقِ الجَنَّةِ عَلَى الحورِ العينِ ، فَيَقُلنَ : يا رَبِّ ، اجعَل لَنا مِن عِبادِكَ أزواجا تَقَرُّ بِهِم أعيُنُنا وتَقَرُّ أعيُنُهُم بِنا . ۲

۷۰.عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الجَنَّةَ لَتُنَجَّدُ ۳ وتُزَيَّنُ مِنَ الحَولِ إلَى الحَولِ لِدُخولِ شَهرِ رَمَضانَ ، فَإِذا كانَ أوَّلُ لَيلَةٍ مِنهُ هَبَّت ريحٌ مِن تَحتِ العَرشِ يُقالُ لَهَا المُثيرَةُ تَصفِقُ وَرَقَ أشجارِ الجِنانِ وحَِلَقَ المَصاريعِ ، فَيُسمَعُ لِذلِكَ طَنينٌ لَم يَسمَعِ السّامِعونَ أحسَنَ مِنهُ ، وتَبرُزنَ ۴ الحورُ العينُ حَتّى يَقِفنَ بَينَ شُرَفِ ۵ الجَنَّةِ ، فَيُنادينَ : هَل مِن خاطِبٍ إلَى اللّهِ عز و جل فَيُزَوِّجَهُ؟ ... .

1.الخصال : ۳۱۷ / ۱۰۱ ، فضائل الأشهر الثلاثة : ۹۰ / ۶۹ وفيه «إذا عملوا كيف يؤتون اُجورهم» بدل «إذا فرغوا ...» وص۱۳۰ / ۱۳۶ ، الأمالي للطوسي : ۴۹۶ / ۱۰۸۷ نحوه ، بحار الأنوار : ۹۶ / ۳۶۴ / ۳۶ وص ۳۶۸ / ۴۵ ؛ مسند ابن حنبل : ۳ / ۱۴۴ / ۷۹۲۲ عن أبي هريرة نحوه ، شُعب الإيمان : ۳ / ۳۰۳ / ۳۶۰۳ ، فضائل الأوقات للبيهقي : ۳۸ / ۴۷ ، كنز العمّال : ۸ / ۴۷۲ / ۲۳۷۰۹ .

2.فضائل الأوقات للبيهقي : ۴۱ / ۶۲ عن ابن عمر وص ۴۲ / ۶۳ ، صحيح ابن خزيمة : ۳ / ۱۹۰ / ۱۸۸۶ ، المعجم الكبير : ۲۲ / ۳۸۹ / ۹۶۷ ، شُعب الإيمان : ۳ / ۳۱۳ / ۳۶۳۴ كلّها عن أبي مسعود ، كنز العمّال : ۸ / ۴۷۸ / ۲۳۷۱۵ ؛ فضائل الأشهر الثلاثة : ۱۴۱ / ۱۵۱ عن ابن مسعود ؛ بحار الأنوار : ۹۶ / ۳۴۶ / ۱۲ نقلاً عن القطب الراوندي في النوادر عن أبي مسعود نحوه .

3.التنجيد : التزيين ؛ يقال : بيت منجَّد . ونجوده : ستوره الّتي تعلّق على حيطانه ، يزيَّن بها (النهاية : ۵ / ۱۹) .

4.كذا في النسخ ، والقياس «تبرز» . وفي فضائل الأشهر الثلاثة : «فتتزيَّن» (هامش المصدر) .

5.الشُّرَف : جمع شُرفة ؛ وهو ما يوضع على أعالي القصور والمدن (لسان العرب : ۹ / ۱۷۱) .

  • نام منبع :
    شهر الله في الكتاب و السنّة
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1424 ق / 1382 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 156433
الصفحه من 628
طباعه  ارسل الي